المحادثات النووية الشاملة وصلت إلى منتصف الطريق ومواقف الجانبين تشير إلى إمكانية تحقيق اتفاق نهائي خلال ستة أشهر رغم العقبات الموجودة. طهران (فارس) شهدت المحادثات النووية بين الجمهورية الإسلامية الايرانية ومجموعة الستة تطوراً ملحوظاً في العام الماضي ما أدى إلى تحقيق تقارب بين الطرفين لذلك يطرح احتمال تحقيق اتفاق نهائي حول هذا الملف مستقبلاً وعلى هذا الأساس فإن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أكد أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة للغاية ولكن قد يتمخض عنها اتفاق يرضي الجانبين لأن هذه المحادثات قد شهدت تطوراً بنسبة 50 إلى 60 بالمائة. وفي ذات الوقت فإن ظريف قد نوه إلى أن هذه المحادثات إن لم تسفر عن تحقيق اتفاق نهائي فذلك لا يعني حدوث كارثة. ومن ناحية أخرى حذر مسؤول أميركي رفيع المستوى من التساهل في المحادثات مع طهران وأكد على أن مرحلة تدوين القرار النهائي قد تنتج عنها مصاعب جديدة وأشار إلى تصريحات ظريف بالقول: انه بالامكان تحقيق اتفاق بدرجة 95 بالمائة ولكن تبقى نسبة 5 بالمائة عائقاً في طريق المحادثات. وهناك الكثير من المصاعب التي يشير إليها المسؤولون السياسيون في طهران وواشنطن ولا يمكن تلخيصها في مواضيع محدودة بما في ذلك عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزون اليورانيوم المخصب لدرجة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد صرح بأن إيران بإمكانها إنتاج يورانيوم مخصب وكل ما تتطلبه صناعة سلاح نووي خلال شهرين إذا ما واصلت برنامجها بهذا المنوال. وصرح مسؤول أمريكي آخر بأنه يجب على طهران تعطيل أكثر من 14 ألف جهاز طرد مركزي في مفاعلي نطنز وفردو وتفكيك ما بقي منها. رغم كل هذه الدعوات إلى تضييق نطاق البرنامج النووي الإيراني وسلب الشعب الإيراني من حقوقه الثابتة إلا أنهم يقرون بحق الجمهورية الإسلامية في تخصيب اليورانيوم وكما يبدو فإن الخلافات حول هذا الموضوع محتدمة بين الجانبين ولكن نظراً للاعتراف بهذا الحق للجمهورية الإسلامية وعدم إذعان طهران بتعطيل جميع أجهزة الطرد المركزية التي تمتلكها فمن المحتمل حصول توازن بين رغبات الغرب وحقوق الشعب الإيراني. ومن العقبات الأخرى في هذا المضمار مسألة المياه الثقيلة في أراك التي يعتبرها الغرب بأن محورها هو البلوتونيوم مما أدى إلى عدم تحقيق اتفاق مؤقت ومن الجدير بالذكر أن فرنسا تصر أكثر من غيرها على إقحام هذه المسألة في المسودة النهائية لأن مخلفات المياه التي يدفعها هذا المفاعل غنية بالبلوتونيوم على الخلاف من استعمال المياه الخفيفة لذا فإن المسؤولين الإيرانيين قد اقترحوا إيجاد تغييرات فنية في هذا المفاعل كي لا يكون ذريعة للغربيين حيث صرح بذلك السيد عباس عراقجي وأيده رئيس منظمة الطاقة النووية في ايران علي أكبر صالحي. ومن المشاكل الأخرى التي تعوق مسيرة المحادثات هي مسألة الإشراف على كيفية النشاط النووي الإيراني إذ يؤكد المسؤولون الغربيون على اتفاقية حظر الانتشار النووي وضرورة التزام طهران بها وبالبروتوكول الملحق لأنها تفسح المجال للمفتشين الدوليين بتفقد المنشآت النووية الإيرانية متى ما شاؤوا ودون إنذار مسبق لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد بسبب مطامع الغربيين. فضلاً عما ذكر فإنّ النشاطات العلمية في المجال النووي هي من القضايا الأخرى التي قلما تم التطرق إليها لكنها من الممكن أن تصبح عائقاً في طريق تحقيق اتفاق نهائي فالغربيون لم يتحدثوا عنها بشكل مفصل. وتجدر الإشارة هنا إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي الذي أكد على عدم التخلي عن حقوق الشعب الإيراني قيد أنملة والمطالبة بالحقوق المشروعة عبر استمرار النشاطات العلمية وتطوير التقنية النووية السلمية ومواصلة الجهود في ذات الوقت على تحقيق اتفاق شامل ونهائي دون الإذعان لأطماع الغربيين. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية