أحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدماً في اتجاه معبر حدودي مع تركيا، في محافظة اللاذقية (غرب)، حيث يخوضون اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس . ويأتي هذا التقدم الذي شمل السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية وتلة مشرفة عليها، بعد أيام من إطلاق "جبهة النصرة" و"حركة شام الإسلام" و"كتائب أنصار الشام"، "معركة الأنفال" في المحافظة الساحلية التي تعد معقلاً بارزاً للنظام . وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام في محيط مدينة كسب الحدودية مع تركيا"، وأشار إلى أن المقاتلين "سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر" . وقال المرصد إن المقاتلين "سيطروا على قمة الصخرة الاستراتيجية التي تشرف على مدينة كسب ذات الغالبية الأرمنية، وقصف المقاتلون بقذائف الهاون والصواريخ مناطق في كسب وقرية كرسانا ذات الغالبية العلوية المجاورة لها، وسط إغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط - كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب المقاتلة مراكز للقوات النظامية بالرشاشات الثقيلة" . وأدى القصف إلى مقتل "خمسة أشخاص بينهم طفل في قرية كرسانا"، بينما قضى "سبعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها"، حسب المرصد . ولجأت القوات النظامية في صد الهجوم إلى الطيران الحربي "الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية"، لا سيما في بلدة سلمى ومحيط مدينة كسب . وقال الإعلام السوري إن المقاتلين يشنون هجماتهم "من الأراضي التركية"، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن وحدات تتصدى لمحاولات تسلل من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي . وتحدثت الوكالة عن مقتل 17 مقاتلاً من هذه المجموعات "بينهم أمير جبهة النصرة في الريف الشمالي في اللاذقية" . وأعلنت "جبهة النصرة"، مقتل القيادي البارز أبو عمر التركماني في اللاذقية، وقال التنظيم على صفحته في "تويتر" إن مسؤول العلاقات العامة في الجبهة أبو عمر التركماني قتل خلال "معركة الأنفال"، وقالت في بيان صوتي إنهم "سيطروا على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية مع تركيا" . في غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف في مناطق عدة . ففي قدسيا، إحدى ضواحي دمشق، أفاد المرصد عن مقتل "ستة مواطنين بينهم طفلان وثلاث سيدات، جراء قصف الطيران الحربي" . وفي منطقة داريا بدمشق أظهرت لقطات حملت على الانترنت اللحظة التي تسقط فيها قوات النظام في ما يبدو قنبلة على أحد الأحياء، وتصاعدت سحابة كثيفة من الدخان بعد الانفجار . واستهدف المعارضون منشآت حكومية في محافظة درعا(جنوب)، وشنوا هجوما صاروخيا على ما يعتقد أنها نقطة تفتيش الصوامع وثكنات للقوات النظامية . وأعلن ضابط في القوات النظامية وهو يقف عند أبواب قلعة الحصن التاريخية التي استعادوها من قبضة مقاتلي المعارضة قبل أقل من 24 ساعة، أن القوات النظامية تسيطر على النصف الغربي لمحافظة حمص (وسط)، وقال "نسيطر تماما على ريف غرب حمص" . (وكالات) الخليج الامارتية