تشارك الإمارات ضيف شرف في فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان طانطان الثقافي (موسم طانطان) في المغرب، خلال الفترة من الرابع حتى التاسع من يونيو المقبل. وتقام الدورة تحت شعار «التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب»، في إطار جهود تعزيز الحوار والتبادل الثقافي والاحتفاء بقيم المحبة والتسامح. وأكد مستشار الثقافة والتراث في ديوان سموّ ولي عهد أبوظبي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، محمد خلف المزروعي، أهمية المشاركة الإماراتية الفاعلة في موسم طانطان ضيف شرف للدورة العاشرة، بما يشكل إضافة نوعية لهذا الحدث التراثي الثقافي المهم، وانعكاساً لما حققته دولة الإمارات من مشروعات وإنجازات فنية وثقافية مرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي في إطار تواصلها الإنساني مع ثقافة الآخر. التراث الثقافي المعنوي تُعنى اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي بحماية التراث العالمي الثقافي المعنوي، بالتوازي مع اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي. وتلزم الاتفاقية كل الدول الأطراف باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان صون التراث غير المادي القائم في أراضيها، وذلك عبر إعداد قائمة أو قوائم حصر وطنية لهذا التراث، تشمل كل مظاهر التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، بما فيها اللغة، وفنون المشاهدة، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والتظاهرات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، وبكل المهارات المرتبطة بالصناعات الحرفية التقليدية. عناصر تضم عناصر موسم طانطان حياة الترحال، والخيمة والزينة والأزياء وفن الطبخ والفروسية والصناعة التقليدية والموسيقى والفلكلور والطب التقليدي، والتقاليد الشفاهية من أمثال وحكايات وشعر. موسم «طانطان» تعود تسمية «مهرجان طانطان» إلى منطقة طانطان بالجنوب الصحراوي المغربي، التي كانت في الماضي تستقبل عشرات القبائل خلال موسمها السنوي الذي ينظم على شكل احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها، وتمّ إحياء هذا الموسم بهدف الحفاظ على تراثه الثقافي غير المادي. ويلعب موسم طانطان دوراً محورياً في تثمين أحد أهم مكونات التراث غير المادي للمغرب. ويحتفي الموقع المخصص للتراث غير المادي للمغرب الصحراوي بالمهارة والفراسة التي يتمتع بها الرحل، ويسعى إلى المساهمة في التوعية بأهمية هذا الإرث وبمدى ضرورة المحافظة عليه. وفي سبتمبر 2004 صنف موسم طانطان ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بهدف المحافظة عليه، وأصبح ينظم سنوياً. وقال إنّ «صون التراث الثقافي غير المادي، من أهم الأمور التي تحرص دولة الإمارات على بناء أسسها ومتابعتها الدؤوبة، نظراً لما يمثله التراث من هوية إنسانية وحضارية للشعوب. وتشكل اتفاقية اليونسكو لصون التراث غير المادي حافزاً لجميع الأمم والشعوب للبحث والتنقيب في مجال التراث غير المادي». وأضاف «وضعت دولة الإمارات التراث غير المادي في أولويات أجندتها الثقافية والتراثية، وذلك بالنظر لأهمية تدوين هذا التراث وتصنيفه ودراسته حفظاً له من الضياع، ومن أجل نقله للأجيال المقبلة». وأوضح المزروعي أنّ مشاركة الإمارات تأتي لتعزيز مشاعر الفخر بالتراث المحلي وترويجه، والتعريف بجهود الإمارات في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني غير المادي. وأكد أنّ الدولة تشارك في فعاليات موسم طانطان الثقافي مشاركة واسعة وفاعلة، تتناسب مع اختيارها من قبل الجهة المنظمة ضيف شرف تقديراً لما تشهده الدولة من حراك ثقافي وأدبي وفني مميز. وتتضمن الفعاليات الإماراتية في موسم طانطان، المشاركة في الندوة الدولية حول الموروث الثقافي غير المادي للمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، عبر خبراء التراث في كل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، بإشراف أكاديمية الشعر بأبوظبي. كما تشارك الإمارات في فعاليات معرض الكتاب التراثي المصاحب للمهرجان، عبر إصدارات دار الكتب الوطنية وأكاديمية الشعر، فضلاً عن تنظيم ورش عمل متخصصة حول حرف السدو والخوص والتلي الإماراتية الأصيلة. وتشارك فرق العيّالة التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في الأمسيات الفنية التراثية، بصحبة عازفي العود والربابة ومؤدي فن التغرودة، علاوة على المشاركة في المسيرة التراثية بالزي الإماراتي وعلم دولة الإمارات. وتقدم فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التابعة للجنة إدارة المهرجانات، برنامجاً متكاملاً لكل أشكال الفنون الشعبية الإماراتية من خلال عيالة برية، عيالة بحرية، فن ليوا، حربية، فن الهبان، فن المالد، التغرودة، جلسة طرب شعبية إماراتية. ويسعى الوفد الإماراتي بشكل خاص لإبراز عناصر التراث المعنوي العريق لدولة الإمارات، من خلال الخيمة التراثية التي يتم تنفيذها في مقر المهرجان، وتمثل جناح أنشطة دولة الإمارات، خصوصاً العناصر التي قامت الإمارات بتسجيلها ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني غير المادي، وهي «الصقارة» و«السدو» و«التغرودة». وعبر مجموعة من بيوت الشعر التراثية التقليدية يتم عرض الحرف الإماراتية، حيث يتم من خلال سوق الحرفيات التي تشرف عليها مبادرة «صوغة» التي أطلقها صندوق خليفة لتطوير المشاريع، وبالتعاون مع اللجنة، لإبراز فنون الطهي والحناء والحرف التقليدية، مثل «السدو» و«التلي». كما يتم تنظيم ورش تدريبية حول كيفية تعبئة وتغليف المنتجات التراثية بشكل عصري، إضافة لعروض الملابس الشعبية والحلي الإماراتية، وعرض لأجود أنواع التمور الإماراتية «تمور الفوعة». وتتضمن المشاركة الإماراتية استعراضات للصقارين الإماراتيين ومعدات الصقارة التقليدية، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، وعروضاً للإبل، منها عرض شدات الجمال ومعداتها، بالتعاون مع مهرجان الظفرة، وعروضاً للفروسية ولأهم معدات الخيول، إضافة إلى فن إعداد وتقديم القهوة العربية التقليدية. الامارات اليوم