وسط مشاعر حزن ممزوجة بالغضب وسط اجواء مشحونة بالغضب والاستنكار الممزوج بالحزن, شيعت الاوساط الرسمية والشعبية امس الاحد, في جنازة رمزية جثمان الصحافي الدكتور محمد بديوي, في بغداد وواسط والسماوة والديوانية.وقتل بديوي على يد ضابط برتبة ملازم أول من قوات الحرس الرئاسي في منطقة الجادرية بعد توقيفه في احدى السيطرات الامنية بالمنطقة، ما اثارت موجة غضب شعبية وسياسية، فيما اعتقلت قيادة عمليات بغداد الضابط وفتحت تحقيقاً معه.بغداد في بغداد, جرت مراسم تشييع جثمان الشهيد بديوي في موقعين, الاول في الجادرية بموقع حادثة مقتله على يد احد افراد حماية رئاسة الجمهورية بمشاركة عدد غفير من الاعلاميين والمواطنين يتقدمهم نقيب الصحافيين مؤيد اللامي, والثاني في الحرم الجامعي لجامعة المستنصرية, حيث قام طلبة الجامعة وزملاء الدكتور من الاساتذة بتشييع جثمان رمزي له وسط اجواء من الحزن ومشاعر الغضب والاستنكار في وقفة احتجاج نظموها في الجامعة.وطالب المشيعون في لافتات بانزال القصاص بالجاني. واحتجبت عدة صحف محلية امس عن الصدور تعبيرا عن التضامن والاحتجاج لمقتل بديوي, منها "الصباح".يذكر أن محمد بديوي الشمري حاصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام، ويشغل منذ عام 2003 منصب مدير مكتب إذاعة العراق الحر. واسط ولم تقتصر ردود الفعل الغاضبة حول هذه الحادثة على العاصمة فحسب, بل تعدتها لتشهد كل من محافظات واسط والسماوة والديوانية ايضا ردود أفعال مماثلة حيث شيعت الاوساط الرسمية والشعبية في قضاء العزيزية شمال مدينة الكوت أمس الأحد, جثمان بديوي, فيما نظم صحافيو واعلاميو محافظة واسط وقفة احتجاجية امام فرع نقابة الصحفيين في المحافظة، استنكارا لحادثة مقتله، داعين دولة رئيس الوزراء إلى انزال القصاص العادل بحق القتلة، وطرد جميع عناصر البيشمركة من بغداد.وقال رئيس فرع نقابة الصحفيين في واسط سعود حمد سميسم ل"الصباح": إن محافظ واسط وعددا من المسؤولين والصحفيين والاعلاميين ومثقفي وادباء المحافظة شيعوا أمس الأحد جثمان الاعلامي الدكتور محمد بديوي الذي قتل على يد احد ضباط قوات البيشمركة في العاصمة بغداد، مبينا ان مراسم التشييع جرت امام منزله في قضاء العزيزية شمال الكوت قبل ارسال جثته الى مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف.من جهته اوضح النائب الاول لنقيب الصحفيين جبار طراد الشمري، ان النقابة طلبت بصورة رسمية من القضاء إنزال القصاص العادل بحق منفذي عملية الاغتيال، مشيرا الى ان الفقيد ذهب ضحية ارهاب من نوع جديد يقوم به أفراد من حمايات المسؤولين الذين لا يخضعون للقانون، مضيفا ان الزملاء الاعلاميين والصحافيين في محافظتي بابل والنجف نظموا استقبالا مهيبا لجثمان الفقيد، في طريق دفنه في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف.بدوره, وصف الاعلامي علي عبد الحسين الدراجي ل"الصباح" حادث اغتيال الدكتور محمد بديوي ب"الفاجعة" التي اصابت الاوساط الاعلامية، لأن الفقيد لم يقتل على يد القاعدة او "داعش" وانما قتل على يد مجموعة تنتمي للواء المكلف بحماية الرئيس جلال طالباني.ولفت إلا ان الصحافيين لم يشيعوا صحافيا فحسب، وانما شيعوا شهيدا عراقيا قتل بدم بارد على يد مجموعة مسلحة تحتمي بمظلة القانون، مطالبا الحكومة المركزية بانزال القصاص العادل بحق جميع المشاركين في عملية الاغتيال، على حد قوله، منبها على ان الكلمة الحرة في العراق الجديد تتعرض الى محاولات يائسة من مجموعات لم يسمها تحاول افشال التجربة الديمقراطية في البلاد. من جانبه ثمن الحاج علي الشمري (مواطن) دور دولة رئيس الوزراء بتكليف لجنة للتحقيق بملابسات الجريمة إلى جانب أمره بالقبض على الجاني، بعد ان امتنعت قوات البيشمركة من تسليمه للقوات الأمنية، مطالبا باعدام الجاني في نفس مكان الحادث ليكون عبرة لغيره. ومضى الشمري بالقول: إن عشائر شمر تشد على يد رئيس الوزراء لموقفه المشرف، وتطالب بالثأر للفقيد الذي قتل بدم بارد، مبينا ان عشيرته وابناء عمومته لن يتنازلوا عن حقهم بالقصاص من قتلة ابنهم. المثنى وفي السماوة, شهدت الساحة المقابلة للبيت الثقافي، تنظيم وقفة استنكار وشجب بمشاركة العديد من صحافيي وإعلاميي المحافظة، على خلفية إغتيال الشهيد محمد بديوي الشمري على يد فوج الحرس الرئاسي في بغداد . وذكر الإعلامي في إذاعة المثنى فهد البدراوي ل"الصباح" ان اغتيال الدكتور محمد بديوي الشمري تحول خطير في مسلسل انتهاكات حقوق المواطن بشكل عام والصحافي على وجه الخصوص، لافتا إلى ان الإكاديميين والصحافيين تعرضوا خلال الأعوام العشرة الماضية لشتى انواع الاضطهاد والانتهاكات من قتل وتهديد وتهجير وفصل وظيفي، بيد ان القتل على يد ضابط يعمل تحت مظلة القانون سابقة خطيرة ستشكل تحولا كبيرا يمس ملف حقوق الانسان وحقوق الصحافيين في البلاد. وشدد على ان الدولة مطالبة الآن باتخاذ الاجراءات اللازمة والسريعة لانجاز تحقيق عادل ومحاكمة عاجلة للجاني لدرء أي نتائج سلبية للحادثة والحفاظ على العلاقة بين الاعلام والسلطة الامنية، محذرا من التسويف في المحاكمة او وصولها الى نتائج غير مناسبة في الحكم على الجاني، لأنها قد تؤدي إلى تهديد كيان الدولة وعدم سيطرتها على اجهزتها الأمنية التي تتلخص واجباتها في تحقيق الامن والعدالة واحترام حقوق الانسان . مدير مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية في المثنى علي عباس حسن، حث الحكومة المركزية والبرلمان على سن القوانين والتشريعات التي تكفل حرية الإعلام وحماية الصحافيين بما يضمن وقف مسلسل الاستهداف الذي يطال العاملين في السلطة الرابعة، متمنيا أن تكون الدماء الطاهرة التي سالت من الشهيد الدكتور محمد بديوي، آخر الأثمان التي يدفعها الإعلاميون والصحافيون على منحر الحرية لترسيخ دولة المؤسسات والمواطنة العادلة التي لا تميز بين مواطن وآخر . الديوانية إلى ذلك, اقامت نقابة الصحفيين في محافظة الديوانية وقفة تنديد بعملية قتل الاعلامي الدكتور محمد بديوي على يد احد حمايات رئاسة الجمهورية.وقال رئيس فرع النقابة في المحافظة باسم حبس ل"الصباح": إن صحافيي الديوانية يطالبون القضاء بانزال اشد عقوبة بحق القاتل الذي اثار بفعلته مشاعر المواطنين، مشيرا الى استمرار الوقفات الاحتجاجية لغرض منع المسؤولين من التعرض للصحافيين، فيما اكد العشرات من الصحافيين الذين تجمهروا امام مبنى النقابة رفضهم للحادث الاجرامي الذي تعرض له الزميل بديوي مرددين شعارات تحث الحكومة على توفير الحماية الكافية لهم . الصباح مارس 24th, 2014 in نشرة الاخبار | التجمع من اجل الديمقراطية