أكد محمد القمزي، رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات، في كلمته الافتتاحية لفعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي لتنمية الاتصالات الذي بدأ فعالياته في دبي أمس، أن الإمارات استطاعت بالرغم من أنها دولة فتية اكملت عامها الثالث والاربعين، استطاعت بفضل إرادة قيادتها الحكيمة ورؤيتها المستقبلية الثاقبة أن تصنع قصة نجاح يتحدث عنها العالم اجمع. ولفت إلى ان الإمارات كانت من أوائل الدول التي دشنت مفهوم الحكومة الذكية، وكذلك المدن الذكية المتكاملة، وخدمات بيانات النطاق العريض عبر الهواتف المتحركة، وغيرها من الانجازات التقنية التي تسهم في تعزيز بناء الاقتصاد القائم على المعرفة. جاء ذلك على هامش فعاليات "المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2014" الذي يشارك فيه 50 وزيراً و 1500 مندوب يمثلون 130 دولة، ويستمر حتى العاشر من أبريل المقبل، لوضع برامج عمل ومبادئ توجيهية لتحديد أولويات التنمية الرئيسية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الصعيد العالمي وتوفير التوجيه والإرشاد لبرنامج عمل قطاع تنمية الاتصالات خلال الأربع سنوات المقبلة. غايات سامية وأضاف القمزي أن دولة الإمارات دعمت ولا تزال كل الجهود المبذولة من قبل الاتحاد العالمي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، وأنها ماضية في هذا الطريق الذي يفضي إلى تحقيق غايات سامية أبرزها تسهيل تواصل الانسان مع الآخر من اجل خلق فرص عمل وحياة أفضل بصرف النظر عن مكان اقامته أو ظروفه. وان الإمارات سبق لها ان استضافت 3 فعاليات منذ 2012 للاتحاد الدولي لهذا الهدف. وأوضح محمد القمزي، أن المؤتمر يهدف إلى التنمية المستدامة ويعتبر الخط العريض له، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف لا بد من وضع مرتكزات متينة لخطة عمل متكاملة يتم من خلالها تحديد أولويات التنمية الرئيسية في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقال رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات إن أهمية هذا الاجتماع الدولي الحاشد من دول العالم المتقدم والنامي تأتي في وقت يتطور العالم فيه بشكل كبير، حيث تشير الأرقام إلى أن هناك 6.6 مليارات مشترك في خدمة الاتصالات من إجمالي سكان الأرض. بالإضافة إلى أن هناك 2.7 مليار شخص تمثل 40% من سكان العالم، منهم 2 مليار مشترك في خدمة النطاق العريض، مشيراً إلى أن التخطيط للمستقبل واستشراف ما هو قادم للاستعداد أمر أصبح محتماً على الاتحاد الدولي للاتصالات لمناقشة القضايا المرتبطة به. وأشار القمزي، إلى أن الإمارات نجحت في أن تكون بلداً مستضيفاً لهذا الحدث المهم، حيث إنها تمثل نموذجاً للتعايش وتنوع الثقافة مثلما هي ثورة الانترنت العالمية التي لا تفرق ولكن تجمع. حيث دخلت الإمارات بوابة العالمية عبر تبنيها للمبادرات الكبيرة في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ومنها تدشين الحكومة الذكية ومبادرة المدينة الذكية، فضلاً على استضافة الدولة لعدد من المؤتمرات العالمية في قطاع الاتصالات جعلها من أولى الدول في هذا المجال. وأضاف: تشكل إقامة هذا المؤتمر محطة مفصلية في جدول أعمال قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي، وذلك في ضوء العديد من القرارات والاتفاقيات التي سيتم الإعلان عنها في دبي والتي سيكون لها تأثير إيجابي على مستوى العالم. إذ نجتمع اليوم من أجل تحقيق هدف واحد يتمثل في توسيع مدى الاستفادة من خدمات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليصل إلى الناس الأكثر حاجة، والقيام بخطوة أخرى نحو الوصول إلى الغاية المنشودة المتمثلة في التحول نحو مجتمع المعلومات العالمي. ونظرا للأهمية الكبيرة التي يتمتع بها المؤتمر، فقد قمنا باتخاذ كافة الإجراءات والخطوات والجهود الكفيلة بإنجاح هذا المؤتمر، حيث يتطلع الجميع في دولة الإمارات إلى الأيام القادمة من عمر المؤتمر بنظرة ملؤها التفاؤل والثقة بإمكانية تحقيق المأمول من هذا الحدث العالمي". وأكد قائلا: "يتضمن جدول اعمال المؤتمر مناقشة العديد من النقاط الهامة بالإضافة إلى الكثير من القرارات الواجب اتخاذها من أجل تحديد المجالات الواجب تطويرها على صعيد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي خلال الأعوام القادمة". وثمن القمزي، شعار المؤتمر والذي جاء منسجماً مع النظرة الدولية المستقبلية والمتمثلة في ربط تزايد النطاق العريض مع التنمية المستدامة مطالبا الجميع بترجمة أوراق العمل المنبثقة عن المؤتمر إلى واقع ملموس يشعر بها الأفراد حول العالم. الإمارات رئيساً للاتحاد في 2015 صرح محمد ناصر الغانم، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات في الدولة أمس على هامش افتتاح مؤتمر الاتحاد الدولي لتنمية الاتصالات الذي بدأ فعالياته في دبي أمس أن الإمارات تثق في قدرتها على الفوز برئاسة الاتحاد الدولي للاتصالات خلال الانتخابات المقررة عام 2015 بعد أن باتت واحدة من أنشط دول العالم في قطاع الاتصالات والمعلومات. ولفت الغانم أن التقدم الذي أحرزته الإمارات على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال العقود الأربعة الماضية يعد بمثابة إعجاز علمي بكل المقاييس حيث تتبوأ الإمارات مرتبة متقدمة عالميا على صعيد انتشار الهواتف الذكية وشبكات الجيل الرابع كما تتصدر إقليميا في مجال انتشار خدمات الانترنت والنطاق العريض. وأوضح الغانم أن المبادرات الذكية التي أطلقتها الإمارات مؤخرا مثل الحكومة الذكية ومشروع تحويل دبي إلى أذكى مدينة في العالم فضلا عن نجاح الدولة في استضافة معرض اكسبو 2020 في دبي من شأنه أن يعزز النجاحات التي حققتها الدولة على صعيد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقال إن الإمارات باتت أكثر دول العالم استضافة للأحداث العالمية التابعة للاتحاد الدولي للاتصالات بعد أن استضافت المعرض العالمي للاتصالات واجتماع الجمعية العالمية لتقييس الاتصالات والمؤتمر العالمي للاتصالات الدولية (WCIT) خلال العام 2012 ومؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات الذي بدأ فعالياته في دبي أمس. وأضاف الغانم أن الإمارات تخطط لاستضافة فعاليات أخرى للاتحاد الدولي للاتصالات انطلاقا من دورها الفاعل كعضو في مجلس إدارة الاتحاد الدولي التابع للأمم المتحدة وإيمانا منها بأهمية الدور المحوري الذي تقوم به الإمارات في قطاع الاتصالات على الصعيدين الإقليمي والعالمي. الإمارات صاحبة مبادرة ومن جانبه حمدون تورية أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات قال إن الإمارات حققت نجاحاً غير مسبوق في استضافة فعاليات الاتحاد الدولي للاتصالات مشيرا إلى أن مؤتمر تنمية الاتصالات الذي تجري فعالياته في دبي سجل أعلى مشاركة دولية في تاريخ المؤتمر الذي انطلقت دورته الأولى عام 1994 في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس. وأوضح أن 1600 خبير دولي للاتصالات في العالم يشاركون في فعاليات مؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات للمرة الأولى فضلا عن المشاركة القوية من قبل الوفود الوزارية وهو الأمر الذي يؤكد القدرات التنظيمية الفائقة التي تتمتع بها الإمارات في استضافة مثل هذه الأحداث العالمية. وقال تورية إن دولة الإمارات تلعب دورا كبيرا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على المستوى العالمي من خلال استضافتها لاربع فعاليات عالمية للاتحاد الدولي للاتصالات، وهي المؤتمر الدولي للاتحاد الدولي للاتصالات، والندوة العالمية للمعايير، بالإضافة إلى الجمعية العالمية لتقييس الاتحاد وأخيرا مؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات. وأكد تورية أن استضافة الإمارات لهذه الأحداث العالمية، فضلا عن مشاركتها الفاعلة في المناقشات وأوراق العمل المطروحة، جعلت منها وجهة عالمية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح أنه لا يمكن للاتحاد الدولي للاتصالات عقد فعالياته العالمية في أي دولة لا تطبق المعايير العالمية للاتصالات ومن ثم فإن نجاح دولة الإمارات في استضافة الفعاليات العالمية يعد اعترافا عالميا بتبني الدولة للمعايير العالمية التي أقرها الاتحاد لتطوير الصناعة. وقال تورية إن مؤتمر الاتحاد لتنمية الاتصالات سيركز على النطاق العريض لما يشكله هذا الموضوع من أهمية في إحداث التنمية الحقيقية في المجتمعات النامية لافتا إلى أن خدمات الانترنت تتوافر حاليا لثلث سكان الكرة الأرضية لذلك يسعى الاتحاد الدولي للاتصالات مع شركائه من القطاعين الخاص والعام لتوفير خدمات الانترنت لباقي سكان العالم. ونوه أن المبادرات التي سيعتمدها المؤتمر لا ترتكز على توفير خدمة الانترنت فحسب بل تسعى أيضا لتطوير المحتوى الرقمي على الشبكة العنكبوتية مع إعطاء عملية الأمن الرقمي الأهمية التي تستحقها. وقال إن عدد الهواتف الذكية حول العالم ارتفع بنسبة 50% خلال عام ليصل إلى 1,5 مليار هاتف مطلع العام 2014 مقارنة بنحو مليار هاتف ذكي مطلع العام 2014. عالم متغير قال الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات الدكتور حمدون تورية، إن العالم تغير بشكل كبير خلال فترة الأربع سنوات الماضية فارتفع عدد مستخدمي الانترنت بشكل كبير، كما ارتفع عدد مشتركي شبكات التواصل الاجتماعي فمن 300 مليون مستخدم لموقع تويتر و400 مليون خلال 2010 إلى مستخدمين تعدوا ملياري مستخدم لكلا الموقعين. وأشار تورية، إلى أن الاتحاد يجب أن يساهم في زيادة نفاذ الانترنت إلى العالم النامي، ففي الوقت الذي ثلاثة أرباع العالم المتقدم يتمتعون بالنفاذ إلى الانترنت هناك نسبة كبيرة من العالم النامي ما زالوا لا يعرفون الانترنت، وما الذي من الممكن أن تغير في حياتهم، مؤكداً على أن اختيار اسم النطاق العريض من أجل التنمية المستدامة كعنوان رئيسي للمؤتمر يصب في مصلحة المحاور والقضايا التي سوف يتم مناقشتها خلال المؤتمر. وأوضح تورية، أن نسبة النفاذ إلى النطاق العريض تزداد من عام لآخر، حيث تقدر نسبة النمو في العالم سنوياً بنسبة 50%، مشيراً إلى أن كل المجتمعين هنا معترفون بأهمية النطاق العريض من أجل وصول الانترنت إلى مكان في العالم. وأضاف: "دعونا نترك العنان إلى أحلامنا خلال هذا المؤتمر للوصول إلى عالم نموذجي من خلال استغلال إمكانيات الحوسبة السحابية، والوصول إلى أسعار أقل بالنسبة للهواتف الذكية، ونحن على يقين أنه سوف نصل إلى عالم أفضل للعيش فيه". ناصر بن حماد: الدولة قدمت مبادرة التحول إلى التعلم الذكي أكد ناصر بن حماد، المدير الاول للعلاقات الدولية في هيئة تنظيم الاتصالات، أن الامارات قدمت مبادرة "التحول للتعلم الذكي" ضمن خمس مبادرات رئيسة تقدمها المجموعة العربية ضمن فعاليات "المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2014" الذي يعقد أعماله حاليا في دبي. وقال إن المبادرات الخمس التي تقدمها المجموعة العربية لاعتمادها من الاتحاد الدولي للاتصالات، تتضمن استخدام الاتصالات في حالات الكوارث، تحسين مرافق الخدمات الالكترونية والنطاق العريض، استخدام الحلول التقنية لإدارة المياه، إضافة لمبادرة التعلم الذكي الاماراتية. مناطق وأشار إلى أنه "وفقا للوائح المنظمة في الاتحاد الدولي للاتصالات، تقدم كل مجموعة اقليمية للمناطق الجغرافية المختلفة خمس مبادرات يتم الاتفاق عليها فيما بينها في القطاع، ليتم اعتمادها كبرامج عمل اقليمية خلال الأربعة أعوام المقبلة". وأضاف: إن آليات التنفيذ للمبادرات يتم العمل بها في شكل مشاريع مشتركة في الدولة المقدمة للمبادرات، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للاتصالات، حول خطط العمل الخاصة بتنفيذ تلك المبادرات بشكل فعلي. لوائح وقال إن الدولة تترشح لمنصبين في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتتضمنان منصبا في مجلس لوائح الراديو، وذلك في أعمال مؤتمر المفوضين للاتحاد الدولي، الذي سيعقد فعالياته في كوريا الجنوبية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين وإن المجموعة العربية تقدم نحو 23 ورقة عمل خلال فعاليات "المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات"، تم التوافق فيما بينها على القضايا التي سيتم طرحها، والتي تتضمن أبرزها قضية الامن على شبكة الانترنت. الإنترنت والأطفال قال ابراهيم سانو، مدير مكتب تنمية قطاع تنمية الاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات، إن هناك قضايا مهمة سوف يتم مناقشتها خلال هذا المؤتمر منها التحكم في المواد التي يتم نشرها عبر الشبكة العنكبوتية وتنتهك حقوق الطفل، ملفتاً إلى أن هناك 50 مليون صورة للاستغلال الجنسي للأطفال موجودة على الانترنت. وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للاتصالات قام بعدة مبادرات من أجل المساهمة في النهوض بالإنترنت منها تحويل إذاعات في 30 دولة في العالم النامي من إذاعات تماثلية إلى إذاعات رقمية، كما قام الاتحاد بتدريب ما يزيد عن 30 الف شخص على التطور في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتأتي هذه المبادرات إيماناً بأهمية النهوض بهذه الدول، حيث يوجد 92% من أولئك غير الموصلين بالإنترنت في العالم النامي. النطاق العريض في خدمة التنمية المستدامة يقام مؤتمر هذا العام تحت شعار "النطاق العريض في خدمة التنمية المستدامة" بحضور أكثر من 1500 مندوب يمثلون أكثر من 130 دولةً عضواً في الاتحاد الدولي للاتصالات، بالإضافة إلى أكثر من 50 وزيرا للاتصالات والمعلومات. وتم خلال المؤتمر الصحفي الافتتاحي الرسمي الخاص بالحدث الكشف عن تقريرين صادرين عن الاتحاد الدولي للاتصالات حمل الأول عنوان "قوانين وتشريعات الجيل الرابع: تطوير الاتصالات الرقمية" والثاني بعنوان "الفرص الرقمية: الحلول المبتكرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل دعم توظيف الشباب". إذ تستعد الدولة للترشح لعضوية كل من مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، وعضوية مجلس لوائح الراديو للفترة بين 2014 و2018 وذلك خلال أعمال المؤتمر المقبل للاتحاد في كوريا الجنوبية والذي سيقام لاحقا خلال هذا العام الجاري 2014. البيان الاماراتية