أثار تأخير زيارة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إلى إيران لمناقشة صفقة غاز ضخمة جدلا كبيرا حول مشروع خط أنابيب الغاز المزمع إقامته لنقل الغاز الطبيعي الإيراني إلى باكستان. وكانت بعض وسائل الإعلام قد توقعت مؤخرا أن يزور زرداري إيران في مستهل جولته الخارجية الحالية وأن يحسم خلال تلك الزيارة مصير خط أنابيب الغاز الإيرانيالباكستاني بتوقيع اتفاق في هذا الصدد. إلا أن زرداري توجه رأسا إلى العاصمة البريطانية التي وصلها يوم الجمعة الماضي لزيارة الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي في المستشفى الذي تعالج به في مدينة بيرمينجهام. فيما نفت مصادر بالرئاسة الباكستانية إلغاء زيارة زرداري إلى إيران وأكدت أنها لم تتقرر رسميا بسبب ارتباطات زرداري في لندن وباريس وأنقرة وأشارت إلى احتمال أن تتم هذه الزيارة في وقت لاحق. وعلقت صحيفة (ديلي تايمز) المحلية اليوم على استمرار الشكوك المثارة حول هذا المشروع برغم تلك التصريحات قائلة "إن الوضع لايزال ضبابيا، ولن ينجلي إلا إذا تمت زيارة الرئيس زرداري وتم التوقيع على الاتفاقية الخاصة بهذا المشروع الكبير الذي يتكلف 5ر7 مليار دولار. وأشارت إلى أن هذا المشروع يواجه صعوبات متكررة نظرا لمعارضة أمريكا له بسبب البرنامج النووي الإيراني والمشاكل التي تواجه باكستان في تمويله برغم عرض طهران لتقديم قرض لباكستان للمساعدة في التمويل. وأكدت الصحيفة في مقالها الافتتاحي مجددا حاجة باكستان الشديدة لمصادر جديدة للطاقة حيث أن هذا المشروع من شأنه أن يزودها ب 750 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب. واختتمت الصحيفة تعليقها بأن الفترة المقبلة ستظهر مدى استعداد إسلام أباد لتحدي ضغوط واشنطن وتغليب مصالحها الوطنية.