اقتربت ساعة المفاصلة في الانتخابات الرئاسية المصرية بين المرشحين الرئاسيين؛ حمدين صباحي وعبدالفتاح السيسي، وقد تبلورت رؤية المرشحين أمام الناخب المصري، فقد أصدر صباحي برنامجه مفصلاً في كتيب وزعه على الناخبين، فيما اكتفى السيسي بطرح الخطوط العامة لرؤيته سواء في الملف الداخلي أو الخارجي عبر حواراته وتصريحاته. السيسي..37 عاماً في العسكرية ■ الاسم: عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسي. ■ محل وتاريخ الميلاد: القاهرة 19 نوفمبر 1954. ■ تاريخ التخرج في الكلية الحربية: أبريل 1977 سلاح المشاة. ■ الحالة الاجتماعية: متزوج. ■ الأبناء: أربعة أبناء (ثلاثة أولاد وبنت). المؤهلات العسكرية: ■ بكالوريوس العلوم العسكرية 1977. ■ ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان 1987. ■ ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية 1992. ■ زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية 2003. ■ زمالة كلية الحرب العليا الأميركية 2006. الوظائف السابقة: ■ رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع. ■ قائد كتيبة مشاة ميكانيكي. ■ ملحق دفاع بالسعودية. ■ رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية. ■ مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع. ■ القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي (2012). ■ رقي إلى رتبة مشير في يناير 2014. الأنواط والميداليات: ■ ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998. ■ نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية 2005. ■ نوط الخدمة الممتازة 2007. ■ ميدالية 25 يناير 2012. ■ نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى 2012. صباحي.. صحافي وبرلماني سابق ■ الاسم: حمدين عبدالعاطي عبدالمقصود صباحي. ■ ولد في 5 يوليو 1954 بمدينة بلطيم لأب وأم من بسطاء الصيادين. ■ أسس رابطة الطلاب الناصريين في مدرسة الشهيد جلال الدين الدسوقي، وانتخب رئيساً لاتحاد الطلاب فيها. ■ انتخب رئيساً لاتحاد كلية الإعلام عام 1975، ثم نائب رئيس اتحاد مصر 1976-1977. ■ رأس تحرير جريدة «صوت الطلاب» المعبرة عن الحركة الطلابية المصرية في السبعينات. ■ واجه الرئيس الراحل محمد أنور السادات أثناء تظاهرة أذيعت على الهواء، وانتقد سياساته المختلفة عن الحقبة الناصرية. ■ عارض زيارة السادات للقدس واتفاقات كامب ديفيد، واعتقل في أحداث سبتمبر 1981. ■ عمل في صحيفة «الموقف العربي» و«صوت العرب» الناصرية. ■ اعتقل في مواجهة قانون المالك والمستأجر عام 1997، وفي تظاهرات غزو العراق 2003، رغم حصانته البرلمانية. ■ فاز بعضوية مجلس الشعب عام 2005 بعد معركة مع الشرطة استشهد فيها أحد أعضاء حملته وهو جمعة الزفتاوي. ■ أسس جريدة «الكرامة» المعبرة عن التيار الناصري، كما كان أحد مؤسسي الحركة المصرية للتغيير (كفاية) التي لعبت دوراً في التمهيد لثورة 25 يناير، كذلك أسهم في معظم محاولات إقامة أحزاب وأندية ناصرية في مصر. برنامج صباحي يتركز برنامج صباحي في ثلاثة محاور أساسية هي: بناء نظام سياسي ديمقراطي، وإقامة عدالة اجتماعية ونصيب عادل من الثروة الوطنية لكل مواطن، وكفالة استقلال مصر الوطني. ويأتي المحور الأول في برنامج صباحي عبر تعزيز الحريات وحقوق التظاهر والإضراب والاعتصام، وإطلاق الحق في تأسيس الأحزاب والصحف وحرية وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات والنقابات المستقلة، وفي ضمان نزاهة وديمقراطية وشفافية الانتخابات بدءاً من موقع رئيس الجمهورية، ومروراً بالبرلمان والمجالس المحلية واتحادات الطلاب، ووصولاً إلى عمدة القرية. أما المحور الثاني، أي ما يتعلق بالعدالة الاجماعية، فيرى برنامج حمدين أنها كانت هدفاً رئيساً في ثورة 25 يناير، ويمكن أن تقوم عبر تحرير الاقتصاد الوطني من الفساد والاحتكار، والاعتماد على ثلاثة قطاعات رئيسة للنهوض بالاقتصاد المصري، هي: قطاع عام متحرر من البيروقراطية، وقطاع تعاوني يعظم القدرات الإنتاجية والمنافسة، وقطاع خاص تقوده رأسمالية وطنية. كما تقوم أيضاً عبر حصر كل الأراضي الصحراوية التي يمكن استصلاحها، على أن يكون لكل مواطن، وفي مقدمتهم الشباب فوق ال21 سنة، نصيب عادل منها، والعناية بأوضاع الفلاحين وإسقاط الديون عنهم، وتلبية احتياجاتهم الضرورية للقيام بدورهم الرئيس في نهضة مصر. وعبر توفير شبكة خدمات صحية عادلة وواسعة، ومن تشريعات جديدة تضمن حق المواطن في العلاج المجاني لغير القادرين، وعمل شبكة تأمين اجتماعي شامل. أما استقلال مصر الوطني واستعادة دورها القومي والإقليمي ومكانتها الدولية، وهو المحور الثالث، فيأتي عبر تعزيز قدرات مصر التنموية في مجالها السياسىي والجغرافي والدولي، والسعي لعودة مصر إلى دوائرها الطبيعية في العالم العربي، وداعمة لحقوق الشعب العربي. برنامج السيسي أما برنامج المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، فهو لم يتخذ شكل الإعلان المباشر كما فعل حمدين صباحي، وإنما تتضح خطوطه العريضة عبر تواصل السيسي الإعلامي مع الصحف والقنوات المختلفة، ففي حوار للسيسي مع جريدة «الأهرام» في 16 مايو الجاري، قال إن أولوية برنامجه إحداث نقلة في البنية الأساسية، فالمصريون يعيشون على 7% فقط من مساحة البلاد، وذلك عبر توسعة خريطة مصر العمرانية خلال عامين، ليعيشوا على 30-35% من مساحة البلاد. وسيتم طبقاً لهذا الهدف إنشاء ما بين 4000 و5000 كيلومتر من الطرق لتحقيق الربط وسهولة الاتصال والحركة بين مناطق البلاد. كذلك أكد السيسي في لقائه مع قناة «الحياة» استهدافه لإقامة 22 مدينة جديدة وثمانية مطارات، وتبني مشروع الدكتور فاروق الباز بجعل منفذ بحري وظهير صحراوي لكل محافظة، بما يحدث انقلاباً إدارياً وتنموياً في البلاد. وستتم إضافة 10 آلاف ميغاوات من الطاقة الشمسية من خلال إقامة ثلاث محطات كبرى في جنوب هضبة الفيوم، وشرق العوينات، وأسوان، وقد أظهرت الدراسات أن أرض مصر كلها تسمح لعمل تسع ساعات يومياً من الطاقة الشمسية. وسيتم تخصيص ما بين ثلاثة وأربعة مليارات جنيه لكل محافظة في العام الأول، لتطوير البنية الأساسية، ووضع مصر على خريطة الاستثمار، مع الاهتمام بمحافظات الصعيد وسيناء ومطروح ومنطقة حلايب وشلاتين. وبالنسبة لمياه الري، يرتب البرنامج لبدائل، منها ترشيد استخدام المياه عن طريق تطوير نظم الري للمساحة المزروعة، لتوفير 10 مليارات متر مكعب من المياه من أجل استخدامها في الاستصلاح. وعلى مستوى الزراعة هناك في البرنامج مشروع لإقامة مصانع زراعية، عبارة عن صوبة متعددة المستويات تقام على ثلاثة طوابق فوق الفدان الواحد، وهذا الفدان بهذه الطريقة يستهلك 10% فقط مما يستهلكه الفدان الذي يروى بالنظام العادي، ويحقق ثمانية أمثال إنتاجية الفدان في الأرض القديمة، ويوفر فرص عمل من 8 إلى 12 فرصة، ويمكن زراعته بالخضراوات والفواكه والنباتات الطبية، لتزرع الأرض القديمة بالذرة والأرز والقمح. هناك أيضاً أفكار كثيرة لترشيد الإنفاق، مثل عدم استخدام 20% من السيارات يوماً واحداً في الأسبوع، وهذا معناه خفض استهلاك الوقود 20%. كذلك أفكار عن حسن إدارة أصول الدولة. وهناك مشروع ضخم لتطوير أسطول نقل البضائع والسلع، لتجنب فقد ما نسبته 20 إلى 25% من المنتجات بسبب ظروف التعبئة والنقل، ومشروع ضخم آخر لتربية الماشية لتوفير اللحوم والألبان بأسعار رخيصة، وثالث لتوفير السلع الغذائية في المجمعات الاستهلاكية لضرب الغلاء والجشع. أما المشروعات القومية الكبرى فهي ممر التنمية، ومحور قناة السويس، وتنمية سيناء، وكذلك وصل غرب النيل بشرقه، والوصول بمحافظات الصعيد إلى البحر الأحمر. ومشروع ممر التنمية يشمل إنشاء طريق بطول 1200 كيلومتر، ومثل هذا الطريق ينشأ في 10 سنوات، لكن طبقاً لبرنامج السيسي، وحسب تصريحاته، لن يستغرق أكثر من 18 شهراً. فروقات المرشحين لا تظهر القراءة البرامجية العابرة الاختلافات الواضحة بين السيسي وصباحي، فكلا المرشحين يتحدث عن التنمية، وعن إقامة دولة حديثة، وعن التزامه بمرجعيات ثورة 25 يناير و30 يونيو، وبالدستور، وحتى بالتزامات مصر الدولية، وعن مواجهة الفقر، لكن الفروقات الدقيقة تظهرها التصريحات الإعلامية بشكل أوضح. فبينما أكد صباحي في تصريح له لجريدة «الفجر» في 17 مايو الجاري اعتزامه تعديل «كامب ديفيد» وأن «اتجاهه لتغيير الاتفاقية ليس دغدغة لمشاعر الشعب أو مغازلته لاستهداف كسب مزيد من الأصوات في السباق الانتخابي، بل لأن تعديل اتفاقية كامب ديفيد يستهدف احترام سيادة مصر وتمكين الجيش المصري من بسط هيمنته وسيطرته على كل شبر بسيناء»، تمسك السيسي في المقابل في كل حواراته بالتزام مصر بالاتفاقات الدولية بما فيها «كامب ديفيد» التي يمكن تعديلها إذا تطلب الأمر ذلك. - كذلك فإن موقف حمدين صباحي من فض اعتصام رابعة كما قاله في حوار مع قناة «التحرير» هو أنه يعتبر «فض الاعتصام مطلباً شعبياً يؤيده، لكن الأمن استخدم القوة المفرطة، كما أنه يعتبر أن كل الدم المصري حرام». في المقابل فإن السيسي يدافع عن سياسات 30 يونيو من فض رابعة حتى اليوم كاملة، واعتبر في حواره مع قناتي «النهار» و«دريم» في 19 مايو الجاري، أن «الهجوم والعدوان أتى من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي». كذلك أيضاً فإن موقف صباحي من ضرورة «القصاص لشهداء الثورة» في كل تصريحاته وآخرها ل«رويترز» في مايو الجاري محسومة، لكن السيسي حدد موقفه في هذه النقطة في لقائه مع قناة «النهار» بأنه «مع العدالة الانتقالية، لكنه يفضل أن تأتي في إطار من التسامح والتراضي». كذلك يدافع صباحي عن ضرورة إخضاع ميزانية الجيش للرقابة، بينما يتوسع السيسي في مفهوم الأمن القومي ليس فقط برفض هذه الرقابة، بل باعتباره الإعلان التفصيلي عن مشروعاته نوعاً من الاضرار (حواره مع قناة النهار في 19 مايو الجاري). هناك كذلك مواقف لصباحي من ضرورة إعادة النظر في قانون التظاهر، ومن استمرارية الثورة، والدعوة لموجة ثورية ثالثة ما لم تلبّ مطالب الشارع، بينما السيسي مهموم أكثر باستعادة الدولة وهيبتها وتأمين الحدود، إلى الحد الذي أعلن اعتزامه إعطاء دورات للشباب في كلية الدفاع الوطني، كما أكد ذلك في حواره مع «سكاي نيوز» مطلع الشهر الجاري. الامارات اليوم