والثانية لم نكن نتوقع حدوثها إلا بعد مائة عام علي الأقل من إرساء مبادئ الدولة العادلة التي قامت من اجلها ثورة25 يناير, دعونا لنعود الي عصور الجاهلية من خلال سرد تفاصيل الواقعة الأولي التي دارت داخل مدرسة الحدادين الابتدائية المشتركة, التابعة لإدارة القرنة التعليمية بالأقصر عندما قامت المدرسة إيمان أبوبكر كيلاني بقص شعر التلميذتين, علا منصور قاسم, ومني بربش الراوي, بسبب عدم ارتدائهما الحجاب. هكذا جاءت تفاصيل الواقعة المخزية, التي ترقي الي حد الجريمة ويعاقب عليها القانون, وهي تطرح العديد من التساؤلات.. ولعل أهمها.. الي أي أساس استندت هذه المدرسة في ارتكاب فعلتها؟ هل بسبب صعود التيار الإسلامي سياسيا, مما يستوجب معه فرض الشريعية الإسلامية بالقوة؟! أو ربما تنتمي تلك المدرسة الي ما يسمي بجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, التي عاد الحديث عنها بقوة بعد مقتل شاب أثناء وجوده برفقة خطيبته ليلا في مدينة السويس, لا أجد إجابات شافية لهذه التساؤلات سوي أننا أمام مهزلة تعليمية بكل المقاييس تستوجب العقاب الحقيقي الرادع لأمثال هذه المدرسة ممن يسيئون الي المنظومة التعليمية برمتها. ومن عصور الجاهلية الي الدولة العادلة التي شهدت تفاصيل الواقعة الثانية, وللحق أقول إنني لم أكن اصدقها لولا أنها جاءت علي لسان صاحبها اللواء أحمد البدري رئيس أكاديمية الشرطة الحالي.. فمن يصدق رسوب نجل رئيس أكاديمية الشرطة في الاختبارات الطبية, وذلك بعد إجراء الكشف الطبي عليه, وتبين أن نظره ضعيف, ولم يستطع أبوه أن يفعل شيئا! تخيلوا معي.. هل هذا يحدث في مصر؟.. هل فعلا انتهي عصر المحسوبية والوساطة في الالتحاق بكلية الشرطة؟ ربما لا يصدق البعض ما حدث.. وربما يري البعض الآخر أن ما نتحدث عنه هو درب من دروب الخيال, لكنه الواقع الذي يبشر بالخير لمستقبل هذا البلد.