بقلم حسام باعزب الاثنين 17 ديسمبر 2012 02:23 مساءً عندما انطلقت الثورة السلمية في جنوبنا الحبيب كنا مرافقين لإحداثها بل ومتابعين ومشاركين في احداثها وكنا في بداية مشوار الكفاح كلنا امل وفرحة وحماس تطغى عليها العاطفة في اشياء كثيرة مرت ولم يمر وقت طويل الا ووجدنا انفسنا في معمعة احداث انشاء المكونات الحراكية للثورة السلمية والكل بدأ يعد العدة لإنشاء مكون هنا او هناك وتحت يافطة عريضة من التسميات ومع مرور الوقت اخذنا ندرك ان كثرة المكونات تضر بالقضية الجنوبية اكثر مما تنفعها ولكن لم يكن احد ليسمع ذلك الرأي كان هناك الزعيم المناضل حسن احمد باعوم والقائد العميد ناصر علي النوبة وكانت هناك محاولات ومفاوضات بين الرجلين المناضلين وعلى سبيل المثال لا الحصر محاولات الدكتور المناضل محمد حيدرة مسدوس وكانت هناك عدة لقاءات لأجل انشاء مكون جنوبي واحد ومضلة سياسية واحدة وحامل سياسي واحد يحمل القضية الجنوبية ويقود الشعب الجنوبي نحو هدفه في التحرير والاستقلال ويكون وعاء سياسي لكل التيارات السياسية بكافة اطيافها ومختلف مشاربها وأفكارها السياسية ممن يؤمنون بحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته وتحرير واستقلال ارضة من الاحتلال اليمني . توسعت الافكار وتشتت الرأي وكل قيادي بات يدعي بأحقيته في الزعامة وقيادة الشعب وهنا تفرخت المكونات بإنشاء المجلس الوطني لتحرير واستقلال الجنوب بقيادة الزعيم باعوم والهيئة العليا للتحرير والاستقلال بقيادة ناصر علي النوبة وحركة نجاح التي تمثل تيار الحزب الاشتراكي داخل الحراك الجنوبي وهلم جراء من المكونات الجديدة الناشئة والمفرخة هنا تركنا ثغرة كبيرة جدا جدا لتدخل الاحتلال في شؤوننا عبر تفريخ المكونات ورمي بعض كروته في اللعبة عبر المكونات كي يعطل مسيرتنا الثورية ويعمل على تفرقت الصف الجنوبي من داخلة . مرت تلك المرحلة ولعل البعض منا فهم الدرس وأيقن اللعبة والبعض الاخر لم يفهم بعد لعلى نتيجة ذلك عدم تركيزه على ما جرى وعدم قرائيته لواقع ما لحق بنا من اخفاقات في مسيرة الثورة . اليوم نتفاجأ بسباق من نوع اخر وهوا السباق الى عقد المؤتمرات باسم الجنوب والكل يدعي بان مؤتمره هوا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي مع ادراك كلا منهم بان مؤتمرة لم يحظى بإجماع كامل وشامل من قبل الشعب الجنوبي بكافة قواه المجتمعية الفاعلة والحية وكافة منظماته المدنية وكافة منظماته الجماهيرية واطيافه السياسية بل وكافة نخب الشعب الجنوبي برمته . اذن كيف نغترف هذه الاخطاء اليوم عبر هذه المؤتمرات ونحن لدينا العبرة عبرة انشاء المكونات والادعاء من قبل قادة هذه المكونات بأنه هوا ممثل الشعب الجنوبي الشرعي والوحيد ولدينا التجربة التي عمرها خمس سنوات من عمر الثورة السلمية الجنوبية الفتية ونحن في صراع المكونات وصراع ادعاء الشرعية !!! الحقيقة لا ندري كيف يقرأ السياسيين الجنوبيين هذا الواقع الذي تعيشه ثورتنا ويعيشه شعبنا خاصة ولدينا كم هائل من التراكم حول هذه التجربة تجربة الصراع على الشرعية الجنوبية ومن يملكها خلال الفترة المنصرمة من عمر الثورة . ولهذا السبب لابد لمن رافق هذه الثورة ان يفكر ماهوا السر في التزاحم حول أحقية امتلاك شرعية التمثيل للشعب الجنوبي وقضيته العادلة اذا كان السر هوا الحرص على عدم ضياع الوقت والحفاظ على الثورة من الضياع فليس بهذا الاسلوب قطعا مهما بلغت درجت التعصب للقضية الجنوبية والوطن الجنوبي لمن يدعون او يسعون لامتلاك أحقية الشرعية في تمثيل الشعب الجنوبي وقضيته . ما نخشاه هوا ان يكون هناك صراع دولي اقليمي في الجنوب بواجهات جنوبية تمثلها وبالتالي على هذه الواجهات الجنوبية ان تتصارع فيما بينها على التمثيل والشرعية كي ثبت لمن تمثله بأنها قادرة على كسب الشرعية ان كان كذلك فتلك مصيبة وخطر على الشعب ان يتصدى له بكل قوته لأنه صراع اخطر من مواجهة المحتل الذي هوا يؤيد بدورة ذلك لأنه على يقين انه لن يصب إلا في خانت مصلحة بقائه لفترة اطول على ارضنا وزرع روح الشقاق فينا مستفيد من تلك اللعبة. ما رأيناه ليس حرصا على القضية الجنوبية وما حققته من مكاسب نضالية سوى على المستوى المحلي او الخارجي ويتجلى ذلك في عدم حرص القائمين على كل المؤتمرات التي اقيمت والتي كان اخرها الذي عقد في عدن تحت قيادة القيادي محمد علي احمد بل هو تكرار لما حصل في بداية الثورة السلمية من انشاء مكونات حراكية عدة تشتت خلالها الجهود النضالية لنشطا الحراك وأعضائه ومناضليه وما لمسناه ان هناك اصرار ليس على انتزاع شرعية للقضية الجنوبية من العالم الخارجي بل اصرار على انتزاع شرعية فصيل معين او مجموعة معينة من القادة في احقية تمثيل الشعب الجنوبي فقط لماذا هذا الاصرار لا نعلم ولا نعلم ما يخفيه ورائه . من البديهي عند ما يكون الانسان حريص على وطنه وحريص على قضيته يجب ان يكون حريص على اشراك جميع من يعيش معه في هذا الوطن في تقاسم الحقوق والواجبات معه. يلاشك ان لدينا تاريخ يزخر بالصراع في وطننا الجنوبي الامر الذي انهك قوى الشعب الجنوبي كافة وهو ما ادى بنا اليوم الى مانحنا فيه والذي جعلنا نضيع كافة حقوقنا بل وطننا بكاملة وبكامل ما يحمل من ثروة ومن هوية ومن تاريخ ومن ثقافة لأجل الخروج من دائرة الصراع المستمر منذ العام 1967م بعد خسارة جسيمة ذهب خلالها خيرة رجالات الجنوب من الساسة الى القادة العسكريين الى رجال العلم والثقافة والأدب والصحافة لم نبقي على انفسنا ولم نذر للأسف الشديد . واليوم طفح الكيل بعد هذا كله ويجب ان يطفح في مثل هكذا وضع يعيشه الجنوب وشعبة وعلى الغيورين على كرامة هذا الشعب والحريصين على قضيته وحقه في نيل الاستقلال من ربق اسوى وأحقر استعمار عرفته البشرية ان يبتعدوا عن مؤتمرات التشرذم والعمل على اقامة مؤتمر جنوبي كامل وشامل تنبثق عنة مضلة سياسية شاملة تضم كافة ابناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم الجهوية والسياسية والجغرافية والثقافية والدينية وحامل سياسي موحد للقضية الجنوبية يمثلها امام العالم والإقليم وليس هناك عيب من اقتباس ما هوا مفيد اتت به مقررات ومواثيق تلك المؤتمرات السابقة. وبما ان القادة السياسيين يدركون حجم الضرر الذي يلحقونه بالقضية الجنوبية نتيجة تفرقهم في عدة مكونات ويدركون ان اي مؤتمر لا يحض بأغلبية لن يكون في الاخير بل ولن ينتج عنه الا ولادة مكون جديد يمثل من تزعموه فقط عليهم مراجعة انفسهم والعمل على عقد مؤتمر جنوبي عام وشامل على طريق الوصول الى المضلة السياسية سالفة الذكر وإنها حجج العالم والإقليم في عدم توحد الصف الجنوبي في بوتقة نضالية واحدة تضم جميع ابناء الشعب الجنوبي وتسير بقضيته نحو الهدف النبيل المنشود في التحرير والاستقلال واستعادة الوطن بعيد عن المصالح الفردية الضيقة ...