العربية.نت سجل الدولار الأمريكي، ومعه كل من الذهب والفضة، انخفاضات حادة خلال اليومين الماضيين مخترقين مستويات لم يلامسوها منذ عدة شهور، وذلك بالتزامن مع شيوع الآمال بانفراج بشأن "الهاوية المالية" في الولاياتالمتحدة، وهو ما فتح شهية المستثمرين للدخول في الأسواق ذات المخاطر العالية كالأسهم والسندات، والخروج من أسواق "الملاذات الآمنة". وهبط الدولار الأمريكي الى أدنى مستوى له أمام اليورو الأوروبي منذ مايو الماضي، ليرتفع سعر صرف اليورو عن مستوى 1.32 وهو السعر الذي لم تشهده الأسواق منذ سبعة شهور، ليقترب اليورو بذلك من انهاء العام 2012 على ارتفاع اجمالي أمام الدولار بلغت نسبته 1.3% . أما الذهب فسجل أدنى مستوى له منذ أغسطس الماضي، خلال تداولات الخميس ليهبط الى ما دون مستوى 1645 دولارا للأونصة الواحدة، فيما سجلت الفضة يوم الخميس أدنى مستوى لها في أربعة شهور عند مستوى 29.9 دولار للأوقية. ويرجع الكثير من المحللين هذه الموجة من الهبوط الى ارتفاع شهية المخاطرة عند المستثمرين بعد البيانات الايجابية العديدة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي، سواء ما يتعلق بنسبة النمو التي تجاوزت الثلاثة في المئة، أو ما يتعلق بالتقدم في المباحثات بين الجمهوريين والديمقراطيين من أجل تجنيب الولاياتالمتحدة الانحدار الى "الهاوية المالية" مع مطلع العام 2013. لكن انخفاض الدولار الأمريكي بشكل خاص تأثر اضافة الى هذه الأسباب بقرار الفدرالي الأمريكي ضخ مزيد من السيولة في الأسواق في اطار موجة جديدة من "التيسير الكمي" من المفترض أن تتضمن ضخ ما يزيد عن 45 مليار دولار أمريكي، وذلك بحسب ما قال المحلل المختص في العملات ياسر رواشدة . واضاف رواشدة ان الدولار الأمريكي اخترق نقاط مقاومة مهمة أسهمت في مزيد من انخفاضه كان اهمها مستوى 1.137، مشيراً الى أن الاخبار الايجابية بشأن "الهاوية المالية"، وارتفاع الأسهم، أضعف الدولار لأن شهية المستثمرين نحو المخاطرة ارتفعت بشكل كبير، ويرى رواشدة أن المزيد من الانخفاض في الدولار الأمريكي لا يزال أمراً ممكناً. أما ما يتعلق بهبوط الذهب فقال انه يرجع الى "تغيير المراكز بالنسبة للمحافظ الاستثمارية، فضلاً عن أن السيولة عادة ما تنخفض في نهاية كل سنة من الاسواق بشكل عام". وتوقع رواشدة، ان يعود الذهب للارتفاع مع بداية العام القادم، حيث تعود السيولة الى الاسواق، بما في ذلك أسواق السلع، وخاصة الذهب الذي يمثل الملاذ الآمن للمستثمرين.