رأس الخيمة - حصة سيف: تسهل الجمعيات الخيرية في الدولة التبرع من خلال إرسال الرسائل النصية القصيرة، لأرقام معينة تعلن عنها مسبقاً وتحدد قيمة كل رسالة على حدة مع الفئة المعنية للتبرع لها، كالأيتام وطلبة العلم أو الصدقة بشكل عام وكفارة اليمين، وغيرها من فئات التبرع، الذي تحدد قيمته بدءاً من درهم إلى 150 درهماً، فيما تخصم من رصيد الهاتف مباشرة . على الرغم من تفاوت عدد المتفاعلين مع الخدمة، لكنها بشهادة مسؤولي الجمعيات، أصبح عليها إقبال لافت، وتدر مبالغ كبيرة، مع تحفظ البعض وتفضيله التبرع بشكل مباشر للجمعيات، لخوفه من استقطاع رسوم الخدمة من المبلغ المتبرع به، وهو ما أظهرته آراء المواطنين . أم عمر، ربة أسرة، قالت: كثيراً ما أتصدق من خلال إرسال الرسائل النصية القصيرة المخصصة للتبرعات والتابعة للجمعيات الخيرية في الدولة، لكنني أتحفظ عند إرسال كفارة اليتيم كونها تتطلب مني إرسال مبلغ محدد قيمته 150 درهماً، وأخشى أن يستقطع من المبلغ من خلال شركات الاتصالات، لذا أفضل دفعه مباشرة للجهات الخيرية . وأضافت: التبرع بالرسائل النصية القصيرة خدمة سهلت تقديم التبرعات والصدقات من خلال الهاتف، وتلقى كثيراً من الإقبال من الأفراد، لكن البعض غير مقتنع بها، كونها خدمة جديدة ويصعب قبوله بها لإيصال تبرعاته . أم سعيد، متطوعة، قالت: إنها تشارك بالتبرع من خلال الرسائل النصية القصيرة للجمعيات الخيرية، لكنها تفضل إذا كانت المبالغ كبيرة، كأكثر من 150 درهماً، أن تتبرع بها مباشرة للجمعية أو الجهات الخيرية، موضحة أن الرسوم التي تأخذها شركات الاتصالات، أولى أن تعطى للمحتاجين، حتى لو كانت مبالغ رمزية، فيما أسرتها وميحطها المجتمعي يتفاعل كثيراً مع الحالات المرضية، التي تعرض في برامج التلفزيون، وتعودت أسرتها على التبرع والتفاعل مع تلك الحالات، لاسيما إذا ذكروا بالتبرع من قبل أفراد الأسرة . "بيت الخير": لا استقطاع من التبرعات نهلة الأحمد، مديرة فرع جمعية بيت الخير في رأس الخيمة، أكدت أن الجمعية تدفع قيمة الاشتراك المطلوب في خدمة التبرع بالرسائل النصية لشركة "اتصالات"، ولا يستقطع من قيمة التبرعات، التي تصل عن طريق الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف المتحركة، بحيث تصل المبالغ كاملة ل "بيت الخير"، ونوزعها حسب مستحقيها وحسب فئة الرسائل الموزعة على فئات مختلفة من أبواب الصدقات والتبرعات . عبدالله سعيد الطنيجي، الأمين العام ل "الرحمة" للأعمال الخيرية، أكد أن شركة "اتصالات" تستقطع رسوم الخدمة الشاملة ذاتها، ولكل "كود" رسم مخصص من قيمة المبالغ الشهرية، التي تصل ل "الرحمة"، بحيث يصل إجمالي قيمة الخدمة إلى 3400 درهم، وقيمة النسبة المستقطعة من المبالغ الإجمالية 10% .وقال الطنيجي: إن الإقبال على التبرع من خلال الرسائل النصية كبير جداً، لاسيما في المواسم الدينية، كشهر رمضان الكريم، تصل فيه عدد الرسائل سواء قبل الشهر أو بعده إلى 10 آلاف رسالة، فيما يتفاوت عددها خلال الشهور العادية، مضيفاً أن "الرحمة" دشنت خدمة التبرع بالرسائل النصية منذ يونيو/ حزيران ،2012 ولديها 8 أرقام "كودات" مختلفة، للتبرع لسقيا الماء وكفالة اليتيم وكفارة اليمين ووقف وكفالة طالب علم، إضافة لإفطار صائم والصدقة . وكل "كود" تأخذ عنه شركة "اتصالات" رسوماً تقدر ب 150 درهماً شهرياً، فيما يتأخر إيصال وتحويل المبالغ للجمعية، ما يصعب حصر المبالغ مباشرة، وتتراوح قيمة الرسائل بين درهم واحد و150 درهماً . كبير مفتي دبي: وسيلة ذكية تسهل فعل الخير والصدقات قال د . أحمد عبد العزيز الحداد، كبير مفتي ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: التبرع عبر الرسائل النصية يعد وسيلة ذكية لتسهيل فعل الخير والصدقات، ولكن يتعين ألا يشوبه خلل شرعي، وذلك يكون بطريقين، الأول من رصيد المتبرع المدفوع مقدماً، وهذا لا إشكال فيه، لأن المتبرع اقتطع نسبة من ماله للجهة التي أراد التصدق أو التبرع لها، أو أراد إخراج زكاة عن ماله إذا أعطي لمستحقي الزكاة من أصنافها الثمانية، أو أراد أن يضحي إذا كانت الجهة المدفوع لها أهلاً للوكالة في ذبح الأضحية من حيث الأمانة والعلم بفقه الأضاحي، حتى إن أخذت نسبة على ذلك لا حرج، لأنها تأخذ أجراً على عملها ولا تقدم شيئاً من مالها، لكن الأولى أن يكون ذلك من غير اقتطاع نسبة أو أخذ أجر عليها مساهمة من الشركة لفعل الخير وعوناً للمحتاجين . وأضاف أن الطريق الثاني للتبرع عبر الرسائل النصية يكون على الفاتورة الشهرية، وهذا يعد ديناً تقدمه شركة الاتصالات، ويتعين فيه ألا يترتب عليه فائدة للشركة، لأنها إنما أقرضته قرضاً حسناً، وإن استفادت جراء ذلك قليلاً أو كثيراً كان قرضاً بفائدة وهو حرام، فيما علمت أن الشركة تأخذ نسبة من كل متبرع يقدم عن طريقها، وعندئذ تكون هذه النسبة نظير الخدمة التي قدمتها وإقراض المتبرع لأجلها، قرضاً جر نفعاً، وكل قرض جر نفعاً هو ربا، كما ورد في الحديث الذي جعل قاعدة فقهية متفقاً عليها . وإن كان لا بد من هذه النسبة، فلتكن بعد استيفاء المبلغ من المتبرع، بحيث لا تقدم شيئاً من مالها، والأولى ألا تأخذ قليلاً أو كثيراً لنفسها، ابتعاداً عن الشبهة وإسهاماً منها في خدمة المجتمع وفعل الخير للجهات المستحقة للعون والمساعدة . الخليج الامارتية