لكل فرد منا حياته الخاصة وفق ما قدره الله تعالى له .. لا يعرف ما يخبئ له الغد، فالجميع يسير وفق خطوط كتبها الله ولا يمكن لفرد تغيير مشيئته.. وهنا قالت الطالبة وفقا لصحيفة عكاظ (أ، س) إن حياتها في مجملها صعبة جداً ولكنها مضت بلا رجعة بعد أن لازمتها منذ أن أبصرت النور بسبب غيرة أختها منها. تزوج والدي وأنجب طفلة، وبعد عشر سنوات رزق بطفل، وبعد مرور خمس سنوات أنجبني وكنت الابنة الثانية والأخيرة في حياة والدي، خاصة أن الفارق العمري بيني وأختي يقارب العشرين عاماً، وكان والداي يدللاني باعتباري الصغرى، وعند بلوغي الخامسة من عمري تعرض والداي لحادث وفارقا الحياة، فأصبحت يتيمة الأب والأم، وقبل وفاة والدي بعام كان قد تم عقد قران أختي على ابن عمي ومن هنا بدأت مأساتي. ظلت أختي معنا عاما كاملا بعد وفاة والدي قبل أن تنتقل إلى منزل زوجها، وكنت وقتها في السادسة من عمري، وكانت تعاملني بقسوة وتضربني لأي سبب، ولم يكن أحد يحن علي سوى أخي، وفي هذه الأثناء انتقلت إلى منزل عمي للعيش معهم، وبعد ثلاثة أعوام توفي أخي نتيجة أزمة قلبية، وخلال فترة عيشنا عند عمي كنت اسمع أختي تحذره بقولها «لا تدللها فيكفيها من الدلال ما حظيت به في حياة والدي»، وبعد وفاة أخي أصرت أختي على انتقالي للعيش معها بحجة أنها أحق برعايتي ووافق زوجها. انتقلت عندها وعمري عشر سنوات، فكانت تعاملني كخادمة وتمنع ابنتها عن الحديث معي وتحاسبني على طعامي، حتى أنه لا يحق لي أن افتح الثلاجة وعندما كان زوجها ينصحها كانت تفتعل المشاكل. أكملت المرحلة الابتدائية، وكانت شقيقتي وقتها قد أنجبت ابنها الثاني فقررت منعي من الالتحاق بالمتوسطة لأنها تحتاج لأحد يساعدها في تربية أبنائها والاهتمام بالمنزل، رغم أن لديها خادمة، فاعترضت وامتنعت عن تناول الطعام، فضربتني فذهب زوجها لعمي خلسة وأخبره، فحضر عمي وقال لها إن لم تسمحي بمواصلة تعليمها سوف أعيدها للعيش معي، خاصة أن عمي لم ينجب إناثا وجميع أبنائه من الذكور. كم تمنيت ذلك، ولكنها رفضت فقال لها لماذا تكرهين أختك، فأنكرت وقالت إنها تحبني كابنتها، وبينت له أنها موافقة على طلبه، ولكن بمجرد مغادرته المنزل قامت بضربي بشدة ظناً منها أني شكوتها لعمي ومنعت عني الطعام لمدة يومين، فتدخل زوجها وهددها باصطحابي لمنزل والده، ومع هذا لم تكف عن أذيتي، وعندما حضر عمي وكنت وقتها في الصف الثالث متوسط شكوت له معاناتي، فأخذني إلى منزله وشاهد آثار الضرب على قدمي وظهري، فقلت له ما تفعله معي ليس فعل أخت وهل له علاقة بوفاة والدي، فأجابني هذا قضاء الله وليس لك ذنب فيه، فطلبت منه أن يزوجني من أحد أصدقائه فبكي عمي وفي نهاية اليوم أرجعني وكأني عدت من المدرسة. -تزوجت حتى أهرب من واقعي المرير، ولم أحلم بالزواج إطلاقاً، بل كنت أحلم بمواصلة تعليمي ودخولي كلية الطب، ومن حسن حظي أن والد زوجي توفيت له ابنة وهي في مثل عمري، فكان كلما نظري لي تذكرها فكان هو وزوجته يعاملاني معاملة طيبة وكانا قمة في الحنان والعطف، وكنت لهما بديلة لابنتهما المتوفاة، وبعد زواجي أكملت الثانوية والتحقت بكلية الطب كما كنت أحلم ب «البالطو الأبيض»، وقاطعت أختي تماما وكان زوجي حنونا كأبويه وقد أبدل الله شقائي بسعادة ونعيم. البيان الاماراتية