وجدت دراسة جديدة، أن الأنظمة الغذائية الغنية بالصويا قد لا تمنع الهبّات الساخنة عند أغلب النساء في سن اليأس . وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي، أن الباحثين بجامعة "كاليفورنيا"، وجدوا أن استهلاك منتجات الصويا لا يمنع الهبات الساخنة والتعرّق الليلي عند أغلب النساء في سن اليأس . وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة، إلين غولد، "كنا مهتمين بإيجاد طرق لمساعدة النساء على ضبط صحتهن، وكنا آملين أن تثبت منتجات الصويا بأنها بديلاً جيداً للعلاج الهرموني" . عادة ما تتناول النساء في سن اليأس متممات هرمون "الإستروجين" للسيطرة على الهبات الساخنة والتعرّق الليلي ما يُعرف بالعلاج الهرموني البديل . وأضافت الباحثة: إنه "لا يبدو أن الصويا يمنع إلى حد ما هذه الأعراض المزعجة قبل بدء سن اليأس" . وحلل الباحثون بيانات تتعلق بأكثر من 3 آلاف امرأة، بدأن بالشعور بالتغييرات المرتبطة بسن اليأس، أو اللواتي بدأن بالمعاناة من هذه الأعراض، حيث تراوح عمرهن بين 42 و52 عاماً عند بدء الدراسة . وأجابت المشاركات بالدراسة عن استطلاعات تتعلق بالعادات الغذائية وتناول الألياف من قبل، وبعدها سئلن عن ذلك بعد 5 و9 سنوات . وأخذت مسألة تناول الألياف بعين الاعتبار كون الباحثين اعتقدوا بأنها تزيد من التأثير في الإستروجين . كما سئلت النساء سنوياً عن أعراض سن اليأس بما فيها الهبات الساخنة والتعرّق الليلي . ولم تجد الدراسة رابطاً بين تناول الأغذية الغنية بالألياف، وبدء أعراض سن اليأس عند اللواتي لم يكن يشعرن فيها في بداية الدراسة . ومع ذلك ترى دراسة جديدة أن شرب حليب الصويا مرتين في اليوم قد يخفف من الهبات الساخنة لدى النساء . وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين بجامعة "ديلاوير" وجدوا أن تناول كوبين من حليب الصويا يومياً قد يخفف من الهبات الساخنة لدى النساء خلال فترة انقطاع الطمث . ولاحظ الأطباء أن تناول الأغذية أو المشروبات المصنعة من نبتة الصويا مرتين باليوم من شأنه أن يقلّل من تكرار وحدّة هذه الهبّات بنسبة 26% . ويحتوي الصويا على مادة الأيسوفلافون، وهو هرمون شبيه بالإستروجين يعتقد أن له تأثيراً مفيداً على الصحة . وجاءت النتائج الأخيرة وفقاً لمراجعة 19 دراسة شملت أكثر من 1200 امرأة . وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة الأخيرة مليسا ميلباي "وجدنا بعد دمجها (نتائج كل الدراسات) معاً، أن التأثير بأكمله ما زال إيجابياً" . ووجد العلماء أن الاهتمام بالصويا من قبل النساء في سن اليأس في اليابان، أظهر أن قلة تكرار الهبات الساخنة لديهن يمكن ان يعود للاستخدام الطويل الأمد لكميات عالية منه . لكن الباحثة ميلباي قالت "إن كنت في الخمسين من العمر ولم تتناول أبداً الصويا، فالوقت ليس متأخراً . . لقد وجدنا أن ذلك ما زال يساعدك أيضاً في الوقت الحالي" . وتبيّن أن النساء اللواتي استهلكن الصويا لمدة 12 أسبوعاً أو أكثر، انخفض لديهن تكرار الهبات الساخنة بمعدل 3 مرات . من جهة اخرى وجدت دراسة جديدة أن أغلب النساء اللواتي يمارسن الرياضة أقل عرضة للهبّات الساخنة في سن اليأس على مدى الساعات ال 24 التالية للتمارين . ونقل موقع "هلث داين نيوز" الأمريكي عن الباحثة المسؤولة في جامعة "بنسلفانيا"، سترياني إلافيسكي إن "النساء اللواتي يعانين هبات ساخنة تتراوح بين الخفيفة والمتوسّطة، لا سبب لديهن لتجنّب النشاط البدني خوفاً من أعراض أسوأ" . وأضافت إن النشاط البدني بإمكانه أن يكون مساعداً، وهو بالتأكيد الطريقة الأفضل لتقوية صحة المرأة مع تقدّمها في السن . وأشارت إلى أن المحافظة على النشاط على أساس منتظم كجزء من أسلوب حياتنا هي الطريقة الأفضل لضمان تقدّم سليم في السن، بغض النظر عن الإصابة بهبّات ساخنة أم لا . وقد راقب العلماء 92 امرأة في سن اليأس يعانين جميعهن الهبات الساخنة الخفيفة والمعتدلة، لمدة 15 يوماً، ولا يتناولن أية هرمونات . وقد ارتدت النساء مقاييس لأنشطتهن البدنية، وأجهزة تقيس رطوبة الجلد وتراقب الهبّات الساخنة . ووجد الباحثون أن فعالية الرياضة بالنسبة للهبات الساخنة كانت أقل عند اللواتي يعانين الوزن الزائد . كما وجدت دراسة أميركية أن تقنية تأمل يسهل تعلمها قد تساعد على التخفيف من آثار الهبات الساخنة والتعرّق الليلي والأرق المرتبط بسن اليأس عند النساء . وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي أن الباحثين في جامعة " ماساتشوستس" وجدوا أن التدريب الذهني المعتمد على مبدأ التأمل البوذي يخفف من الانزعاج المرتبط بالهبات الساخنة عند النساء في فترة سن اليأس ويحسن الوظائف الفيزيائية والنفسية والجنسية عندهن . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة جيمس كارمودي إن هذه "النتائج مهمة لأن العلاج الهرموني البديل الذي يستخدم لعلاج أعراض سن اليأس، مرتبط بمخاطر صحية" . وقال الباحثون إن قرابة 40% من النساء في سن اليأس يعانين الهبات الساخنة والتعرق الليلي، لكن كارمودي رأى أنه منذ ارتباط العلاج الهرموني البديل بمخاطر صحية متزايدة مثل سرطان الثدي فإن "النساء لا يبحثن وحدهن عن بديل لهذه العلاجات بل إن معاهد الصحة الوطنية تجاه هذه الأمر من أولوياتها" . وأشارت الدراسة إلى أنه لم يوجد بعد أي بديل عن العلاج الهرموني، لكن التدريب الذهني يظهر بأنه يخفف من ردة فعل النساء على أعراض سن اليأس . ويساعد العلاج التأملي على التركيز على الحاضر، ولا يصعب تعلم هذه التقنية لكنها تتطلب بعض الانضباط في البداية.