وضع الدور الأول من دوري اتصالات للمحترفين أوزراه، وطار العين بصدارة الترتيب العام للمسابقة بعدما ثبت موقعه على القمة بالفوز على النصر في ختام مشوار مرحلة الذهاب ليثبت العين أنه "الزعيم" من دون منافس . لا يمكن أن يطوى الدور الأول من دورينا، من دون التوقف أمام الأرقام والإحصاءات "التاريخية" التي حققها فريق العين حتى الآن . تمكن العين مع انتهاء الدور الأول من تحقيق 11 فوزاً في 13 مباراة، بينما تعادل مرة وحيدة خارج أرضه أمام الجزيرة، وخسر مرة وحيدة على ارضه أمام الأهلي في الجولة الأولى لتكون النقاط الثلاث الوحيدة التي فقدها في "القطارة" . تميز الزعيم لم يقتصر على النقاط ال34 التي حصدها، بل إن أبرز ما أسهم في تربع الفريق على القمة، تلك القوة الهجومية التي وضحت منذ المباراة الأولى رغم الخسارة التي مني بها أمام "الفرسان" . واستطاع لاعبو العين في الدور الأول تسجيل 49 هدفاً، وذلك ليكون الرقم القياسي "الأبرز" في تاريخ كرة الإمارات التي لم تعرف من قبل فريقاً نجح في تسجيل هذا المعدل من الأهداف في دور واحد . ولا يختلف اثنان على قيمة الأوراق الهجومية الرابحة التي يمتلكها المدير الفني "القيصر" الروماني كوزمين في تشكيلته، التي يبرز منها الغاني جيان هداف المسابقة برصيد 21 هدفاً في 13 مباراة . واستطاع جيان أن يقترب من الرقم الذي سجله الموسم الماضي، بعدما هز الشباك في 22 مناسبة، ليكون على بعد هدف وحيد من معادلة هذا الرقم، وإن كان سيغيب عن اولى مباريات مرحلة الإياب بسبب تواجده مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الإفريقية . واللافت أن الغاني جيان ورغم تميزه التهديفي، لا يعدّ الورقة الوحيدة الهجومية الرابحة في تشكيلة "الزعيم"، بل إن اللافت ذلك التجانس الكبير بينه وبين الأسترالي بروسكي الذي سجل 7 أهداف رغم الحضور المتأخر إلى الفريق، في وقت سجل فيه الفرنسي كيمبو 6 أهداف بدوره . روعة الأداء وغزراة الأهداف والفعالية الهجومية لا يمكن إلا أن يقف خلفها "عملاق قصير" اسمه الداهية عمر عبدالرحمن . وقد استطاع "عموري" أن يقود الفريق بأداء باهر شكل علامة فارقة في كل المباريات التي لعبها، حيث استطاع تسجيل 6 أهداف في 13 مباراة، كما اسهم في صناعة العديد من الأهداف بتمريرات ساحرة وماكرة . ومع الاشادة بالقوة الهجومية والفعالية التهديفية لرباعي "الرعب" جيان وبروسكي وكيمبو وعموري، لا يمكن أن نغفل الجانب الدفاعي والمتمثل في قوة وصلابة لاعبي الارتكاز هلال سعيد والروماني رادوي . الجزيرة وصيفاً واستطاع الجزيرة القفز إلى مركز الوصافة، بعدما استطاع حسم "ديربي" العاصمة بفوزه على الوحدة بهدفين من دون مقابل . واستطاع الفريق الزحف بهدوء ومن دون ضجيج، سعياً للدخول بقوة في حلبة التنافس وإن كان الفارق مع "الزعيم" يبدو كبيراً بعض الشيء . وتمكن "العنكبوت" من تجاوز مشكلة غياب البرازيلي أوليفيرا فظهر علي مبخوت مرة جديدة بالصورة ليضيف هدفاً جديداً إلى سجله، وليبرهن على أنه كسب الرهان في حجز مكان ثابت كرأس حربة متميز في دورينا . الأهلي يتوقف وفشل الأهلي في استغلال عامل الأرض فسقط في فخ التعادل أمام الظفرة في استاد راشد في مباراة "دراماتيكية" اهتزت بها شباك علي ربيع في الدقيقة الأخيرة . وأهدر الفرسان نقطتين، لتتقلص مرة جديدة آمال الفريق في الوصول إلى منصة التتويج بعدما عانى "لعنة" اللعب على أرضه التي كان يجب أن تكون "نعمة" . أما بني ياس، فقد نهض بعد كبوتين، ووجد في الوصل الخصم السهل ليدك مرمى الفهود بثلاثية . واستطاع السنغالي سانغهور أن يترك بصمة جديدة بعدما سجل ثنائية رائعة، الهدف الأول بكرة رأسية والثاني بلمسة فنية رائعة داخل المربع تخطى بها المدافع قبل أن يهز شباك راشد علي . وجدد السماوي الأمل باللحاق بركب المنافسة من جديد، علماً أن الفريق سيحتاج إلى إعادة ترتيب لأوراق اللاعبين الأجانب بعد الإصابة التي تعرض لها المصري محمد زيدان والاستغناء عن المغربي إسماعيل بنلمعلم . ومع إسدال الستار على الدور الأول، يتضح أن الصراع على اللقب بات "عيناويا- عيناويا" حيث يغرد الزعيم وحيدا على القمة ومن دون منافس حقيقي، بينما باتت كل الفرق التي تحلم باللقب تقف بعيداً، ما ينذر بأن اللقب قد يحسم سريعاً وقريباً في مستهل مرحلة الإياب لو استمر التنافس على المنوال نفسه . ومع انتهاء الدور الأول حسم الصراع في المسابقة، بعدما تم فرز الفرق إلى 3 مستويات، الأول تلك الفرق التي تتصارع على اللقب، والفئة الثانية التي تبدو أقرب إلى "الكومبارس" من خلال تواجدهم في وسط اللائحة، من دون طموح بالوصول إلى المنصة، أو العيش في خطر الهبوط . استطاع الشباب أن يواصل مسلسل النجاح والتألق، بعدما أضاف الانتصار الخامس على التوالي والسادس له في الدور الأول، ليتقدم إلى المركز السادس برصيد 20 نقطة . وبدا الشباب متميزاً في الأمتار الأخيرة، حتى وضح أن الفريق خرج من جلباب سوء الهزائم والأداء الهزيل الذي كان عليه في المراحل الأولى من عمر الموسم الحالي . أما الوصل فقد عاد ليشرب كأس الخسارة المرة، بعدما سقط في الشامخة بالثلاثة وليقدم الأداء الهزيل والباهت الذي يعكس حالة التخبط التي يمر بها الفريق . وبات التغيير قريباً في القلعة الصفراء، حيث سينتظر الفريق انتهاء مباراة دبا الفجيرة في مسابقة الكأس حتى يقوم بحملة التبديل التي قد تطال كلاً من الأسترالي لوكاس نيل والأرجنتيني دوندا . أما دبي الذي كان الحصان الأسود في الأسابيع الأولى، فقد خسر وتراجع وتعثر بالتعادل أمام اتحاد كلباء ليفقد نقطتين كان بأمس الحاجة اليهما . وقد يكون "أسود العوير" نجحوا في ضمان موقعهم في عالم الأضواء، لكن على الفريق ورجال المدرب الفرنسي رينيه العودة من جديد إلى الصورة التي قدموها في الأسابيع الأولى . وتقدم عجمان إلى بر الأمان، بفوزه الكبير والرائع على دبا الفجيرة بأربعة أهداف مقابل هدف، ليرفع الفريق "البرتقالي" رصيده إلى 15 نقطة وليخرج من دائرة التهديد "نظرياً" . أما الظفرة، فقد حصد نقطة من الملعب الأحمر بالتعادل مع الأهلي، ليبرهن على أن التغيير الفني وتواجد المدرب الفرنسي لوران بانيد قد أنقذ الفريق وأعاد الهيبة لفارس الغربية . وأشعل اتحاد كلباء صراع الهروب من الهبوط، بعدما أضاف نقطة جديدة إلى رصيده بالتعادل مع دبي في العوير . وتمكن نمور كلباء من نفض غبار الهزائم، ليحقق الفريق 4 نقاط في آخر مباراتين، من فوز على دبا الفجيرة وتعادل مع دبي، ليصل الفريق إلى النقطة السابعة التي تساوى بها مع الشعب الذي بات يتقدم عليه في المواجهات المباشرة فقط! وترك زي ماريو تغييراً "فنياً" و"نفسياً" على الفريق الذي بات أكثر رغبة بالتقدم إلى بر الأمان، وإن كان مستوى الفريق قد تصاعد تدريجياً في الأسابيع الماضية مع المدرب السابق التونسي لطفي البنزرتي . أما الشعب، فقد خيب الآمال مرة جديدة وشرب "علقم الخسارة" أمام الشباب بثلاثة أهداف من دون مقابل . وتوقف الشعب عن حصد النقاط منذ المرحلة الثالثة، ولم يحصد في الأسابيع العشرة الأخيرة سوى نقطة وحيدة بالتعادل مع الظفرة . وعاب الشعب أنه توقف حتى عن التسجيل التي ميزت الكوماندوز في الاسابيع الماضية رغم سلسلة الهزائم ليجد الفريق نفسه في صلب دائرة الخطر، ولتتخذ الإدارة القرار الذي تأخر كثيراً بإقالة المدرب البرازيلي سيرجيو . أما دبا الفجيرة، فقد خسر مرة جديدة على أرضه وأضاع فرصة التقدم أو التمسك بالأمل بعدما بات يتأخر بفارق 3 نقاط عن كل من كلباء والشعب . ولن يجد المدير الفني المواطن عبدالله مسفر من خيار سوى في إجراء تعديلات سريعة بتغيير كامل للاعبين الأجانب وبضم بعض العناصر المحلية حتى يكون الفريق قادراً على الصمود بين الكبار، وإلا فإن بطاقة العودة إلى دوري المظاليم لن تذهب بعيداً عن النادي الذي يسجل حضوره الأول في عالم الكبار .