تعطي جميع أنظمة العمل في أرجاء العالم كافة إجازات سنوية لموظفيها، بل هناك إجازات لمناسبات سعيدة أو حزينة، فضلاً عن الإجازة المرضية، والتي في كثير من الأحيان يساء استخدامها، تقول إحدى الصديقات وهي مديرة في شركة كبرى: «لاحظت أن معظم من يأخذ إجازة مرضية هم ممن لا يملكون رصيداً لإجازة سنوية، بمعنى استنفذوا رصيدهم، وأنه بناءً على هذه الملاحظة اجتهدت ووضعت معايير صارمة وإضافية لكل من يطلب إجازة سنوية، من هذه المعايير أنه يتم توجيه الموظف لمركز علاجي محدد وقعت الشركة معه اتفاقية للكشف على طالبي الإجازة المرضية والإفادة الطبية إذا كانوا فعلاً يحتاجونها أم لا». توضح هذه الصديقة في تجربتها الفريدة، أنه في بعض الأحيان ألغيت إجازة مرضية وفي اليوم التالي كان الموظف على مكتبه، ولكن معظم ما يتم هو تخفيض الإجازة المرضية من عشرة أيام إلى يوم واحد فقط، خصوصاً في موسم الشتاء، البعض قد يقول إن إجراءات هذه الشركة غير مبررة، أو مبالغ فيها، وفي الوقت نفسه نعلم أن في القطاع العام الوضع أكثر سوءاً من القطاع الخاص، على الأقل في دول أخرى. وبالمثل فإن هناك تساؤلاً عن الضرر الذي قد يصيب منشأة من تغيب موظف أو عدة موظفين، في الحقيقية الوضع خطير جداً، وبخلاف تعطيل مصالح الناس أو ما يحدثه نقل مهام موظف لموظف آخر، فإن هناك خسائر مادية مدوية وكبيرة لن تتخيلوها، لن أذهب بعيداً بين يدي أرقام نشرت قبل عدة أيام صادرة عن وزارة العمل والمعاشات البريطانية أوضحت أن نحو مليون موظف يتغيبون عن العمل كل عام في المملكة المتحدة مدة شهر أو أكثر لأسباب مرضية. وقالت الأرقام التي نشرتها صحيفة «ديلي ميرور» إن الإجازات المرضية لم تعد نادرة الحدوث في أماكن العمل في جميع أنحاء بريطانيا، حيث غاب عن العمل ما يصل إلى 960 ألف موظف لأسباب مرضية، خلال الفترة بين أكتوبر 2010، وسبتمبر 2013، وأظهرت أيضاً أن المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة فقدت نحو 130 مليون يوم عمل، بسبب مرض موظفيها في العام الماضي لوحده، ما جعلها تخسر تسعة مليارات جنيه إسترليني سنوياً بسبب الإجازات المرضية والتكاليف المرتبطة بها. نحن بحاجة لمراجعة أنظمة الإجازات لتكون أكثر إنصافاً سواء للموظف أو للمنشأة التي يعمل فيها، فليس من المعقول أن كل من شعر بأنه يعاني الزكام يتغيب ثلاثة أيام. [email protected] The post الإجازة المرضية لمن لا إجازة له appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية