طالب المقرر الخاص بالأممالمتحدة، المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ريتشارد فولك، أمس، بأن تجري محكمة العدل الدولية تقييماً للوضع القانوني للاحتلال الإسرائيلي المطول للأراضي الفلسطينية بعد أن دخل عامه ال47. في حين اعتدى متطرفون يهود على أملاك مواطنين فلسطينيين في القدس الشرقية، من ضمنها ثقب إطارات 34 سيارة، ضمن الاعتداءات التي باتت تعرف باسم «جباية الثمن». ودعا فولك، في تقريره الأخير المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أمس، وبعد انتهاء ولايته التي استمرت لست سنوات، إلى «إيلاء الاهتمام بكيفية تحقيق الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وفى ظل حملة توسعة المستوطنات الإسرائيلية التي لا تتوقف في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، التي تؤثر بشكل مباشر في مستقبل أي دولة فلسطينية يمكن أن تقام بعد الاحتلال»، وحث الشركات على الامتناع عن الإسهام في انتهاكات حقوق الإنسان بتعاملها مع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية. وشدد فولك على أهمية أن تطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية تقييماً قانونياً بشأن ما إذا كانت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تصل في جوهرها إلى حد اعتبارها فصلاً عنصرياً أو تطهيراً عرقياً، مطالباً مجلس حقوق الإنسان بأن يعين فريقاً من الخبراء لتحديد النظام القانوني لأي احتلال استمر لأكثر من خمس سنوات. من جانبه، طالب سفير فلسطين في الأممالمتحدة، مجلس حقوق الإنسان بأن يعين خلفاً لفولك الذي انتهت ولايته، وأن يكون المقرر الخاص الجديد تحت الولاية نفسها. وأعرب عن إدانته للانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال بما في ذلك العنف الذي يرتكبه المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين، وكذلك فرض نقاط التفتيش، والحصار المفروض على قطاع غزة، وكل التدابير غير القانونية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي. وشدد ممثل فلسطين على أهمية ما طالب به المقرر الخاص من قيام محكمة العدل الدولية بإجراء تقييم قانوني للاحتلال الإسرائيلي المطول للأراضي الفلسطينية. في السياق، أقدم متطرفون على تنفيذ اعتداء ضد أملاك مواطنين فلسطينيين في القدس الشرقية، أمس، وألحقوا أضراراً بعشرات السيارات، وخطوا كتابات مسيئة، ضمن الاعتداءات التي باتت تعرف باسم «جباية الثمن». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المتطرفين اليهود ثقبوا إطارات 34 سيارة قبيل فجر أمس، في حي بيت حنينا شمال القدس الشرقية، وكتبوا على جدار في المكان «الأغيار (أي غير اليهود) في البلاد مساوون للأعداء». وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقاً في هذا الاعتداء. ونفذ نشطاء اليمين المتطرف الإسرائيلي مئات الاعتداءات المشابهة خلال السنوات الأخيرة ضد الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم ومقدساتهم، وبينها مساجد وكنائس. من ناحية أخرى، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومفوض العلاقات الدولية، نبيل شعث، أمس، أن طلب حكومة إسرائيل من دولة فلسطين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، جاء لتبرير التفسير الأيديولوجي التاريخي المطلوب لتبرير اغتصابهم أرض فلسطين. وقال «يريدون منا الاعتراف بأنهم لم يغتصبوا أرضنا، فبالاعتراف بيهودية الدولة يأخذون منا إقراراً بأن فلسطين أرضهم وبلدهم الأصلي»، مشدداً على أن هذا الأمر لن يحدث على الإطلاق. وأضاف أن «هذا الاعتراف يهدد حق العودة، وكذلك الفلسطينيون الموجودون في إسرائيل، ما يعني سحب حق المواطنة منهم، واعتبارهم مقيمين أو زواراً مثلما تعتبر المواطنين الفلسطينيين الآن في القدس، فهدف إسرائيل تبرير المزيد من الاستيطان الاستعماري في الأرض المحتلة، وعدم الانسحاب من أي جزء من القدس باعتبارها عاصمتهم التاريخية، وتحويل مواطنينا في إسرائيل إلى مواطنين من الدرجة الثانية يمكن التخلص منهم في أي وقت». وقال «يهددون الضفة الفلسطينية أيضاً بهذا المطلب، فدعاية الحركة الصهيونية وخداعها وأقاويلها، قامت على أساس أن جذورهم التاريخية موجودة أصلاً في الضفة، أي أنها ليست موجودة على الساحل الفلسطيني، ما يعني انهم يهيئون تبريرات لاغتصاب أراضي دولة فلسطين، وبهذا الاعتراف يصبح الاستيطان مشروعاً، أي ليس استعماراً»، ونبه شعث من خطر تبني الإدارة الأميركية مطلب إسرائيل، وقال «كأنهم يريدون منا أن نصبح صهاينة، أو أننا مجرد عابرون». الامارات اليوم