243 شظية في جسده.. عسكري سوري ل"فارس": لن تثنيني الإصابات عن مواصلة القتال لم يكن غيث على علم بأن مئات الأمتار المتبقية أمامه ورفاقه قبل وصولهم إلى إحدى النقاط العسكرية أثناء قيامهم بإحدى المهام، تخفي خلفها مجموعة من الشظايا والجروح التي سترسم على كامل جسده لوحة قد تذكّره يوماً بما مرّت به بلاده، سوريا، على مدار أكثر من ثلاث سنوات. دمشق (فارس) قصة غيث منذر الحرك وهو أحد جنود الجيش السوري، واحدة من القصص التي تخوض في غمار الحرب التي مرت على سوريا، تحت مسمى "الثورة"، فاستبدلت حياتهم من الهدوء، إلى زمن يحسب بدقائقه في كل معركة اندلعت على جبهات القتال ضد الميليشيات المسلحة التي اقتحمت أمن البلاد تحت شعارات عدة. تلك "الثورة" كما كان يطلق عليها في وسائل الإعلام الغربية والخليجية، قبل أن يعتمد مصطلح "الحرب السورية"، جرت إلى سوريا، الكثير من الدمار وآلاف الضحايا. يروي الجندي غيث لوكالة أنباء فارس، تفاصيل الإصابة التي ملأت جسده النحيل والتي لم تمنعه من مقاومتها رغم خطورتها للوصول إلى الشفاء ومن ثم العودة إلى ميادين المعارك. يقول غيث لوكالة أنباء فارس، أنه وبعد تكليفه مع مجموعة من زملائه بمهمة الذهاب إلى إحدى مستودعات الجيش السوري لجلب بعضاً من الإمدادات العسكرية إلى نقطة تمركزهم الرئيسية في صحراء تدمر، وهم على الطريق الصحرواي باتجاه المستودع يقول غيث، وقبل وصولنا إلى المستودع الذي كان يبعد عنا مئات الأمتار فقط، فوجئنا بوابل من الرصاص باتجاهنا، حيث كانت الميليشيات قد نصبت لنا كميناً على الطريق بهدف ضرب قافلتنا ومن ثم الاستعداد لغزو المستودع. يضيف غيث صاحب رتبة "رقيب" في الجيش السوري قائلاً: "لم نع في لحظتها إن كان أحد منا قد أصيب، فقد نزلنا بسرعة من عرباتنا وبدأنا عملية الردّ السريع على مصادر إطلاق النار، محاولين صدّهم ونحن نتّجه إلى المستودع الذي لم يكن يبعد عنّا كثيراً، لم يكن في ذهننا أي شيء نفكّر به سوى صد الهجوم ومن ثم الوصول إلى المستودع للتحصّن فيه، فالمنطقة التي كنا بها منطقة مفتوحة، ولا تصلح لأن نستخدم فيها أي شيء نتحصن به سوى عرباتنا التي كانت هدف المسلحين الأول بهدف إعطابها ومنعنا من الاقتراب منها واستخدامها". ويتابع: "استطعنا بعد ساعة من الاشتباك، أن نصل إلى المستودع الذي قام عناصر حمايته بمؤازرتنا ومساعدتنا في صدّ الهجوم، وعندما استشعر هؤلاء المسلحون فشلهم في التمكّن منّا بدؤوا باستخدام الصواريخ وقذائف الهاون التي بدأت بالتساقط علينا كالمطر، حتى سقط بجانبي إحدى الصواريخ وأصبت بعدة إصابات في جسدي كاملاً مع ما يقارب العشر كسور في ساقاي، وتمّ إسعافنا أنا وزملائي المصابين إلى أحد المشافي القريبة لأكتشف بعدها أن ما يقارب ال"243" شظية قد اخترقت جسدي، خاصة في منطقة الصدر والبطن حيث اخترقت الشظايا منطقة البطن بشكل شبه كامل أدت إلى تمزّق في الطحال والمعدة، إضافة إلى شظايا ضربت العين اليسرى، والتي تحتاج إلى عملية الآن لمعالجتها، حيث تكفّلت المؤسسة العسكرية بإجرائها وعلاجها". ولدى سؤاله عن ما يطلبه من الحكومة السورية كونه "مصاب حرب"، يؤكد غيث أنه لا يريد شيئاً طالما العلاج متوفر بشكل كامل، متمنياً شفاءه بصورة سريعة ليعود مع زملائه إلى حيث يجب أن يكون، على جبهات القتال. وشدد غيث، على أن الإصابات على جسده، لن تثنيه عن خوض معارك أخرى بعد حصوله على الإذن من طبيبه المشرف عليه والاطمئنان الكامل على جراحه التي بدأت تتعافى بصورة جيدة. /2926/ وكالة الانباء الايرانية