قتل نحو 10 أشخاص بينهم جنديان في وقت تواصل فيه السلطات الأوكرانية عملياتها العسكرية ضد أنصار "الفدرلة" في مدينة كراماتورسك بمقاطعة دونيتسك جنوب شرقي البلاد، وحلقت طائرات روسية في سماء القرم التي سيزورها الرئيس الروسي الجمعة، وطالبت موسكو الغرب برد فعل قوي على العملية التي تشنها قوات كييف شرقي أوكرانيا، في وقت كشفت مصادر المانية أن عناصر استخبارات وأمن أمريكيين يقدمون المشورة إلى الحكومة الأوكرانية . وذكرت قناة "روسيا 24" أمس الأحد، أن مدينة كراماتورسك بأسرها وقعت تحت سيطرة القوات الخاصة الأوكرانية بما فيها المباني التي كان أنصار الفدرلة يسيطرون عليها حتى الآن . وكانت إدارة مقاطعة دونيتسك أفادت سابقا بمقتل 6 أشخاص وإصابة 15 آخرين في الاشتباكات الأخيرة بكراماتورسك . وأفاد سكرتير مجلس الأمن الوطني والدفاع في أوكرانيا أندريه باروبي، بأن العملية العسكرية لن تقتصر على مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك بل والمدن الأوكرانية الأخرى . وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس بالقرب من مدينة كوستيانتينفكا الشرقية التي استولى فيها المتمردون على مبنى البلدية في 28 إبريل/نيسان حاجز تفتيش للانفصاليين وقد تم هجره وتصاعد منه الدخان، بينما يتم نصب حواجز في الوسط . وقال المتمردون الذين يدافعون عن مبنى البلدية خلف حواجز مؤقتة إن قتالاً اندلع خلال الليل قرب برج التلفزيون في البلدة . وساد الهدوء النسبي بلدة سلافيانسك صباح الأحد، إلا أن السكان تحدثوا عن ازدياد صعوبة الحصول على السلع الغذائية الأساسية في البلدة المحاصرة التي يسكنها 160 ألف شخص . من ناحية أخرى، وصل سبعة مفتشين أوروبيين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى بلادهم في وقت متاخر من السبت بعد احتجازهم لمدة ثمانية أيام . وشن أكثر من ألفي شخص موالين لروسيا أمس الأحد هجوماً على مقر الشرطة في مدينة أوديسا جنوبيأوكرانيا إثر أعمال عنف أوقعت نحو أربعين قتيلاً الجمعة . واقتحم المهاجمون المسلحون بالهراوات مدخلاً أول مع شاحنتين وهم يطالبون بالإفراج عن زملاء لهم اعتقلوا الجمعة على إثر الصدامات التي وقعت بين موالين لروسيا وأنصار أوكرانيا الموحدة . وبدأ الشرطيون المتحصنون داخل المبنى بالإفراج الواحد تلو الآخر عن الأشخاص الذين اوقفوا الجمعة ووصفتهم الحشود ب"الأبطال" . وتعرض شرطيون أمام المبنى للضرب بمظلات كانت تحملها نساء . من جهة أخرى أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس الأحد أن أعمال العنف في أوديسا هي جزء من "خطة روسية لتدمير أوكرانيا" . وقال في مؤتمر صحفي في أوديسا في ختام سلسلة من اللقاءات مع ممثلين عن السلطات المحلية والمجتمع المدني في المدينة إن "روسيا أرسلت أناساً إلى هنا لزرع الفوضى، لكن البلد سيتوحد وسيتصالح لكي لا يمنح الإرهابيين الذين تدعمهم موسكو إمكانية تقسيم شعبنا" . إلى جانب ذلك أفاد شهود عيان ومحللون أن عشرات الطائرات الروسية، بينها ما يبدو أنها طائرات حربية، شوهدت في سماء القرم قبل أيام من زيارة الرئيس الروسي . وأعلن خبير في صناعة الطيران لوكالة فرانس برس أنه شاهد عدداً من الطائرات تحلق فوق مدينة سيمفيروبول السبت وبينها طائرات مقاتلة استراتيجية تفوق سرعتها سرعة الصوت وطائرات ضخمة للنقل العسكري . وشاهد الخبير الذي رفض الكشف عن هويته، أيضاً طائرات-صهريج وأخرى من طراز ميغ-29 . وبحسب الخبير الآخر الكسي سافيتش، فإن طائرة قتالية من طراز سوخوي سو-34 كانت بين سرب الطائرات التي شوهدت . وقد التقط الخبير صوراً للطائرات وأوضح أنها طائرات-صهريج وطائرات للنقل العسكري . وبحسب وسائل إعلام روسية، فإن الرئيس فلاديمير بوتين سيزور الجمعة القرم للمرة الأولى منذ ضم شبه الجزيرة هذه إلى روسيا بعد مشاركته في العرض العسكري في التاسع من مايو/أيار لإحياء ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية . وطالبت روسيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا برد فعل قوي على "عملية مكافحة الإرهاب" التي تشنها حكومة كييف في شرقي أوكرانيا . وقالت الخارجية الروسية أمس الأحد إن حكومة كييف تقود "عملاً عقابياً ضد شعبها" . وتابع البيان أن روسيا لا يمكنها أن تصدق أن منظمة الأمن والتعاون لا تعلم "بسفك الدماء الذي أحدثته قوات تطلق النيران على أشخاص عزل" . وأضافت الخارجية أن موسكو تطالب الغرب بإلحاح أن يتحرك سريعاً لاتخاذ رد فعل على "الأحداث المأساوية في أوكرانيا" . وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصل بنظيره الأمريكي جون كيري ليطالب واشنطن باستخدام نفوذها على كييف لوقف ما اسماه ب"حرب أوكرانيا ضد شعبها" . في أثناء ذلك ذكرت صحيفة بيلد أم سونتاغ الألمانية أمس الأحد أن عشرات المتخصصين من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" يقدمون المشورة للحكومة الأوكرانية لمساعدتها على انهاء التمرد في شرقي البلاد . (وكالات) رئيس جهاز الاستخبارات الألماني يحذر من عمليات تجسس روسية حذر رئيس جهاز الاستخبارات المحلية الألماني (بي .إف .في) من أن الأزمة الأوكرانية ستجعل ألمانيا ودولاً أخرى بالاتحاد الأوروبي أهدافاً أكبر لعمليات تجسس روسية . وقال رئيس الجهاز هانز جيرج ماسن لصحيفة "تاجيسبيجل" الألمانية، أمس الأحد، إن "أجهزة الاستخبارات الأجنبية دائماً ما تهتم بالتطورات السياسية الحالية" . وأضاف "في ضوء الأزمة الأوكرانية، ستهتم الأجهزة الروسية بشكل كبير بالسياسة الخارجية والاقتصادية في الدول الأوروبية الأخرى، لاسيما في ألمانيا" . وأضاف "بذلك، يمكن لروسيا أن تتوقع ما سيأتي فيما يتعلق بالعقوبات المحتملة أو التداعيات الدبلوماسية" . (د .ب .أ) الخليج الامارتية
