شهد يوم أمس تطورا لافتا في شبه جزيرة القرم بعيد إعلانها استقلالها رسميا عن أوكرانيا عقب الاستفتاء المثير للجدل الذي أجرته أول أمس الأحد، ووافقت فيه الأكثرية الساحقة على الانفصال عن أوكرانيا، فبعد مصادقة قيادة القرم على طلب الانضمام لروسيا، وتأميم السلطات في شبه الجزيرة للممتلكات العائدة لأوكرانيا، وإسراع نائب رئيس مجلس الدوما الروسي بالتأكيد على أن الدوما سيقر قانونا يساعد في انضمام القرم في المستقبل القريب جدا إلى روسيا، أقر البرلمان الأوكراني مرسوما رئاسيا بتعبئة جزئية تتضمن 40 ألفا من جنود الاحتياط في خطوة لتعزيز القوة العسكرية للبلاد في مواجهة الجار الروسي، فيما جاء رد فعل القوي الغربية قويا وكما كان متوقعا برفض نتائج الاستفتاء، حيث أكد وزير الخارجية البريطاني قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس حول الشأن الأوكراني بأنه سيتم فرض عقوبات على بعض الأفراد الروس الذين كان لهم دور في الأحداث بالقرم. وأعلن برلمان القرم أمس أن 85 نائبا برلمانيا صوتوا لصالح إعلان شبه الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي دولة مستقلة، وفي الوقت نفسه صادقت قيادة القرم الموالية لموسكو على طلب للانضمام إلى روسيا. ووفقا للبيانات الرسمية وافق أكثر من 96% من الناخبين في القرم على الانضمام لروسيا في الاستفتاء، والذي يعتبره الغرب مخالفا للقانون الدولي. وكان من المتوقع وصول وفد برلماني من القرم إلى موسكو أمس الاثنين لبحث الإجراءات المطلوبة لكي تصبح شبه جزيرة القرم جزءا من روسيا الاتحادية. من جانبها نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن سيرجي نيفيروف نائب رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) قوله أمس الاثنين إن المجلس سيقر قانونا يسمح لمنطقة القرم الواقعة بجنوب أوكرانيا بالانضمام إلى روسيا في «المستقبل القريب جدا»، وأضاف نيفيروف «أظهرت نتائج الاستفتاء في القرم بوضوح أن سكان القرم لا يرون مستقبلهم إلا كجزء من روسيا». وفي كييف وفي أول رد فعل علي نتائج التصويت أقر برلمان أوكرانيا أمس مرسوما رئاسيا بتعبئة جزئية تتضمن 40 ألفا من جنود الاحتياط في خطوة لتعزيز القوة العسكرية للبلاد بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم. وقال أندري باروبي سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع للبرلمان إن 20 ألفا من جنود الاحتياط سينخرطون في صفوف القوات المسلحة وسينضم الباقون إلى قوة الحرس الوطني التي تشكلت مؤخرا. من جانبه أعلن الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف أن الاستفتاء في القرم الذي قضى بإلحاق شبه الجزيرة الانفصالية بروسيا هو «مهزلة كبرى». واضاف تورتشينوف متحدثا امام مجلس النواب ان «روسيا تسعى للتغطية على عدوانها في القرم بمهزلة كبرى اطلق عليها اسم استفتاء لم يتم الاعتراف بها ابدا لا من اوكرانيا ولا من العالم المتحضر». إلى ذلك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس إن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي سيوافقون على فرض مجموعة من العقوبات منها تجميد الاصول وحظر السفر على عدد من الافراد الروس بعد ان وافق برلمان القرم على الانضمام الى روسيا. إلى ذلك وصفت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الاستفتاء بأنه غير شرعي، مناشدة روسيا الحوار مع أوكرانيا. وقالت أشتون قبيل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل: «هذا الاستفتاء غير شرعي وفقا للدستور الأوكراني والقانون الدولي»، وأضافت: «أطالب روسيا مجددا ببدء حوار مع القادة الأوكرانيين والتوصل إلى تهدئة». وأوضحت أشتون أن الاتحاد الأوروبي يريد «إرسال أقوى إشارة ممكنة لروسيا»، وقالت: «وهذه الإشارة هي أننا نريد التأكد من أنهم (الروس) يعون خطورة الوضع». من جهته أكد نائب السفير الروسي في العاصمة الألمانية برلين أوليج كرازنيزكي أن بلاده لا تريد الدخول في مواجهة صريحة مع الغرب.وقال كرازنيزكي في تصريحات إعلامية أمس: «إننا ضد الحرب الباردة، لأنها ستتسبب في خسائر كبيرة لأوروبا بأكملها والعالم». المزيد من الصور : صحيفة المدينة