تشهد الانتخابات الأفغانية إقبالًا كبيرًا من جانب الناخبين على مراكز التصويت لاختيار رئيس جديد، وذلك في أول مرة في تاريخ البلاد تنتقل بها السلطة عبر صناديق الاقتراع. وأدلى الرئيس المنقضية ولايته حامد كرزاي بصوته في مركز اقتراع في كابول أمس وطلب من الناخبين الإقبال بكثافة على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. وقال عقب إدلائه بصوته في مدرسة «أماني» الثانوية :»لقد أدليت بصوتي. أشعر بسعادة وفخر كمواطن أفغاني». وأضاف :»أطالب الشعب الأفغاني بالخروج من منازلهم والتوجه للتصويت رغم هطول الأمطار والطقس البارد وتهديد الأعداء». وتابع :»أطالبهم أن يجعلوا بلادهم ناجحة». وأوضحت لجنة الانتخابات أن هناك حوالى 12 مليون ناخب مسجل يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في حوالى 6400 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد. وتم نشر 400 ألف عنصر أمن لتأمين الانتخابات وانتشرت قوات الأمن في أرجاء العاصمة كابول والأقاليم الأفغانية كافة بهدف منع أي هجوم محتمل تشنه حركة طالبان التي تعهدت بعرقلة الانتخابات. ويجري السباق الرئاسي وانتخاب أعضاء المجالس المحلية في 34 إقليمًا أفغانيا في الوقت نفسه. واصطف الكثير من الناخبين أمام مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى، حتى قبل بدء موعد الاقتراع. ويتنافس ثمانية مرشحين لخلافة الرئيس حامد كرزاي الذي يمنعه الدستور من السعي لشغل المنصب لفترة ثالثة على التوالي. ووقعت بعض أعمال عنف تزامنًا مع بدء عملية الاقتراع، حيث أفادت شرطة إقليم خوست الحدودية بسقوط صواريخ أطلقت من باكستان على الأراضي الأفغانية بهدف عرقلة الانتخابات. ووردت أنباء عن إصابة أربعة ناخبين في انفجار استهدف مركز اقتراع في إقليم لوغار. وأوضح مسؤول في الإقليم أن «التفجير وقع قريبًا من مركز اقتراع في مدرسة وأسفر عن إصابة أربعة ناخبين، إصابة أحدهم خطيرة»، وأبدى مراقبون دوليون تفاؤلًا متزايدًا بأن إحكام الأمن وعدد الضمانات الجديدة ضد التزوير سيجعل هذه الانتخابات أكثر نزاهة من أي اقتراع شهدته أفغانستان، بحسب مراقبين. وحظرت السلطات على المواطنين إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة حتى مساء السبت بهدف منع استخدام هذه الخدمة للدعاية في آخر لحظة. لكن ما زالت هناك مخاوف من مخالفات في عملية التصويت أو عرقلة الانتخابات في بعض مراكز الاقتراع. وبدأت أكبر عملية عسكرية في أفغانستان منذ سقوط نظام حكم طالبان في عام 2001 لتأمين الاقتراع، ومنعت السلطات دخول المركبات إلى كابول منذ منتصف يوم الجمعة، فيما أقامت قوات الشرطة نقاط تفتيش عند كل تقاطع. وكانت الفترة التي سبقت الاقتراع الأشد دموية منذ سقوط طالبان، فقد شن مسلحون هجمات على مقر وزارة الداخلية شديد التحصين، والمجمع الرئيس للجنة المستقلة للانتخابات، وفندق سيرينا الفخم. لكن يبدو أن العنف أدى إلى تقوية عزيمة الأفغان على المشاركة في عملية الاقتراع، بحسب مراسلتنا. وأظهر استطلاع للرأي، أجرته «مؤسسة الانتخابات الحرة والنزيهة»، أن أكثر من 75 في المئة من المشاركين يعتزمون التصويت بالرغم مما يشاع عن تراجع الثقة في العملية الانتخابية. ومن غير المتوقع أن يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، وهي النسبة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى، وهو ما يعني أن من المرجح إقامة جولة ثانية يوم 28 مايو/ أيار المزيد من الصور : صحيفة المدينة