فشل مجلس النواب اللبناني أمس في انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا لميشال سليمان بسبب عدم تمكن اي من المرشحين من الحصول على غالبية الثلثين المطلوبة في الدورة الاولى من عملية الاقتراع. حيث فازت «فخامة الورقة البيضاء» في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية على باقي المرشحين الذين عجزوا عن الحصول على غالبية الثلثين المطلوبة في الدورة الاولى من عملية الاقتراع، ما أجبر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تحديد الأربعاء المقبل موعدا جديدا لجلسة ثانية لانتخاب الرئيس . وبحضور 124 نائباً من أصل 128، وبغياب أربعة منهم النائب سعد الحريري، خطا مجلس النواب اللبناني، أمس، الخطوة الأولى في رحلة الاستحقاق الرئاسي. إذ توزّعت أصوات النوّاب، في الجلسة التي اكتمل فيها النصاب السياسي والعددي، على ثلاثة مرشحين: «رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعضو جبهة النضال الوطني النائب هنري حلو، والورقة البيضاء، فإن اسم الرئيس العتيد بقي مؤجلاً بسبب عدم توافر ثلثَي الأصوات (أي أصوات 86 نائباً) لأيّ من المرشّحين في الدورة الأولى التي انعقدت أمس. حضور مميز للورقة البيضاء وعاش اللبنانيون أمس فرحة لن تكتمل مع الآمال التي نسجوها على تواتر المعلومات عن توافر النصاب لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فقد جرى الالتفاف على المناخ الضاغط، وكان لافتاً حضور الورقة البيضاء داخل الصندوق الخشبي المخصّص لاقتراع النواب، إذ اختار 52 نائباً من «8 آذار»، الذين لم يسمّوا مرشحهم بعد، الاقتراع بورقة بيضاء، فيما حصل جعجع على 48 صوتاً، أما النائب حلو، فحصل على 16 صوتاً، كحصيلة للاتصالات التي أجراها رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط من أجل دعم مرشّحه، فيما حصل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل على صوت واحد، في حين تمّ إلغاء 7 أوراق، علماً أن الأوراق الملغاة تضمّنت ما يمكن وصفها ب«الأوراق الحمراء»، والمقصود بها أوراق ضمّت أسماء لرموز من «ضحايا» جعجع خلال مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990)، في رسالة سياسية مضادّة لترشيحه. ومن هذه الرموز: «الرئيس رشيد كرامي، داني شمعون، طارق داني شمعون، الشهيدة المغدورة جيهان طوني فرنجية (شقيقة النائب سليمان فرنجية)، إضافة الى وجود اسم الياس الزايك (مرشح إفتراضي)» . تنديد جعجع ووصف جعجع في تصريح للصحافيين من مقره في معراب، شمال شرق بيروت، وضع هذه الاسماء في صندوق الاقتراع بانه عمل «غير مسؤول». وقال «هناك فريق يحمل مشروعا للبنان تقدم الى الانتخابات بمرشح واحد بينما الفريق الآخر غير جاهز للانتخابات، لانه لا يريد انتخابات رئاسية. فلجأ اما الى اسلوب مقزز غير مسؤول باستخدام اسماء شهداء ماتوا في الحرب في معركته، واما انسحبوا من الجلسة». واضاف «كنت أتمنى لو انهم استخدموا وسائل شريفة». 3 صور متعارضة وفي نسختها الأولى، وبحسب مصادر نيابية، «أظهرت الانتخابات الرئاسية في ثلاث صور مختلفة ومتعارضة: الأولى، لفريق 14 آذار الذي خاض معركة واضحة المعالم ببرنامج رئاسي واضح المعالم ملزم لواضعه أمام الشعب، وبمرشح واحد من الصف الأول. الثانية، لفريق 8 آذار الذي هرب الى التصويت بأوراق بيضاء من دون مرشح معلن، لأنه لا يحتمل، أقلّه في المراحل الأولى، تعطيل النصاب، وطبعاً من دون برنامج. والفريق الثالث، وسطي في الظاهر، ينتمي الى 8 آذار بالعملي». رئيس توافقي الى ذلك، وفي حين لم يُنتخب جعجع، ولا هنري حلو، رئيساً للجمهورية أمس، في جلسة الإنتخابات الرئاسية الأولى، فإن الجلسات الثانية لن يتوافر لها النصاب القانوني، إلا بعد التوافق على اسم رئيس الجمهورية المقبل، ذلك أن موازين القوى وتحالفاتها، بحسب مصادر نيابية متعدّدة، تشير إلى احتمالين: التوافق الآن، أو التوافق بعد الفراغ. مرشحون آخرون يبقى الباب مفتوحا أمام مرشحين آخرين للرئاسة، وفي مقدمتهم الزعيم المسيحي ميشال عون قائد الجيش السابق والطامح للوصول إلى سدة الرئاسة منذ سنوات وقائد الجيش الحالي جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة كمرشحي توافق. البيان الاماراتية