الدوحة الراية: وقعت وزارة الداخلية ممثلةً في إدارة الإمداد والتجهيز عقدًا مع شركة "آريس باشيكتاش" التركية المتخصصة في الصناعات الملاحية وتجهيز السفن والزوارق، لتصميم وبناء وتجهيز 17 زورقًا بحريًا سريعًا، قيمتها نحو 800 مليون ريال، بغرض تعزيز قدرات إدارة أمن السواحل والحدود للقيام بالمهام الموكلة إليها خير قيام. قام بتوقيع العقد من قبل وزارة الداخلية العميد مهندس عبد العزيز عبدالله الأنصاري، مدير إدارة الإمداد والتجهيز، ومن الجانب التركي السيد كريم كلافت أوغلو، المفوض بالتوقيع ورئيس شركة "آريس باشيكتاش". وقد شهد التوقيع كل من سعادة السيد أحمد ديميروك، سفير الجمهورية التركية بالدوحة، والعميد ركن بحري علي أحمد البديد، مدير إدارة أمن السواحل والحدود، والعميد أحمد الجمال مدير إدارة الشؤون المالية بوزارة الداخلية. وصرّح السيد ديميروك عقب التوقيع على العقد، بأن قطروتركيا تجمعهما علاقات طيبة وممتازة، وأنه يأمل لهذه العلاقات المزيد من النمو والازدهار في مختلف الأنشطة، فضلاً عن المجالات الصناعية الخاصة بالأمن، فقد أصبحت تركيا دولة ذات شأن كبير في مجالات التصنيع والتكنولوجيا، وإنه من دواعي السعادة أن تكون تركيا شريكًا للأشقاء في قطر، مؤكدًا استعداد تركيا الدائم للتعاون المثمر في كافة المجالات، وتلبية متطلبات السوق القطري. مواصفات عالية وأوضح العميد عبد العزيز الأنصاري أن شركة "آريس باشيكتاش" التركية، عبارة عن شركتين من أكبر الشركات العاملة بصناعة السفن في تركيا، في حين تعد شركة "آريس" متخصصة بشكل أساسي في صناعة هذا النوع من الزوارق. وقال إن العقد المبرم بين وزارة الداخلية و"آريس باشيكتاش" قد تم بعد فترة دراسة متأنية استمرت لمدة عامين، جرى خلالهما جمع المعلومات واستقصاء المطروح من الشركات العاملة في هذا المجال على مستوى العالم، ثم تمت تصفية النتائج للوصول إلى ما نحن بصدده الآن من اتفاق مع الشريك التركي. وقال في نفس السياق أيضًا إن المباحثات مع "آريس باشيكتاش" حول الصفقة قد استغرقت ما يقرب من العام، إلى أن تم الاتفاق على كل البنود الواردة في العقد، من حيث الضمانات وآلية التعامل والمواصفات، التي تم اختيارها على أعلى المستويات. واستعرض العميد عبد العزيز الأنصاري مواصفات الزوارق المنصوص عليها في العقد، فقال إن العقد ينص على تصميم وبناء وتجهيز وتوريد 17 زورقًا، قيمتها حوالي 800 مليون ريال، وبمقاسات مختلفة.. خمسة زوارق بطول 23 مترًا، وعشرة زوارق بطول 33 مترًا، وزورقان بطول 46 مترًا، وسوف يراعى في تصنيعها الاعتماد على "كومبوزيت" خاص، عبارة عن خليط من مواد شديدة الصلابة، يفوق بكثير ما هو معمول به في زوارق "الفيبرجلاس" المعروفة والمستخدمة في هذا المقاسات من الزوارق على مستوى العالم. وأشار إلى أن إستراتيجية وزارة الداخلية، العاملة في ظل رؤية قطر الوطنية 2030، والرامية إلى تحقيق أقصى درجات الأمن والاستقرار، قد ركزت باعتبار دولة قطر شبه جزيرة على ثلاثة محاور أساسية فيما يخص تطوير إدارة أمن السواحل والحدود، أولها النهوض بالعنصر البشري من خلال الابتعاث إلى كثير من دول العالم وفي كليات بحرية متخصصة، والآن نقوم ببناء القاعدة البحرية لإدارة أمن السواحل والحدود، ليأتي اليوم المحور الثالث وهو تطعيم الإدارة بالزوارق التي تمكنهم من أداء مهامهم على أكمل وجه. وأضاف أن هذه الصفقة تختلف عن الصفقات العادية، والتي تتم بشكل روتيني لدعم زوارق الدوريات العاملة على الحدود المائية للدولة، فصفقة اليوم ستنقل أداء إدارة أمن السواحل والحدود نقلة نوعية، ومن عصر إلى عصر آخر جديد تلبي فيه كافة احتياجات الإدارة من التغطية الأكبر وبقاء الزوارق لفترة أطول بعيدًا عن الشواطئ. وقال العميد عبد العزيز الأنصاري إن مدة تنفيذ بنود هذا العقد خمس سنوات، سيتم خلالها تنفيذ وتسليم الزوارق تباعًا، على أن يكون تسليم أول زورق بعد عام من توقيع العقد، وخلال هذه الفترة سيتوالى وصول القطع، مضيفًا أن عملية التدريب على قيادة وصيانة هذه القطع هي جزء لا يتجزأ من العقد، وستتوازى مع إجراءات التصنيع من خلال طاقم فني تركي سيعمل على تدريب طواقمنا من إدارة أمن السواحل الحدود. تعزيز قدرة أمن السواحل ومن جانبه قال العميد ركن بحري علي أحمد البديد إن الزوارق الموقع بشأنها هذا العقد خاصة بالعمليات، وتعد من أقوى العناصر في إدارة أمن السواحل والحدود، فيما يتعلق بتشديد وإحكام الرقابة والأمن، والبحث والإنقاذ، ومكافحة القرصنة.. وبحكم أن هذه الزوارق حديثة الصنع فإنها تتميز بميزات فائقة من ناحية التجهيزات الفنية والتكنولوجية، والقدرة على الاتصال القوي بالوحدات العائمة وغرفة العمليات، بالإضافة إلى السرعة والقدرة على المناورة.. وهو ما يضيف إلى قدرات إدارة أمن السواحل ويدعم إحكام السيطرة على المياه القطرية. وقال إن هناك تعاونًا تامًا بين الجانبين القطري والتركي فيما يخص التدريب ونقل الخبرات، وأنه خلال فترة تنفيذ العقد سوف يتوالى إرسال المراقبين والمهندسين المتخصصين من قبل الإدارة إلى تركيا لمتابعة مراحل التنفيذ، كما ستتواجد أطقم تركية للعمل على تدريب أطقم إدارة أمن السواحل والحدود بالمياه القطرية.. وهو ما سينعكس مستقبلاً على الخبرة القطرية التي وضعت قدمها على طريق تصنيع الزوارق الصغيرة، والتي أثبتت جدارتها في المهام الأمنية، وعمل على إنماء الطلب عليها من عدد من الجهات الرسمية. صفقة عالمية وعلق السيد كريم كلافت أوغلو، رئيس شركة "آريس باشيكتاش"، على أهمية الصفقة بالنسبة للجانب التركي قائلاً إن هذه الصفقة تعد أكبر صفقة وقعت على مستوى العالم فيما يخص هذا النوع من الزوارق، التي يطلق عليها زوارق "الكومبوزيت"، وهي مادة من الفيبر المطعم بمركبات أخرى تعمل على إنتاج مادة شديدة الصلابة والقدرة على تحمل أصعب الظروف الملاحية.. وأكد أوغلو إحساسه بالامتنان والفخر من جراء حصول شركته على هذا العقد، الذي يرسخ علاقات الصداقة والأخوة بين الشعبين الشقيقين، بغض النظر عن النواحي الاقتصادية، وقال إنه حاز الشرف بشكل شخصي لكونه جزءًا من هذه العلاقة بين الدولتين. وعن المستوى التكنولوجي الفائق لهذه الزوارق محل الصفقة، مقارنة بمثيلاتها من نفس الفئات، قال إن هذا النوع من الزوارق يصنع لاستخدامات أمن السواحل لأول مرة، وقد روعي فيه توفير كثير من الميزات الخاصة، فيما يتعلق ببناء الزورق نفسه، وإنهم في الشركة سيقومون بتصميم القالب الأساسي للزوارق ثم تصنيعها وتوريدها، ولذلك روعي فيها وضع كثير من الاحتياجات والميزات التصنيعية بناء على رؤية الجانب القطري وخبراتنا في هذا المجال. ولذلك سوف تكون هذه الزوارق وحيدة من حيث الكفاءة والقدرة والقوة التصميمية والتكنولوجية، مشيرًا إلى ضمان الشركة لهذه الزوارق لمدة خمس سنوات، وهي مدة طويلة مقارنة بالمعمول به في مثل هذه الصفقات، ويرجع هذا إلى الثقة التي تشعر بها الشركة في منتجها، والذي صمم ليعمل مدة خمس وعشرين سنة. جريدة الراية القطرية