بدأ مقاتلو المعارضة فجر أمس، هجوماً على ثكنة عسكرية استراتيجية للقوات النظامية السورية في شمالي شرق مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة بين الطرفين، ما أوقع 50 قتيلاً في صفوف الجانبين، فيما اتهمت المعارضة قوات النظام بتنفيذ هجوم جديد بالغاز السام في العاصمة دمشق الاربعاء . وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "شن مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب مقاتلة، هجوماً فجر أمس على ثكنة هنانو في حلب" . وأوضح أن الهجوم "بدأ إثر تفجير المقاتلين أنفاقاً أسفل مواقع للقوات النظامية" في محيط الثكنة، قبل اندلاع اشتباكات عنيفة لا تزال متواصلة . وتدور المعارك "بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وعدة كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة من جهة أخرى في محيط ثكنة هنانو ومحيط قلعة حلب" التي تتمركز فيها القوات النظامية، وتبعد نحو كيلومتر واحد عن الثكنة . وأوضح عبدالرحمن ان الثكنة "هي من الأكبر للقوات النظامية في سوريا وتعد ذات أهمية استراتيجية لكونها تقع على مرتفع يشرف على الأحياء الشمالية لحلب"، كبرى مدن شمال سوريا . وأشار إلى أن موقع الثكنة "يتيح لها الإشراف على طريق إمداد أساسي لمقاتلي المعارضة من ريف حلب الشمالي"، وإن سيطرة المقاتلين عليها تتيح لهم تأمين مناطق وأحياء يسيطرون عليها في شرق المدينة . وأوضح المرصد أن مقاتلي المعارضة حاولوا السيطرة على الثكنة في سبتمبر/ ايلول ،2012 إلا أن القوات النظامية صدت هجومهم في حينه . وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن سبعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 30 آخرون جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقها معارضون على أحياء السليمانية والميدان وميسلون الموالية للنظام بمدينة حلب . وأضافت شبكة شام الإخبارية أن مروحيات تابعة للنظام قصفت بالبراميل المتفجرة محيط ثكنة هنانو والليرمون وأحياء عدة أخرى بحلب تزامن معه قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على أحياء الزبدية وكرم الجبل ومناطق الاشتباك . وقال المرصد إن المقاتلين المعارضين استهدفوا بقذائف الهاون أمس، أحياء في غربي حلب يسيطر عليها النظام، ومنها الحميدية والسليمانية والميدان . أما في حمص فقد شددت القوات الحكومية من قصفها بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة واسطوانات الأوكسجين شديدة الانفجار والدبابات على أحياء حمص القديمة لاسيما وادي السايح والحميدية وباب هود وباب التركمان وباب الدريب وباب تدمر وبستان الديوان . وبعد السيطرة على بلدات جبال القلمون ركز النظام عملياته العسكرية من جديد على حمص المحاصرة، حيث ذكر ناشطون أن قوات النظام استقدمت تعزيزات كبيرة استعداداً لعملية اقتحام واسعة . وقد سقط عدد من القتلى والجرحى من جراء القصف العنيف على أحياء حمص القديمة والدار الكبيرة ومدينة حولة، فيما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الاشتباكات تواصلت وبشكل عنيف في منطقة تشالما بريف اللاذقية، كما تجدد القصف المدفعي والصاروخي على منطقة جبل الأكراد . وصعدت قوات النظام من حملتها العسكرية على دمشق وريفها حيث استهدفت أحياء القدم وجوبر، وترافق ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي على الزبداني وأطراف المليحة وكفربطنا في الغوطة الشرقية . من جهة أخرى، قال ناشطون معارضون إن الهجوم بالغازات السامة وهو الرابع الذي تتحدث عنه المعارضة هذا الشهر وقع في ضاحية حرستا . وبث الناشطون تسجيلاً مصوراً بالفيديو على موقع يوتيوب أمس، ظهر فيه أربعة رجال يتلقون العلاج بواسطة الأوكسجين . وحدد صوت لم يظهر صاحبه في التسجيل التاريخ، وقال إن قوات الأسد استخدمت الغاز السام في حرستا، من دون أن يوضح ما إذا كان هناك قتلى . وظهر أحد الرجال وهو يتقيأ على ما يبدو ويرتجف ويئن أثناء علاجه . وقال الصوت المرافق للتسجيل إن أسلحة كيماوية استخدمت أيضاً في حرستا يوم الجمعة . (وكالات) الخليج الامارتية