قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، إن «وقوف الشاحنات على كتف الطريق من العوامل التي تؤدي إلى وقوع حوادث قاتلة»، مؤكداً «أهمية اتخاذ إجراءات مباشرة للحد من حوادث ومشكلات الشاحنات، منها تخصيص طريق لها، وإقامة أماكن انتظار واستراحات، حتى لا تضطر إلى الوقوف على كتف الطريق». وكان 13 شخصاً توفوا وأصيب 15 آخرون، صباح أول من أمس، إثر اصطدام حافلة متوسطة تقل 28 شخصاً بشاحنة متوقفة على كتف طريق الإمارات في دبي. وتفصيلاً، قال الزفين ل«الإمارات اليوم» إن «هذا الحادث قد يتكرر في ظل عدم وجود مكان مناسب لوقوف الشاحنات، واضطرارها إلى الانتظار على كتف الطريق، خصوصاً في أوقات الحظر». دوريات مراقبة خصصت إدارة مرور دبي، أخيراً، دوريات لمراقبة الشاحنات على الطرق الخارجية، وسجلت فعلياً 25 ألفاً و289 مخالفة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، شملت مخالفات خطرة، منها الوقوف في مكان ممنوع، وعدم صلاحية المصابيح الخلفية، وعدم وجود نور أحمر للتنبيه خلف المركبة. وأضاف أن «مجلس المرور الاتحادي تبنى، أخيراً، توصية بضرورة تخصيص طريق للشاحنات، لأن سيرها وسط السيارات الخفيفة والحافلات يمثل مشكلة كبيرة، وتتسبب حوادثها في سقوط عدد كبير من الضحايا، على غرار ما حدث أول من أمس، نتيجة اصطدام حافلة عمال بشاحنة». وأشار إلى أن «أحد الحلول السريعة لتفادي هذه المخاطر، تخصيص أماكن انتظار للشاحنات على الطرق الخارجية، خصوصاً القادمة من أبوظبي تجاه المناطق الشمالية، لأن السائقين يقودون مسافات طويلة، ما يتسبب في شعورهم بالإرهاق، وحين يصادفهم وقت الحظر يضطرون إلى الوقوف على كتف الطريق». وتساءل الزفين: «كيف أطلب من السائق التوقف بسبب الحظر وأعتبر وقوفه على كتف الطريق خطراً في الوقت نفسه؟»، لافتاً إلى أن «أماكن الانتظار يمكن أن تستثمر بشكل جيد، فتشمل مطاعم واستراحات أقرب إلى فنادق صغيرة (موتيلات)، يمكن لسائقي الشاحنات، وغيرهم، اللجوء إليها في حال عدم قدرتهم على القيادة مسافة إضافية، أو اضطرتهم الظروف إلى التوقف». وأكد أن «وقوف الشاحنة على كتف الطريق ربما يكون أحد العوامل التي تؤدي إلى وقوع حادث، بالاشتراك مع عوامل أخرى، مثل تلك التي تسببت في وقوع التصادم المروع، أول من أمس، لكن تفادي وقوف الشاحنات من الأساس سيسهم بالتأكيد في تفادي الحوادث». وأشار إلى أن «الإشكالية في وقوف الشاحنات تحديداً على كتف الطريق، أنها تشغل المساحة كاملة، فلا تترك مجالاً لتفاديها، في حال تجاوزت مركبة بشكل خاطئ ولم ينتبه قائدها إلى وجودها»، مشيراً إلى أن «تلك الحوادث تكررت سابقاً للأسباب نفسها». وحول إمكانية إضافة وسيلة تحذير إضافية في الشاحنات، مثل وضع لواح خلفي يشبه المثبت في مركبات الطوارئ، بحيث يعمل تلقائياً في حال توقفت الشاحنة بشكل اضطراري لتنبيه السيارات القادمة من الخلف، قال الزفين: «بالإمكان أن يكون هذا عاملاً مساعداً لتفادي تلك الحوادث، لكن لا أعتقد أنه عامل رئيس، لأن الحادث الأخير وقع في الصباح حين كانت الرؤية واضحة للغاية على طريق مكون من سبعة مسارات». ولفت إلى أن «كل المؤشرات تدل على أن سائق الحافلة كان نائماً، لأنه حاول الانحراف في اللحظات الأخيرة، فيما كان بإمكانه رؤية الشاحنة من مسافة بعيدة لو أنه في كامل انتباهه، ولديه ستة مسارات أخرى يمكن الانتقال إليها، لكنه كان فاقد التركيز، وربما الوعي، حين اقترب واصطدم بالحافلة من الخلف». وأكد الزفين أنه «من الضروري دراسة حال سائق الحافلة في هذه الواقعة تحديداً»، مشيراً إلى أن « سائقي الحافلات المسؤولين عن أرواح عدد كبير من الأشخاص، يجب أن يتم اختيارهم بعناية، والتشديد على التزامهم بإجراءات الأمن والسلامة، التي تشمل النوم عدد ساعات كافية». الامارات اليوم