مواضيع ذات صلة القاهرة من عمر عبدالجواد قال القيادي في الجماعة الإسلامية في مصر عبود الزمر إن السبيل للخروج من الأزمة الحالية التي تشهدها بلاده، هو إدراك النخب السياسية المختلفة، ان الصناديق هي الفيصل بينها وبين المختلفين معها. واشار في حوار مع «الراي» إلى أن أصول الحوار الديموقراطي ترتبط باللجوء إلى الشعب، ودون الأخذ بتلك المعايير، لأن الاستبداد لن يكون هو لغة الحوار، وقال إن الجماعة تتحفظ على مشروع الدستور، ومع هذا وافقت عليه من أجل الاستقرار. وفي الآتي نص الحوار: لماذا رفضت التيارات الإسلامية التوافق مع المعارضة في إعادة النظر بتأجيل الاستفتاء على الدستور حتى يتحقق الوفاق الوطني؟ - رفضنا اللجوء إلى مطالب تأجيل الاستفتاء، باعتبار أننا استشعرنا عدم حسن نوايا النخبة المعارضة، فقد أسهموا في وضع أغلب مواد الدستور، وعندما حدث خلاف حول مواد بعينها لجأوا إلى الانسحاب رغم تأكدهم من أن مصر تحتاج إلى الاستقرار. فقد مر على قيام الثورة ونجاحها عامان، ورغم هذا لانزال نبحث عن مصادر السلطات. والدستور اشتمل على مواد تؤكد إمكانية التعديل مستقبلا من خلال طلبات يوافق عليها برلمانيون، ولم ترض النخبة بديلا سوى بإسقاط الإعلان الدستوري. وتحقق لها ما تريد، ثم انتقلت إلى مطالبتها الرئيس بتأجيل الاستفتاء على الدستور، وإذا تحقق لها ذلك فسيكون مطلبها الثالث بأن الدستور غير صالح بالمرة مثلما يشيعون الآن. ويبدأون في تشكيل لجنة تأسيسية لوضع الدستور، ونستمر 6 أشهر مقبلة، وبعدها أثق أن السيناريو بعينه سيتكرر. وهكذا سيبقى الرئيس محمد مرسي طوال مدته الأولى يبحث عن مؤسسات الدولة فلا يجدها، فالاستفتاء هو المخرج الوحيد من الأزمة التي تثيرها النخبة، فلا يعقل أن تكون جماعة أو تيار بعينهم مهما كان حجمه وصيا على الشعب. لقد أحسن الرئيس عندما ترك للشعب حرية الاختيار، وجاءت النتيجة إيجابية وعلى الجميع احترام هذه الآلية التي هي محل اتفاق في كل دول العالم، وقد أكدت الجماعة الإسلامية منذ بداية أزمة الخلاف أنها ضد من يقف ويحول بين الجماهير وبين إرادتها الحرة بالتعرض لعملية الاستفتاء ومنعهم من التصويت كما صرحت بعض قيادات جبهة الإنقاذ الوطني. بماذا تفسرون ما تعتبرونه سعي القوى المعارضة لتعطيل الاستفتاء ورفضها دعوات الحوار الوطني الذي دعا إليه مرسي مرارا وآخرها الدعوة لحوار اليوم؟ - تحركات المعارضة لا تراعي مصلحة الوطن وتقف وراءها أبعاد شخصية ورغبة جامحة في تحقيق مكاسب سياسية لم يستطيعوا الحصول عليها من خلال القنوات الشرعية، وهم لا يبحثون في حقيقة الموقف عن مصلحة البلاد فهم يغلقون كل الأبواب أمام أي حوار وطني جاد من أجل الخروج من المأزق، ويضعون العراقيل لتبقى البلاد في صراع دائم ويظل الموقف متأزما. فرغم أن الجماعة الإسلامية لها ملاحظات وتحفظات على الدستور باعتباره لا يفي بكل تطلعات أبنائها بعد الثورة، فإننا رغبنا إلى الموافقة عليه سعيا لتحقيق التوافق الوطني ومرور المرحلة الانتقالية. الإسلاميون يتهمون جبهة الإنقاذ الوطني بالسعي إلى إسقاط مؤسسة الرئاسة. لماذا الإصرار على هذا؟ - تداعيات الأحداث ومحاصرة قصر الاتحادية، رمز الرئاسة، وما تبعه من حرق لمقرات الأحزاب الإسلامية وأكثرها نصيبا من الحرق حزب الحرية والعدالة، الذي ينتمي إليه رئيس البلاد، يكشف عن وجود مخطط غير مستبعد لإسقاط الرئاسة. ولكن يجب على الجميع أن يعلم ويدرك أن المدخل للقصر الجمهوري لن يكون إلا من خلال صناديق الاقتراع الحرة النزيهة، ومن يحاول الدخول عبر الأسوار وفوق الحواجز فسيتعرض في النهاية للمساءلة القانونية وفقا لأحكام القانون والدستور للخارجين عن الشرعية. لماذا تتهمون معارضيكم بأنهم يستعينون بفلول الحزب الوطني المنحل؟ - انضمام الفلول مأساة ينبغي أن تتحرر منها القوى الوطنية، فهذا التحالف سيظل وصمة عار في وجه القوى المتحالفة معهم، وأنا أعتبر أن هذا الموقف كشف الوجه الحقيقي للشخصيات التي تدعي الوطنية. تحالفت بمنتهى الوضوح مع فلول النظام السابق، ما يجعلنا لا نثق مطلقا في هذه القيادات، حيث إنهم وقعوا في فخ الفلول الذين يسعون بكل جهدهم وما يملكون لإسقاط الدستور الذي يحتوي على مادة خاصة بالعزل السياسي. هذا يعني أن هذا التقارب مزعج للإسلاميين... أو كما يقولون مخيف؟ - في جميع الأحوال لا يمكن التفكير في كون ذلك التحالف مزعجا للإسلاميين، لأن الفلول موقفهم في مصر معروف، فقد ذاق الشعب جميعه بسببهم سوء العذاب، وحتى إن لم يرد النص الدستوري على عزلهم فقد كان الشعب سيعزلهم بنفسه دون انتظار بالإرادة الشعبية وهم يتصورون أن لهم شعبية يمكن أن يعودوا من خلالها لممارسة العمل السياسي وهم في ذلك يغالطون الواقع.