أفاد عقاريون بأن نجاح دبي في استضافة معرض «إكسبو الدولي 2020» سيرفع الطلب على الاستئجار بمعدلات سنوية تراوح بين 5 و10% سنوياً، نتيجة انتعاش الحركة الاقتصادية، لاسيما ضمن قطاعات السياحة والتجارة والخدمات اللوجستية. وبينوا أن تأثير استضافة «إكسبو» في قطاع الإيجارات لن يكون بشكل مباشر، فمع انتعاش الأوضاع الاقتصادية، وتدفق العمالة إلى دبي، فإن من شأن ذلك أن يرفع الطلب على الإيجارات بمعدلات تفوق الوحدات الجديدة، الأمر الذي سيرفع معدلات الإيجار بالتبعية بشكل تدريجي. وطالبوا بالتخلي عن الزيادات الانطباعية بعد إعلان الفوز، مؤكدين ضرورة أن تبنى الزيادات على طلب حقيقي، وأن تتماشى والارتفاعات مع معدلات الطلب، حتى تؤسس السوق لمعدلات نمو مستدامة وحقيقية، تزيد من عافية القطاع، وتدعمه خلال الفترة المقبلة. مراقبة لضبط القطاع قال المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، سلطان بطي بن مجرن، إن «إدارة السياسات والتشريع التابعة لقطاع الإيجارات تراقب عن كثب كل المتغيرات في السوق العقارية وقطاع التأجير، وستكون هناك مراجعة لمعدلات الزيادة». وأضاف أن «الزيادات التي تتم في دبي تخضع للقانون، فضلاً عن مؤشر بدل الإيجارات الذي تقدمه الدائرة للمؤجرين والمستأجرين»، لافتاً إلى أن «هناك تغيرات مهمة في مدخلات المؤشر لتكون النتائج قياساً حقيقياً للسوق». وذكر بن مجرن أن «الدائرة تسعى عبر كل القطاعات، لاسيما الإيجارات، إلى تعزيز مفهوم المراقبة المسبقة، الأمر الذي يحد من المنازعات الإيجارية، ويزيد من مساحة الشفافية، ويمثل دعامة حقيقية لصحة القطاع العقاري»، وأضاف أن «هذا الإجراء ضمن خطوات عدة لضبط قطاع الإيجارات، واستهداف معدلات نمو مستدامة، لتقديم قطاع عقاري قوي قادر على المنافسة عالمياً، ويقدم بيئة جاذبة للاستثمار والاستئجار». وتفصيلاً، قال المدير الإداري الإقليمي في شركة «سي بي آر إي» للاستشارات العقارية والأبحاث، نيكولاس ماكلين، إن «فوز دبي باستضافة (إكسبو 2020)، من شأنه أن يرفع الحافز إلى النمو المستقبلي للإمارة بشكل عام وفي كل القطاعات، التي يأتي في مقدمتها القطاع العقاري». وأضاف أن «نجاح دبي في استضافة المعرض سيفتح باباً جديداً لتعزيز مكانة دبي كإحدى أفضل المدن العالمية، التي تمتلك بنى تحتية قوية وراقية، الأمر الذي سيصب في زيادة الطلب على قطاع العقارات في الإمارات، وعلى الإيجارات بشكل عام». وتوقع ماكلين أن «تشهد الإمارة تدفقاً أكبر للقوى العاملة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي سيرافقه تأثير كبير في العقارات السكنية، التي تشهد بالأصل قفزة في معدلات الإيجارات، كما سيكون هنالك تأثير مباشر في الأسواق التجارية والخدمات اللوجستية». وذكر أن «من المتوقع أن تكون الزيادات في الإيجارات بمعدلات منطقية، وتتوافق مع العرض والطلب، وليس بالانطباع»، مشيراً إلى أن «عشوائية الارتفاعات ستضر بالقطاع، خصوصاً أن موعد الاستضافة بعد سبع سنوات». إلى ذلك، قال مدير العقارات في شركة «بالحصا»، ماجد الآغا، إن «دبي بانتظار حراك عقاري، وانتعاش اقتصادي أوسع بعد الفوز باستضافة معرض (إكسبو الدولي 2020)، الذي يستقطب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم». وأضاف أن «السوق العقارية تعتبر استضافة (إكسبو 2020) أحد أهم الأحداث، التي ستغير من الحركة الاقتصادية في الدولة، لاسيما دبي، وهو ما سينطبع على كل الأنشطة الاقتصادية والمالية والتجارية، التي من أبرزها القطاع العقاري». وأشار إلى أن «ارتفاع الإيجارات في دبي بعد الفوز بالاستضافة أمر متوقع لأسباب عدة، أولها الحالة الانطباعية لدى السوق، ثانياً ارتفاع الطلب المتوقع لعمليات التأجير، الذي من المتوقع أن يزيد على 5% سنوياً». وأكد الآغا أن «الزيادات المتوقعة يجب أن تكون مبنية على طلب حقيقي، وأن تأخذ التدرج بحسب معدلات الطلب، فلن يغير الإعلان عن الفوز القطاع العقاري في يوم وليلة، إذ يجب أن تتماشى الزيادات والارتفاعات مع معدلات الطلب». في السياق ذاته، أكد مدير الأصول في شركة «آي بي»، ماثيو تيري، أن «نجاح دبي في استضافة معرض (إكسبو 2020) له آثار إيجابية واضحة»، لافتاً إلى أن «التأثير لن يكون مباشراً، فالإعلان وحده ليس السبب، لكن التأثير يأتي مع المتطلبات التي ستشهدها السوق». وأوضح أن «استضافة المعرض سترفع عدد الشركات والمشروعات في الدولة، لاسيما دبي، خلال السنوات السبع التي تسبق المعرض، الأمر الذي سيُدخل أعداداً كبيرة من العاملين في مختلف القطاعات، وهو ما سيرفع الطلب على الإيجارات في الإمارة». وبين تيري أن «ارتفاع الإيجارات يجب أن يكون مبنياً على طلب حقيقي وليس على انطباعات مسبقة، حتى تُؤسس السوق لمعدلات نمو مستدامة وحقيقية، تزيد من عافية القطاع، وتدعم القطاع خلال الفترة المقبلة»، متوقعاً أن يرتفع الطلب بأكثر من 5% سنوياً خلال السنوات المقبلة. من جانبه، قال مدير العقارات في مجموعة «الوليد»، محمد تركي، إن «رد فعل الأسواق الإماراتية بعد فوز الإمارة باستضافة (إكسبو 2020) لا ينبغي أن يكون فورياً، بل سيكون على فترات زمنية طويلة، تمتد إلى سبع سنوات، الأمر الذي يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد بديمومة ووتيرة أسرع». وأضاف أن «أغلب القطاعات الاقتصادية ستتأثر بفوز دبي باستضافة (إكسبو 2020)، خصوصاً السياحة والطيران، والخدمات اللوجستية، والعقارات، والتجزئة، وسيكون هناك تأثير واضح في حركة القطاع العقاري ومعدلات الإيجار». وأوضح تركي أن «زيادة الحركة التجارية واللوجستية، وانتعاش القطاع السياحي وحركة السفر، من شأنهما أن يرفعا الطلب على الاستئجار في دبي، والإمارات القريبة، بمعدلات تراوح بين 5 و10% سنوياً، الأمر الذي سيضطر المؤجرين إلى رفع معدلات الإيجار بنسب تتماشى مع الطلب». وأكد أن «على سوق التأجير أن تراعي وضعية السوق الحقيقية، ولا تنجر وراء الانطباعات المترتبة على الفوز بالاستضافة، وأن تُبنى الارتفاعات في الأسعار على معدلات طلب حقيقية، ومستدامة حتى تُضمن سلامة القطاع مستقبلاً». الامارات اليوم
