اللواء متقاعد يحيى سرور الزايدي، مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة الأسبق، أحد الوجوه المشرقة التي عرفها الناس كمسؤول ورجل أمن من خلال موقعه في شرطة المنطقة لسنوات طويلة. وفي تلك الزاوية "وجوه وشموس" نحاول أن نلقي الضوء على جوانب أخرى في حياته الخاصة والعامة، حتى نقترب قليلا من ملامح ذلك الوجه البارز، عبر هذا الحوار. وجوه في الفصل الدراسي وزوايا الحي لازلت تتذكرها؟ - درست في قرية بني زايد التابعة لمحافظة الطائف المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ثم انتقلت إلى محافظة الطائف، حيث درست المرحلة الثانوية في ثانوية ثقيف ومن الزملاء الذين أذكرهم اللواء عبدالإله العوفي مدير شرطة محافظة الطائف الأسبق وكان كل طلاب قرية بني زايد، التي تبعد عن الطائف 150 كيلو مترًا والقرى المجاورة لها يكملون تعليمهم الثانوي في محافظة الطائف لعدم وجود مدارس ثانوية في القرى في ذلك الوقت. مشوار أمني لماذا اتجهت إلى الالتحاق بالكلية الأمنية بعد الثانوية العامة؟ - بعد تخرجي من القسم العلمي التحقت بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود، ولكن شقيقي مشعل الزايدي وقريبي سليمان الزايدي وعدد من الأصدقاء أشاروا علي بالالتحاق بكلية قوى الأمن الداخلي كلية الملك فهد الأمنية حاليًا للتخرج منها بشكل سريع حيث كانت الدراسة في ذلك الوقت في الكلية لمدة عامين وقد التحقت بالكلية عام 1387ه. ما هي أول وظيفة التحقت بها؟ - في 3/25/ 1389ه عينت ملازمًا في الأمن العام وكان مديره آنذاك الفريق محمد طيب التونسي، وحولت للعمل في قوة الحج والمواسم في مكةالمكرمة، وكنا نركز على البرنامج التدريبي والتأهيلي لرجال الأمن الذين كانوا يعملون في خدمة الحجاج والمعتمرين، وكان قائد القوة في ذلك الوقت العقيد إبراهيم عسيري، وبعد عامين تم نقلي إلى مرور مكةالمكرمة بناء على طلب من مدير عام المرور في ذلك الوقت الفريق هاشم بن عبدالرحمن وهو من القيادات الأمنية الفذة، وقد تسلم العديد من المناصب الهامة، وأذكر أن مدير المرور في ذلك الوقت بمكةالمكرمة اللواء صديق تونسي، والذي كان يركز على العمل المروري الميداني، وقد أحالني للعمل في قسم الحوادث، حيث أمضيت فيه عدة سنوات حتى ترقيت لرتبة نقيب وفي قسم الحوادث تعلمت كيفية التحقيق في الحوادث المرورية، وما يصاحبها من ملابسات. تجربة القيادة كيف كانت تجربتك في قيادة مرور مكةالمكرمة لأكثر من خمسة عشر عامًا؟ - عندما انتقلت من قسم الحوادث للعمل كقائد للمرور السيار في منطقة مكةالمكرمة، وكان هذا المرور معنيا بمتابعة الحركة المرورية على الطرق المؤدية للعاصمة المقدسة، وابتعثت إلى بريطانيا لدورة تدريبية استمرت لمدة عام كامل تلقيت فيها تدريبا مكثفا على العديد من الأعمال البوليسية ثم عدت إلى مرور مكةالمكرمة وعملت مع العقيد شحات مفتي، وكان من الخبرات المرورية المتميزة وفي عام 1402ه صدر قرار وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بتعييني مديرًا لمرور مكةالمكرمة. شخصية تأثرت بها وتشد اهتمامك؟ - العمل الأمني بشكل عام يوسع المدارك ويتطلب الانضباط والجدية، وقد عملت في الأمن العام مع عدد من القيادات الذين كانوا بمثابة مدارس تكسب الخبرات للأجيال الأمنية الجديدة، ومنهم الفريق محمد الطيب التونسي، والذي يعد مؤسس الأمن العام، ثم جاء بعده الفريق فائز العوفي، والذي كان حريصا على مواصلة التطوير والارتقاء بجهاز الأمن العام، وبعد ذلك تسلم دفة القيادة في الأمن العام الفريق أول عبدالله آل الشيخ، وهو شخصية مؤثرة ومميزة وقاد العمل الأمني بكل احترافية وتعلمت منه الكثير وبعده تسلم القيادة الفريق أول أحمد بلال، وكان نائبه الفريق محمد بن رجا الحربي وهما من القيادات الناجحة بامتياز ويمتلكان حسًا أمنيا ساعدهما على تطوير قطاع الأمن العام بكل أجهزته. صفات النجاح ما هو أهم قرار توقفت أمامه طويلا؟ - جميع القرارات التي اتخذتها كنت أخضعها للتفكير والتأني والمراجعة حتى تكون صائبة وهذه من وجهة نظري من الصفات القيادية الناجحة. قرار اتخذته ولو استدار الزمن لغيرته؟ - العمل في المرور أو الشرطة عمل مكشوف وكل القرارات التي كنت أتخذها كانت بالتشاور مع فريق العمل وبعد دراسة مستفيضة، لأن الهدف الذي كنت أسعى إليه هو التطوير والارتقاء بالجهاز. بعد التقاعد اتجهت للعمل التجاري فكيف وجدت القطاع الخاص؟ - المملكة تشهد نهضة تنموية شاملة في كل المجالات، وهذه النهضة أوجدت فرصًا استثمارية كبيرة أمام رجال الأعمال والذين عليهم أن يضطلعوا بدورهم في خدمة وطنهم، وقد وظفت خبرتي الإدارية في تطوير عملي في القطاع الخاص وتحقيق النجاح الذي أصبو إليه. صحيفة المدينة