بيروت: أغلق سهم مجموعة "أرابتك" الإماراتية اليوم الأحد مرتفعاً بنهاية تعاملات البورصة، بعد ساعات عن الكشف عن أكبر صفقة في تاريخ الشركة بينها وبين القوات المسلحة المصرية، تقوم بموجبها الشركة الإماراتية ببناء مليون وحدة سكنية في مصر. وأغلق سوق دبي وسهم أرابتك بلغ نسبة 1.96%، في حين يرى خبراء أسواق المال أن السهم يستهدف مستويات أعلى، وهو ما سيعزز وضع الشركة الأكبر المدرجة في السوق في مجال التشييد. وكانت القوات المسلحة المصرية وقعت وشركة أرابتك الإماراتية العملاقة، اتفاق تعاون لإنشاء وتمويل مليون وحدة سكنية كاملة المرافق والخدمات في مصر، على مدى 5 سنوات بما يسهم في حل مشكلة الإسكان المستعصية في مصر وبخاصة لمحدودي الدخل، وذلك قبل يومين من الزيارة التي بدأها اليوم وزير الدفاع المصري، المشير عبد الفتاح السيسي إلى الامارات. وتفاقمت أزمة الإسكان في مصر أكثر بعد الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مطلع عام 2011، ولم تعرف البلاد بعدها استقرارًا على كل المستويات، ومن بينها تدفق الاستثمارات الأجنبية. ومن المقرر أن تسلم الوحدة السكنية الأولى بالمشروع مطلع عام 2017، على أن ينتهي المشروع بالكامل قبل عام 2020. ووقع الاتفاقية من الجانب المصري اللواء أركان حرب طاهر عبد الله، مدير الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فيما مثل الجانب الإماراتي حسن عبد الله اسميك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة "أرابتك" القابضة التي تشتهر على مستوى العالم في مجال البناء والتطوير العقاري. وقال حسن اسميك في تصريحات صحفية من مصر مساء الأحد: "أرض المشروع مقدمة مجانًا من القوات المسلحة المصرية وستقدم الإمارات التمويل المبدئي اللازم للمشروع، فيما ستوفر الشركة بعد ذلك التمويل عبر الدفعات المقدمة والأقساط." مبيناً أن " الهدف الأول هو مساعدة الدولة المصرية أكثر من التفكير في عوائد مادية". وأوضح اسميك أن شركته كانت تتفاوض مع الحكومة المصرية بشأن المشروع منذ نحو خمسة أشهر، مضيفًا "الحكومة المصرية لن تتحمل أي شيء من تكلفته". وذكر أن المشروع وهو باكورة أعمال الشركة في مصر سيكون نواة لحل أزمة المساكن في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، مضيفاً بأنه "سيجري بيع الوحدات السكنية للشباب بسعر يقل بنحو 30 إلى 40 بالمئة عن سعر التكلفة الحقيقية للوحدة". ويستهدف المشروع أصحاب الدخل المحدود والشباب وسيتم تنفيذه في مختلف المحافظات المصرية، حيث ستقام المجمعات السكنية في 13 موقعًا على مساحة إجمالية تزيد على 160 مليون متر مربع، في حين تبدأ أعمال الإنشاء في الربع الثالث من العام الجاري. ومن المقرر أن تتراوح مساحات الوحدات السكنية بين 85 مترًا و110 أمتار للقطعة الواحدة. ويبدو واضحًا الدعم الإماراتي لمصر طوال الفترات السابقة إلا أنها تركزت في الفترة الأخيرة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي إثر احتجاجات حاشدة اسقطته بمساعدة الجيش المصري منتصف العام الماضي. وتابع أن أقساط الوحدات ستسدد على فترات تتراوح بين عشرة أعوام و20 عامًا، وأن الشركة اتفقت مع 40 بنكًا لتمويل الوحدات للشباب. وحول المواد الخام اللازمة للمشروع، قال اسميك "سنطرح مناقصة ولو الشركات المصرية قدمت أسعاراً أقل سنأخذ منها، لكن لو الاسعار مرتفعة سنضطر حينها للاستيراد من الخارج بتكلفة أقل وجودة عالية." وأوضح أن الاستيراد والتعاقد سيكونان مرة واحدة فقط على جميع المواد والكميات التي يحتاجها المشروع. وسيتم تمويل المشروع من خلال شركة تؤسس بالشراكة بين البلدين على أن يتولى قيادتها رئيس سابق لأحد البنوك المصرية الكبرى. وكان البنك المركزي المصري خصص عشرة مليارات جنيه مصري لمشروعات الإسكان منخفض التكلفة. وستودع الأموال في البنوك لمدة 20 عاماً بفائدة منخفضة لذا تستطيع البنوك بدورها إقراضها للمواطنين لشراء منازل بفائدة سنوية سبعة إلى ثمانية في المئة. وستتولى أرابتك للإنشاءات التابعة لأرابتك القابضة تنفيذ المشروع الذي من المتوقع أن يوفر مليون فرصة عمل للشبان المصريين. وقامت مجموعة أرابتك بالعديد من المشروعات العملاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة منها برج خليفة، وهو أعلى مبنى في العالم، وفندق قصر الإمارات في أبو ظبي وفندق برج العرب في دبي. ايلاف