أبوظبي - منّي بونعامه افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع،مساء أمس الأول، معرض "المعلقات" للشاعر والفنان السوري أدونيس، الذي ينظمه جاليري سلوى زيدان في منطقة السعديات بأبوظبي، ويستمر حتى 19 يونيو/حزيران . حضر حفل الافتتاح الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، والدكتور زكي نسيبه المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، ولفيف من الفنانين والمهتمين . قالت سلوى زيدان، مديرة الجاليري: "إن افتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للمعرض وسام فخر لنا ولأدونيس، وهو استمرار لنهجه ودعمه المتواصل للفن والثقافة بأشكالها كافة، ومتابعته وتواصله مع ما يحدث على الساحة الثقافية في الإمارات وفي أبوظبي على وجه الخصوص من نشاطات ومعارض فنية وغيرها" . وأضافت: "يعد أدونيس شخصية فكرية وثقافية على قدر كبير من الأهمية في العالم العربي اليوم، لذلك فإن تنظيم معرضه "المعلقات" في الجاليري يشكّل إضافة كبيرة لنا، لما يمثّله من مرحلة مهمة وجديدة تضاف في تاريخ أدونيس الإبداعي والفني، ولفتة واضحة منه لأهم الشعراء العرب للعودة بنا لأهم معلقاتهم وقراءتها من جديد في أعماله، وهو يعيد لأذهاننا بصرياً معلقات الكبار من شعرائنا الذين نسيناهم أو تناسيناهم ليكمل بذلك ما بدأه منذ 70 عاماً، في نشر الثقافة والفن والشعر والمعرفة والحكمة وهو اليوم يجمع كل ذلك في أعماله الفنية المعروضة . وقال أدونيس: "إن اختيار المعلقات عنواناً لمعرضه الفني نابع من رغبته في التعبير عن حالة العرب، الثقافية والاجتماعية، قبل الإسلام، والتعلّق بالحرية وحب المغامرة لدى الإنسان العربي، وإظهار لما تزخر به المعلقات من قيم ومثل عظيمة، وتذكير للعرب بها، لأنهم لا يتحدثون إلا عن الماضي، وفي الماضي لا يتكلمون إلا عن الشعر، وفي الشعر لا يتحدثون إلا عن ما يرمز له من قيم ومثل عليا، وذلك لبيان العلاقة بين أقوال العرب وأفعالهم" . وأشار إلى أن المعلقات تطرح مشكلات الفرد والعلاقة مع الجماعة، وبين الإنسان والإنسان، نظراً لما تنطوي عليه من معاني متفردة يمكن أن نتحاور معها في وقتنا الراهن، لأنها تعكس عمق الماضي الحي الذي يمتد إلى الحاضر، مؤكداً أنه لا يمكن حل المشكلات التي يعانيها المجتمع العربي في الراهن إلا بعزل ما هو معيق للنهضة، لأن العرب حاولوا على مدى خمسين عاماً الماضية تغيير واقعهم السياسي، واستبدال أنظمة بأخرى، ولم يتغير شيء، لأن مكمن المشكل لا يتجسد في الأنظمة أياً كانت طبيعتها، بل في المجتمع، لذلك لا بد من تغيير المجتمع . وأكد أنه لا بد من إعادة قراءة الذات الثقافية العربية قراءة جديدة وحرة، لإنتاج ثقافة جديدة وتأسيس مجتمع جديد، مشيراً إلى أن الدين يجب أن يبقى شأناً فردياً بمعزل عن الدولة والمؤسسات إذا أردنا أن نحذو حذو الدول المتطورة في العالم مثل فرنسا وبريطانيا وغيرهما، بل إن هناك دولاً إفريقية حديثة النشأة أكثر تقدماً من العرب . وذهب أدونيس إلى أنه لا بد من إجراء مراجعات للفكر والثقافة العربية بدل الاعتماد على الثورة، التي شوهت في الواقع حقيقة الثورة وجمالها . ويعد هذا المعرض حصيلة جهد أربع سنوات من العمل (2008 2014) ويتضمن 10 معلقات كتبت بالخط العربي والكولاج بحجم كبير (60*150 سم)، لأول مرة، وهي للشعراء الكبار: امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى، طرفة بن العبد، الحارث بن حلزة، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد، لبيد بن ربيعة، عبيد بن الأبرص، الأعشى، النابغة الذبياني . كما يحتوي المعرض 14 لوحة متوسطة الحجم تتضمن قصائد متفرقة لأبي الطيب المتنبي، أبي العلاء المعري،كثيّر عزة، العباس بن الأحنف، بشار بن برد، عبد المحسن الصوري وغيرهم، وقد جمع أدونيس في هذه اللوحات بين اللغة الشعرية والبصرية موظفاً الألوان، الأحمر، الأصفر، الأسود للتعبير عن طبيعة النص وما ينطوي عليه من حيوية تعتمد على التذوق والإحساس . الخليج الامارتية