, ان يتنبأ بعودة نيكولا ساركوزي للاليزيه, حال خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة. ذلك علي خلفية اللغط الشديد الذي مني به الاتحاد من اجل حركة شعبية اثر الاعلان عن نتيجة الانتخابات في18 نوفمبر الماضي ذلك بعد ان تنافس علي زعامة الحزب رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون, والامين العام الاسبق للحزب جان فرانسوا كوبيه. ولما جاءت نتائج الاقتراع متقاربة بين المتنافسين بتفوق كوبيه بفارق98 صوتا(أي مايعادل50.03%) علي فيون.. اعلن رفضه لها متبنيا فرضية حدوث تزوير في بعض صناديق الاقتراع.وانقسم الحزب لمعسكرين احدهما يؤيد فيون الفيونيست والآخر يؤيد كوبيه الكوبيست لتعد هذه الظاهرة الاولي من نوعها في تاريخ الحزب الذي عرف عنه صلابة اتحاده وقوته. وبنظرة شاملة علي السياسية بفرنسا يتجلي بوضوح ان الاشتراكيين يتخبطون بين الاصلاح وبين الازمة الاقتصادية التي تتفاقم, ولو عدنا للانتخابات الرئاسية مايو2012 لوجدنا ان الفرنسيين صوتوا تصويتا عقابيا ادي الي هزيمة نيكولا ساركوزي معتبرين ان سياسته هي السبب في تردي أحوالهم.الا اننا نلمح جيدا حالة عجزهم عن تحقيق الاصلاح الذي جاء علي اجندة الوعود الانتخابية.. والواقع ان الاشتراكيين يواجهون رياحا عاتية بسبب عجز الميزانية علي المستوي الداخلي ناهيك عن ازمة الاتحاد الاوروبي وتعثر ميزانيات بعض الدول التي تواجه الافلاس كاليونان وتعثر كلا من اسبانيا وايطاليا والبرتغال بل وفرنسا نفسها تقف علي حافة تخفيض مرتقب لتصنيفها الائتماني. غير ان حكومة جان مارك ايروه الاشتراكية الراهنة لم تجد حلولا لمشاكل اجتماعية مستفحلة في المجتمع فلا تحسن في مستوي المعيشة ولارفع لاجور المعاشات ولا سبيل للحيلولة دون إغلاق المصانع والشركات وما لتداعياته من تسريح المزيد من العمالة. اما عن وعكة الاشتراكيين في مواجهة البطالة فحدث بلا حرج حيث حققت نسبة البطالة في فرنسا شهر أكتوبر-الماضي نسبة قياسية لم تبلغها منذ أكثر من14 عاما وسجل تعداد العاطلين عن العمل3.103 مليون شخصا وهو اعلي مستوي منذ ابريل.1998 الخلاصة ان كلها مؤشرات تجعل الشعب يعيد التفكير بالاتجاه الي اليمين. وبالعودة الي نزاع الزعامة علي حرب اليمينالاتحاد من أجل حركة شعبية نجد ان فرانسوا فيون يصر علي رئاسة الحزب الذي سيخول له الترشيح لرئاسة الاليزيه 2017 معلنا عن انشقاقه عن الحزب بعد اتهامه لهم بالغش والتزوير وخداع الناخبين. عاقدا العزم علي المضي بالطعن في النتيجة امام القضاء بعد ان فشلت وساطة رئيس الوزراء السابق الان جوبيه بفض النزاع. والجدير بالذكر ان فيون يصر علي موقفه مطالبا فرنسوا كوبيه بإجراء انتخاب جديد من قبل الاعضاء في غضون ثلاثة اشهر تحت اشراف لجنة مستقلة وأعلن عن مضيه في انشاء مجموعة برلمانية باسم التجمع اتحاد من اجل حركة شعبية وهو ما يعرض الحزب لازمة مالية تثقل كاهله.نظرا لان الدولة تمنح الاحزاب حوالي42 ألف يورو سنويا لكل نائب ينتمي اليها.. والواقع ان مايشهده الحزب من انهيار لا ينذر فقط بضعف قوة المعارضة تحت قبة البرلمان انما يطرح افتراضية تمهيد طريق الاليزيه من جديد لاستقبال الرئيس نيكولا ساركوزي حال خوضه انتخابات الرئاسة القادمة.2017 فكلنا يعلم ان انتخابات الرئاسة السابقة خرج فيها فرانسوا اولاند فائزا بفارق قليل بما يعني ان مايقرب من50% من الناخبين الفرنسيين كانوا يؤيدون اعادة انتخاب نيكولا ساركوزي وان هذه النسبة مازالت تطمح في عودته للسلطة واذ اما اضفنا اليها اعداد المنقسمين بين فيون وكوبيه من ناحية وبين الممتعضين من سياسية الاشتراكيين الراهنة من ناحية اخري لوجدنا ان طريق الاليزيه يستعد فعليا لاستضافة نيكولا ساركوزي لحقبة رئاسية ثانية. وتوقعت آخر استطلاعات لآراء الفرنسيين بفوز فرانسوا فيون في الانتخابات الرئاسية المقبلة2017 حال عزوف ساركوزي عن الترشيح, أما في حال خوض نيكولا ساركوزي الانتخابات الرئاسية نجد ان52% يؤيدون اعادة انتخابه لرئاسة فرنسا.