هدير الضمير أقوال وأمثال - 118 من شعر الفكاهة والدعابة – 1 !! جمع وترتيب - ياسين عبد الله السعدي يعرفني قرائي الكرام بالجدية فيما أكتب، لكن النفس الإنسانية لا تخلو من ومضات الدعابة المهذبة. ولأن المواطن العربي المنتمي في كل الوطن العربي يعيش حياة القلق وهو يرى المناظر المحزنة التي تهز القلب وتدمي الضمير؛ فقد أردت أن أقدم هذه الحلقة الفكاهية للترويح عنه عسى أن أخفف من همومه وأوجاع ضميره: قال أحمد شوقي يصف رجلاً ثقيل الظل: سقط الحمارُ من السفينة في الدجى ***** فبكى الرفاقُ لفقده وترحموا لما بدا ضوءُ الصباح أتت به ***** نحو السفينة موجةٌ تتقدمُ قالت خذوه كما أتاني سالما ***** لم أبتلعْهُ لأنه لا يُهْضَمُ حدثني الصديق، الأستاذ علي ظاهر جرار، نائب مدير التربية والتعليم سابقاً، أنه عندما كان طالباً في المرحلة الابتدائية العليا، أراد الطلاب أن يسمح لهم مدير المدرسة بتربية شعر الرأس، ولكنه رفض وأمرهم بحلق شعرهم على (الصفر) كما نقول، وكما كان متبعاً. اشتكى الطلاب إلى الأستاذ الشاعر، المرحوم سعيد السوقي، فكتب هذين البيتين وطلب منهم أن يوصلوهما إلى المدير، فرد قائلاً: هذا من عمل أبي الصادق: إذا ما العقول بدا ضعفُها ***** فأنىّ ستبقى معاذيرُها فكيف سنرجو فلاحاً لها ***** وأنت اقتلعتَ مساميرَها؟ قال يعقوب صاحب (إصلاح المنطق) :دخل أعرابي حمام السوق المبلطة أرضه بالرخام والمرمر فزلق فشج، فأنشأ يقول: وقالوا تَطَهَّرْ إنه يومُ جمعةٍ ***** فرحتُ من الحَمَّامِ غيرَ مُطَهَّرِ ترديتُ منه شارياً شُجَّ مِفرقي***** بِفَلْسين؛ إني بئس ما كان مَتجري وما يُحسنُ الأعرابُ في السوق مِشْيةً ***** فكيف ببيتٍ من رخامٍ ومرمرِ؟ ذكر أبو حيان التوحيدي في (الامتاع والمؤانسة) أن محمد بن سلام قال إنه ضجر عن امرأته فقال: رُزقتُ عجوزاً قد مضى من شبابها ***** زمانٌ، فما فيها لذي اللَّبْسِ ملبسُ ترى نفسها زيْناً وليست بزينةٍٍ ***** إذا رَدَّ فيها طرفَه المتنافسُ لها ركبتا عنزٍ وساقُ نعامة ***** وكاهلُ حرباءٍ بدا يتشمسُ وعينٌ كعين الضبِّ في صم قلعة ***** ووجهٌ لها مثلُ الصلابة أملسُ داعب أحد الشعراء صديقا ً له بعد رجوعه من الحج، فأرسل إليه: حججتَ فليتَ إنك لا تحجُّ ***** فمنك الركنُ والحَرَمانِ ضجّوا وكاد أبو قُبيْسٍ والمُصَلَّى***** وبيتُ الله يهربُ أو ( يهجُّ ( ذهبتَ بألفِ قافلةٍ ذنوبا***** فأبتَ بألفِ قافلةٍ وخُرْجُ أترجو يا أخا الآثام إمّا ***** حججتَ، وقال عنك الناسُ حَجُّ بأن تُمحى ذنوبُك والخطايا ***** ومِنْ ويلاتِ يومِ الحشرِ تنجو وتمسي مؤمنا ًورِعا ًتقيا ً؟ ***** بعيدٌ عنك ما تهوى وترجو طريقُ الخلد شائكةٌ فدعْها ***** لِمن عفَّتْ يدٌ لهمُ وفَرْجُ فانْ تكُ أنت للفردوس من ذا ***** بحامية الجحيم غدا يُزجُّ؟! قال شاعر ساخر وصف نفسه (أبو الشجعان): أرى أني إذا ما الحرب قامتْ ***** أرابطُ خلف ربات الحِجالِ أُحَمِّسُ في الوغى أبناءَ قومي ***** وأحمي ظهرهمْ عند النِّزالِ فإن هربوا سبقتهموا جميعاً ***** وإن هجموا فقد دبَّرْتُ حالي وفي الهيجاء ما جربتُ نفسي ***** ولكنْ في الهزيمة كالغزالِ ولي عزْمٌ يشقُّ الماء شقّاً ***** ويكسر بيضتين على التوالي ويقطع خيط قطن بعد لأي ***** إذا ما الخيطُ كان على انحلالِ وإن أدخلْ على الصيصان يوما ***** أدوس ضعيفَهمْ تحت النعالِ أرى الفئران تهرب من أمامي ***** إذا ما شاهدتْ يوما خيالي وينهزم الذبابُ فلا أراه ***** وكم هشّمْتُ آلاف النمالِ وقد شاهدتُ صرصورا كبيرا *** فلم أهربْ ولا سلَّمْتُ حالي إلى أن جاءني مَدَدٌ سريعٌ ***** من المولى العليِّ وذي الجلالِ وألهمني بأنْ أُلقي بنفسي ***** وأنْ أتماوتنَّ على الرمالِ إلى أن يأذنَ المولى بِحَلٍّ ***** وينهزمَ العدوُّ بلا نِزالِ ولو لم ينهزمْ لغدا صريعاً ***** وشاهَدَ هِمَّتى ورأى احتِمالي وتلك مزيةُ الشجعان مثلي ***** يفرُّ عدوهمْ قبل النزالِ !! [email protected] دنيا الوطن