أوضح سكان منطقة المديفي في مدينة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة، أن السبب الرئيسي وراء غمر المياه لبيوتهم وضررها بالكامل، هو تحويل مسار واد قريب من الحي، ولفتوا إلى أن بيوتهم تعرضت لأضرار كبيرة وتعطلت معظم الأجهزة الإلكترونية التي يمتلكونها لغمرها بمياه الأمطار، مشيرين إلى أن مركز الدفاع المدني في خورفكان طلب ايوائهم في مدرسة لكنهم رفضوا ذلك. من جهته، ذكر رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة وعضو مجلس تنفيذي في إمارة الشارقة، سالم بن محمد النقبي، أنه تم توفير45 شقة سكنية فندقية في مدينة خورفكان وإمارة الفجيرة للأهالي المتضررين من غمر مياه الأمطار لمنازلهم، مشيراً إلى أن جميع الجهات الحكومية تضافرت لحل هذه المشكلة وإنقاذ السكان من خطر المياه وكذلك إيواءهم. وتفصيلا، قالت المواطنة أم هيثم، أحد سكان الحي المتضررين، "لم أكن في منزلي، لكنني حين عدت تفاجأت من المنظر الذي لم أكن أحسب له أي حساب، فقد رأيت الأثاث أتلف بالطين وأوراق الأشجار والأجهزة الإلكترونية غارقه بالطين ومياه الأمطار. وأوضحت أنها تعاني منذ 4 سنوات في موسم هطول الأمطار مثل هذه المشكلة، لكنها كانت تغمر غرفة الجلوس فقط ما يجعلهم في كل مرة يقومون بتبديل الأجهزة الإلكترونية وبعض الأثاث الذي تضرر، منوهةً إلى أن منذ تحويل مسار الوادي القريب من المنازل أصبحت المياه تغمر بيوت الحي جميعها. وتساءلت أم هيثم عن عدم تحرك أي جهة لإنقاذ أصحاب المنازل إلا في أوقات متأخرة جداً، قائلة "غمرت مياه الأمطار منازلنا في الساعة 10مساء ولم نجد أي تجاوب من أي جهة حكومية إلا في الساعة 3 صباحاً وقد أنهكنا التعب". تصوير: سمية الحمادي وذكر ابنها هيثم صالح الشاعر، "حين بدأ المطر يهطل توقعنا أن مياه الأمطار كالعادة تدخل على المنزل بشكل بسيط، لكننا تفاجئنا بدخول كميات كبيرة جداَ من الطين والمياه وغمرت البيت بشكل مفاجئ، لافتاً إلى أن الحي كان ينتظر شارع داخلي مرصوف منذ 4 سنوات حتى أنتهى منذ شهرين دون وجود قنوات صرف مياه، ما أدى لمثل هذه الكارثة التي حصلت بنا". ونوه لعدم وجود أي أحد من سيارات الإنقاذ والشرطة أثناء غرق المنازل، وإنما تعاملوا مع الموضوع بوقت متأخر جدا، واستنكر من الجهات الحكومية قرار إيواء المواطنين في مدارس حكومية في منتصف الليل، قائلاً " في الساعة الثالثة صباحاً تفاجأنا برجال الدفاع المدني مع (باص) كبير يطلبون منا إخلاء المنزل وأنهم سيقومون بإيوائنا في مدرسة من المدارس الحكومية، لكننا رفضنا بطبيعة الحال فكيف لنا أن نبات مع أسرنا في مدرسة وكيف نطمأن لمثل هذا القرار"، وذكر أن هناك أسر تم إيواءها بشكل مؤقت في شقق مفروشة بينما عدد كبير من الأسر تبات في منازلها التي غمرتها المياه والطين ومع انقطاع التيار الكهربائي، موضحا أن الحجة كانت عدم وجود أماكن في الشقق السكنية. وأشار إلى أن هناك مناطق أخرى قريبة من مدينة خورفكان وتتوفر بها شقق سكنية كافية لأهالي الحي. إلى ذلك، ذكرت المواطنة، أم مشعل، أنها كانت في المنزل أثناء هطول الأمطار وغمر مياه الأمطار لمنزلها، وقالت "لم أجد مكان أقف عليه، فقد خفنا أنا وأبنائي من حدوث ماس كهربائي مع وجود كمية كبيرة من الطين والمياه تغمر الأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي تعطلت بشكل كامل. وأضافت "تم تغير مسار الوادي القريب من الحي بسبب الشوارع الداخلية ومع كميات المياه الكبيرة نزل الوادي على الحي وغمر المنازل وتسبب في ضرر كبير في الأثاث والممتلكات". وأشارت إلى أنها لم تستطع أن تصل لأوراقها المهمة من جوازات والجنسية، إلا بصعوبة كبيرة، وتخوفت من تأثير هذه المشكلة بمستوى ابنها الدراسي، الذي سيبدأ اختباراته خلال هذا الأسبوع، موضحة أن عدم والإيواء في منطقة قد تكون بعيدة قد تسبب له ربكة. من جهته، قال رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة وعضو مجلس تنفيذي في إمارة الشارقة، سالم بن محمد النقبي، إنه "تم توفير شقق فندقية مؤقتة بإمارة الفجيرة ومدينة خورفكان للأسر المتضررة حتى يتم تنظيف منازلهم وحصر الأضرار التي تسببت لهم، مشيراً إلى أنه تم جمع جميع عمال البلدية والاستعانة بآليات بلديات أخرى كبلدية كلباء ودبا الحصن حتى تعجل من شفط مياه الأمطار التي تجمعت بكميات كبيرة جداً في المنازل والشوارع والأماكن المنخفضة. وأوضح أنه تفاجأ بجود حافلات تحاول أن تقل الناس لمدرسة حكومية تأويهم فيها ،وتم إيقافها على الفور وعدم نقل سكان الحي للمدرسة، لافتاً إلى أنه تم توزيع الأهالي حسب حاجتهم وحسب طلاب المدارس الذين سيبدأون الامتحانات غداً، بالإضافة إلى حجم الأسرة. واقترح النقبي، إنشاء حزام أو حاجز بشكل مؤقت خلفي ممتد من منطقة حيواة إلى منطقة المديفي حتى يكون هذا الحزام حاجزاً يحد بين مياه الأمطار النازلة من الجبال وبيوت الأهالي المطلة عليه ويصب في الوادي المخصص له، ما سيقلل من الأضرار والخطر على المنطقة ويوفر الجهد والوقت لشفط مياه الأمطار المتراكمة. الامارات اليوم