فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عشوائية جراحات "قص المعدة" تثير الجدل


كتب - عبدالمجيد حمدي:
تحولت جراحات "قص المعدة" إلى حل سحري وطريق سريع لإنقاص الوزن ليس فقط لأصحاب الأوزان الثقيلة، ولكن أيضاً لكثير من الحالمين بالرشاقة والوزن المثالي، والذين لا تستوجب حالتهم إجراء تلك الجراحات.
عشوائية إجراء عمليات قص المعدة .. وترويج بعض المراكز والمستشفيات العالمية لهذا النوع من الجراحات الدقيقة التي تصل تكاليف إجرائها إلى 65 ألف ريال للعملية الواحدة دفع الأطباء والمختصين إلى التحذير من إجرائها دون ضوابط ومعايير وشروط طبية.
فرغم تأكيد الأطباء على أهمية عمليات قص المعدة لبعض أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن، إلا أنهم يحذرون من إجرائها لمرضى لا تزيد أوزانهم على 35% من الوزن الطبيعي.
وأكدوا أن المضاعفات المحتملة في بعض الحالات النادرة تنحصر في ضيق بالمعدة أو حدوث تسرب وقد يكون السبب عدم اتباع المريض التعليمات الغذائية المطلوبة عقب إجراء الجراحة بتناول بعض أنواع الأطعمة وبكميات محددة خلال الأسابيع الأولى من العملية، لافتين إلى أن مخالفة تلك التعليمات تسبب انتكاسة كبيرة لحالة المرض.
وأشاروا إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الأطباء المعالجين لتحديد مدى حاجة المريض لإجراء جراحات قص المعدة ، فضلا عن اتباع نمط غذائي معين خلال الستة أشهر الأولى على الأقل وإن لم يكن العام الأول من إجراء الجراحة.
وكشفوا عن إجراء 800 عملية قص للمعدة خلال العام الماضي بمستشفى حمد ومن المنتظر أن يزيد العدد إلى 1000 مع نهاية هذا العام لافتين إلى أن عمليات قص المعدة مفيدة حسب الدراسات والأبحاث والتي أثبتت أنها تعالج مرضى السكري من النوع الثاني وتقضي على السكر تماماً بنسبه 84 % وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا لمثل هذا النوع من الجراحات.
وأكد أطباء وأخصائيون نفسيون أن إجراء هذه الجراحات يُسهم بصورة كبيرة في تحسن الصحة النفسية للفرد وأنها تجعل الفرد يشعر بثقة في نفسه بصورة أفضل وتجعله يشعر بأنه مقبول اجتماعياً.
وحذروا من الآثار النفسية التي قد يتعرض لها بعض المرضى بعد إجراء العملية فيصابوا بالقلق والاكتئاب والتوتر، نتيجة عدم تعودهم على مظهرهم الجديد، داعين المرضى لمراجعة الأطباء النفسيين قبل وبعد إجراء جراحات إنقاص الوزن.
يأتي ذلك فيما اختلف مواطنون بين مؤيد ومعارض لإجراء مثل هذه الجراحة، حيث أكد البعض أن إجراءها له عواقب سلبية وخيمة وكشفوا عن تجارب شخصية لبعض أصدقائهم جعلتهم يرون أن اتباع أسلوب غذائي لتقليل الوزن هو الأفضل من إجراء الجراحة.
وأشاروا إلى تحول جراحات قص وتدبيس المعدة إلى تجارة عشوائية تقوم بها مراكز التجميل والمستشفيات الخاصة ما يتطلب توعية المرضى بعدم اللجوء إلى إجرائها إلا في حالة الضرورة الطبية، وعلى أيدي أطباء محترفين لتجنب الأضرار الجانبية.
فيما يرى آخرون أنها الأفضل والأنسب للتخلص من الوزن الزائد بشكل أسرع وأضمن.
د.عبدالله الحمق: الجراحة تشفي مرضى السكري المصابون بالسمنة
يشير الدكتور عبدالله الحمق مدير الجمعية القطرية للسكري إلى أن الأبحاث العلمية حول العالم أثبتت فوائد عمليات قص المعدة لمريض السكري من النوع الثاني المصاب بالسمنة.
وقال : حققت عمليات قص المعدة نجاحا ملحوظا في علاج مرض السكري من النوع الثاني حيث ثبت أنه من الممكن أن يشفي المريض من السكري وأمراض أخرى تتعلق بالسمنة مثل الضغط والكوليسترول وآلام الظهر والركبة، حيث يتغير التمثيل الغذائي بالجسم بعد 24 ساعة فقط من إجراء العملية فالمسألة ليست مسألة تقليل الأكل فقط نتيجة لتقليل حجم المعدة ولكن هناك بعض الهرمونات التي يتم التخلص منها مع عمليات قص نصف المعدة أو ثلاثة أرباعها فالهرمونات التي تجعل الإنسان يشعر بالجوع لا تكون موجودة بعد الجراحة فيرى الإنسان الطعام ولكن لا توجد شهية له بخلاف عمليات ربط المعدة التي تجعل الشخص في صراع مع الطعام لأن هرمون الجوع يظل موجودا.
وأشار إلى أن مثل هذه الجراحات لها شروط معينة بحيث لا تقل كتلة الجسم عن 35 % وهو ما يتم تطبيقه في قطر، أما في دول أخرى فالأمر غير منضبط حيث يتم إجراؤها لمن يرغب ويدفع دون مراعاة للاشتراطات الطبية، لذلك فقد صارت موضة لدي الكثير من الفئات خاصة الفتيات لكل من تريد أن تصبح رشيقة القوم بغض النظر عن إمكانية قبول الجسم لها طبيا أم لا.
وأوضح أنه مع مراعاة الضوابط الطبية المطلوب توافرها في كل مريض فإن مثل هذه العمليات تكون مناسبة جداً لمرضى السكري وأثبتت أنها الأفضل لمن لا يستطيعون تقليل أوزانهم من خلال اتباع أنظمة غذائية وأنشطة رياضية محددة.
د. هاشم السيد: الأخطاء الطبية نادرة .. وعودة السمنة واردة
د. هاشم السيد أستاذ مساعد بكلية الطب جامعة وايل كورنيل استشاري أول طب الأسرة: قبل إجراء عملية قص المعدة ينبغي علينا أولاً تعريف مصطلح السمنة الزائدة، وتناسبها مع كتلة الجسم، على أساس معادلة تعرف بمعادلة BMI وهي اختصار لمصطلح Body mass index وتقاس بمعدل الوزن على تربيع الطول، أي مساحة الجسم، وحسب هذه المعادلة يستطيع الأطباء تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من سمنة زائدة مفرطة أم لا؟ وعادة يتم تحديد هذه الكتلة بأنها تبلغ 35 كيلو فوق الوزن الملائم للجسم فإذا كان الجسم وزنه الطبيعي مثلا 80 كيلو جراما فإن من يبلغ وزنه 115 يكون مناسبا لإجراء مثل هذه الجراحة، حيث إن من يلجأ إلى هذه العملية هو الشخص الذي يعاني من سمنة زائدة ولا يستطيع خفض وزنه عن طريق اتباع حمية غذائية أو عن طريق ممارسة الرياضة، ويكون اللجوء إلى هذه العمليات للتخلص من الوزن الزائد هو آخر الحلول وليس أولها.
وأوضح أن عمليات قص المعدة مفيدة جدا حسب الدراسات والأبحاث والتي أثبتت أنها تعالج مرضى السكري من النوع الثاني وتقضي على السكر تماما بنسبه 84 % وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا لمثل هذا النوع من الجراحات.
وأشار إلى أن مسألة عودة الجسم للزيادة مرة أخرى بعد إجراء الجراحة أمر ممكن ولكن هذا يكون في حال لم يلتزم المريض بالتعليمات الغذائية المحددة من قبل الأطباء فمثلا في الأسبوع الأول من الجراحة يجب أن يكون الغذاء عبارة عن سوائل فقط وفي الأسبوع الثاني أنواع خفيفة مثل الجيلي والشوربة والأسبوع الثالث والرابع يبدأ في تناول الأطعمة المهروسة ثم الأسبوع الخامس يبدأ في تناول الأطعمة الجامدة ويمتنع عن تناول المياه الغازية والمحمصات أو رقائق البطاطس التي تزيد الوزن مرة أخري.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الشخص قد يستعيد بعض الوزن مرة أخرى في حال عدم الالتزام بالتعليمات الطبية إلا أن هذا الوزن العائد لا يكون بنفس المقدار السابق كما أنها حالات قليلة وفردية.
وأوضح أن مسألة حدوث أخطاء في العملية الجراحية أمر نادر الحدوث كما أنها حالات قليلة جدا لا تعتبر ظاهرة وشكوى البعض من إمكانية حدوث تسرب في العملية ومضاعفات بعد إجراء الجراحة ليس أمراً شائعاً والدليل هو أن مئات الآلاف حول العالم قاموا بإجراء هذه العملية من قبل ويعيشون حياة مستقرة وآمنة.
عبدالرحمن المنهالي: الطبيب المُعالج هو الفيصل في إجرائها
عبدالرحمن المنهالي يؤكد إجراء مثل هذه العمليات الجراحية من خلال التأمين الصحي ووفقاً لتعليمات الطبيب المعالج الذي يكون له الرأي الفصل في إجراء عملية قص المعدة من عدمه.
وأشار إلى أن هذه العملية مفيدة لمرضى السكر والضغط وتسهم بشكل واضح في تحسين الحالة الصحية للفرد من خلال اتباع أنظمة غذائية محددة وأسلوب حياة صحي بعد ذلك وعدم العودة إلى الإهمال في تناول الأغذية المفيدة المتمثلة في البعد عن الدهون والسكريات بشكل مفرط والإكثار من الفواكه والخضراوات.
وقال: في السابق كان الكثيرون يفضلون إجراء هذه الجراحة في الخارج لأنها أرخص ولكن في الوقت الحالي فإن التأمين الصحي أصبح يغطيها ويتكفل بها ومن ثم فإنني أعتقد أن الفترة المقبلة سوف تشهد المزيد من هذه العمليات ولكن أعتقد أيضاً أن قوائم الانتظار ستزداد خاصة في مستشفى حمد التي تضم أفضل أطباء في هذا التخصص رغم وجود متخصصين في مستشفيات خاصة إلا أن الجميع لا يزال يثق تمام الثقة في مستشفى حمد العام خاصة في الجراحات الحرجة والصعبة.
وأشار إلى أنه على الرغم من أنها قد تكون للضرورة إلا أنه لا يفضل اللجوء إليها ويفضل اتباع أسلوب غذائي منظم ونشاط رياضي مستمر بدلا منها ولكن التكاسل وعدم وجود إرادة قوية لدى البعض هو ما يجعل هناك ميولا لاختيار الوسيلة الأسهل وهي العملية الجراحية بدلا من التعب في اتباع نظام غذائي وبذل المجهود في نشاط بدني مستمر وفي النهاية ستكون النتيجة بطيئة بل وربما لو تقاعس يوماً في هذا النظام فإن الجسم سيعود كما كان.
ناصر العبدالله: خطأ طبي أثناء الجراحة تسبب في تسريب المعدة
يشير ناصر العبدالله إلى أن انتشار جراحات قص المعدة ظاهرة في المجتمع بشكل كبير.
وقال: أؤيد إجرائها لكني أفضل اتباع الأنظمة الغذائية وممارسة الرياضة بحيث تسهم في تخفيض الوزن بالتدريج بدلاً من الانخفاض الحاد لوزن الجسم بشكل مفاجئ بهذا الشكل وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات كثيرة للجسم.
وأضاف: أعرف أحد الأشخاص الذي أجرى عملية قص للمعدة ولكن حدثت له مضاعفات كبيرة متمثلة في التسريب وتم حجزة بالمستشفى لمدة 3 أشهر ثم سافر للخارج واستمر يعالج لمدة 4 شهر نتيجة خطأ طبي، وهو ما يجعل الكثيرين يفضلون إجراؤها في الخارج.
وقال : العملية كانت تتكلف حوالي 65 ألف ريال ولكنها تتم في الخارج في بلدان عربية بما يعادل 16 ألف ريال فقط أما الآن فقد أصبحت ضمن خدمات برنامج التأمين الصحي ويتم إجراؤها مجانا ولكن يظل السؤال أين الأطباء الأكفاء الذين يقومون بها في ظل وجود بعض الحالات التي حدث لها مضاعفات كبيرة؟ بل إنني أعرف أحد الحالات التي توفت نتيجة حدوث مضاعفات بعد إجراء هذه الجراحة.
وأكد أن اتباع الأنظمة والوسائل الحديثة التي تكفل تمتع الإنسان بصحة وحياة أفضل ولكن إذا كانت الضرورة الطبية هي التي تستلزم ذلك أما إذا كانت من أجل الرشاقة والجمال فقط فلا أعتقد أن هناك من يجيز ذلك فإن من يلجأ إليها، من وجهه نظره، يقوم بإزاله جزء من جسمه الذي منحه الله تعالى إياه بدون داع طبي، وإذا كان يبحث عن الرشاقة والجمال فالرياضة والغذاء الصحي هو الذي يوصله إلى غايته المأمولة بعيدا عن المخاطرة بالأرواح فقد قال تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
وأشار إلى أن هذا النوع من العمليات الجراحية منتشر في دول الخليج بصفه عامة نظراً لارتفاع حالات السمنة بشكل ملحوظ وهو ما يجب أن يتم الانتباه إليه من خلال زيادة الحملات التوعوية التي تنبه الآباء بضرورة اتباع أنظمة غذائية مفيدة لأبنائهم حتى لا يصلون لمراحل السمنة التي تتطلب ضرورة إجراء عمليات جراحية فيما بعد فالوقاية دائماً خير من العلاج.
د.نجلاء الحاج: بعض المرضى يصابون بالاكتئاب بعد العملية
حول الجانب النفسي لإجراء هذه العملية الجراحية على المريض، قالت د.نجلاء الحاج استشاري ورئيس لجنة الصحة النفسية للمرأة بمستشفى الرميلة: على الرغم من أنه لم يتم إجراء أبحاث محددة حول هذه الأمر إلا أن عملية قص المعدة تسهم في تحسين المزاج العام للشخص الذي قام بإجرائها وتشعره بالثقة في النفس وأنه أصبح مقبولا في المجتمع بعد أن كان يشعر بالخوف من الخلطة والاجتماع مع الناس.
وتابعت: هناك بعض الحالات تنعكس معهم العملية بحالة من الاكتئاب وذلك نتيجة لشعورهم بأنهم فقدوا متعة كانوا يجدون راحتهم فيها وهي تناول جميع أنواع الأطعمة ولكن بعد العملية يجد الشخص نفسه محروماً من اللذة التي كان يتمتع بها ويكون مرغما على الالتزام بأنواع محددة من الأطعمة فقط وهو ما يجعله يدخل في نوبه اكتئاب ولكن هذا الأمر ليس شائعاً.
وأوضحت أنه في معظم الحالات ومن خلال متابعتي للمريضات اللئي أقوم بفحصهن في العيادة ومنهن من قامت بإجراء هذه العملية ألاحظ أنهن يتمتعن بحالة معنوية ونفسية عالية وأجدهن مقبلات على الحياة ويملأهن النشاط وذلك كله يتوقف على تأثرهن بالشكل الذي أصبحن عليه نتيجة الرضا النفسي الذي أصبحن يتمتعن به.
وأوضحت أن إصابة بعض المرضى بالاكتئاب بعد إجراء العملية يرجع إلى -كما ذكرنا سابقا- الحرمان من لذة مادية وهي الطعام فضلا عن أن بعض الأطباء والباحثين يرون أن الجسم يفقد بعض المواد التي كان يتزود بها من خلال الطعام والتي كانت تمنحه اعتدال المزاج العام من خلال البروتينات والمواد الكيميائية الموجودة أساساً في الغذاء ومن ثم فقد حرموا من شيء كان يؤدي إلى اعتدال المزاج العام وبالتالي يتحول الشعور إلى اكتئاب ولكن هذه الحالات قليلة وليست شائعة بل الأشهر دائماً هو أن إجراء هذه العمليات يؤدي إلى تحسين الحالة المعنوية وتحسين المزاج العام للفرد.
وأرجعت السبب في ذلك إلى أن الآليات الدفاعية بعد العملية الجراحية أصبحت أفضل حيث أزاحوا السعادة والمتعة بالطعام واستبدلوها بالقبول الاجتماعي والشكل الأنيق، موضحة أنه لا توجد دراسات أو أبحاث قد تم إجراؤها تحدد وجود اختبارات أو تحاليل معينة توضح ما إذا كان الشخص الذي سيتم إجراء الجراحة له سيُصاب باكتئاب أو تحسن في المزاج بعد الجراحة، وهو ما قد يستدعى ضرورة مراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي للخروج من هذه الحالة.
محمد طالب: مرضى السمنة يستسهلون الجراحة لإنقاص الوزن
يؤكد محمد طالب أن الكثير من الأشخاص المصابين بالسمنة حالياً أصبحوا يستسهلون الأمور في اللجوء لجراحة قص المعدة دون أن يفكروا في العواقب والأضرار التي قد تنتج عنها فلا شك أن إزالة جزء كبير من المعدة بهذا الشكل ليس بالسهل، ولابد أن يكون هناك نظام صارم ودقيق في اللجوء لهذه العمليات وألا يتم اللجوء إليها إلا في الضروريات الطبية فقط.
وأشار إلى أنه على سبيل المثال لو كان هناك شخص وزنه 100 كيلو جرام والوزن الطبيعي له هو 65 مثلاً فلماذا لا يلجأ إلى الرياضة واتباع أنظمة غذائية تساعد في إنقاص الوزن بشكل أفضل من العملية الجراحية علما بأن المعايير الطبية لإجراء عملية قص المعدة تنطبق عليه وهي أن كتلة الجسم تزيد بما يقرب من 35 % من الكتلة الطبيعية، فالأمر في المقام الأول يرجع إلى إرادة الشخص نفسه وبعدها للأمور والضوابط الطبية.
خالد المناعي: جراحات قص وتدبيس المعدة تجارة عشوائية
يؤكد خالد المناعي أن هناك عشوائية في إجراء جراحات قص وتدبيس وتقصير المعدة، وتحول الأمر إلى تجارة لبعض المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة.
وقال : كثيراً ما نرى المستشفيات الخاصة تقوم بالترويج لها من خلال الإعلانات في الصحف والمجلات بهدف الربح المادي في المقام الأول وأعتقد أنه بعد تغطية التأمين الصحي لها فإن الأعداد سوف تتزايد ولكن قوائم الانتظار بها سوف تتزايد أيضاً.
وأشار إلى أنه خاض تجربة مع أحد الأقارب الذي قام بإجراء هذا النوع من العمليات ولكن حدث خطأ ونتج عنه تسرب في العملية ما اضطره إلى السفر خارج البلاد لعلاج هذا العيب وهو ما يجعل الكثير ممن يريدون إجراءها في الأساس يفضلون السفر لإجرائها بالخارج على الرغم من تقدم التكنولوجيا الحديثة بالبلاد ولكن مازال معدل الخطأ موجوداَ أيضاَ.
وقال: أنا من رافضي اللجوء لهذه العمليات إن لم يكن لها ضرورة طبية إن كانت بهدف الرشاقة والتجميل فقط ولكن إذا أكد الأطباء أن السمنة المفرطة أو زيادة الوزن الذي يعاني منه الشخص المراد إجراء الجراحة له فإنه لا مانع من ذلك فأصحاب الرأي والتخصص هم الذين أفتوا بذلك.
وأوضح أنه لابد من اتباع الخطوات الطبية اللازمة والحرص الشديد في إجراء هذه النوعية من الجراحة، وأن يلجأ الشخص المصاب بالسمنة أولاً إلى اتباع الأساليب الغذائية والرياضية أولاً قبل أن يسلك الطريق السهل منذ البداية.
* د.معتز باشا استشاري جراحات السمنة بحمد العام:
* أجرينا 800 عملية قص للمعدة العام الماضي
* زيادة الوزن بنسبة 40% شرط إجراء الجراحة
* حدوث" تسرب" ونزيف في المعدة أبرز المضاعفات المحتملة
* ضوابط لإجراء العملية .. ونستأصل 80% من طول المعدة
* أجرينا جراحتين لشخصين وزنهما 650 و450 كيلوجراماً بنجاح
كشف د.معتز باشا استشاري جراحات السمنة بمستشفى حمد العام عن إجراء 800 عملية قص للمعدة خلال العام الماضي بمستشفى حمد ومن المنتظر أن يزيد العدد إلى 1000 مع نهاية هذا العام.
وأكد أهمية عمليات قص المعدة لبعض اصحاب الامراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم وهشاشة العظام، والتي يشكل فيها الوزن الزائد خطرا كبيرا على حياتهم، حيث تكون تلك العمليات هي الحل الأخير لتقليل المضاعفات الطبية المترتبة على زيادة الوزن.
وأشار إلى أن المضاعفات المحتملة في بعض الحالات النادرة تنحصر في ضيق بالمعدة أو حدوث تسرب وقد يكون السبب عدم اتباع المريض التعليمات الغذائية المطلوبة عقب اجراء الجراحة بتناول بعض انواع الأطعمة وبكميات محددة خلال الأسابيع الأولى من العملية، لافتا الى ان مخالفة تلك التعليمات تسبب انتكاسة كبيرة لحالة المرض.
وأوضح أن من التعقيدات المحتملة في عملية قص المعدة هو حدوث تسرب السوائل او نزيف دم الى تجويف البطن فيما لو انفسخت الدبابيس التي تقطب فيها المعدة بعد ازالة جزء كبير منها، لذلك من المهم جدا ان يبقى الشخص تحت المراقبة بعد العملية، ومن الأعراض الجانبية أيضا أن المعدة قد تعود وتتسع بعد 5 سنوات اذا لم يلتزم الشخص بنظام غذائي وعاد ليتناول كميات كبيرة من الطعام.
وأكد أن المريض المناسب لإجراء العملية هو من تزيد كتلة الجسم عن 40 % في حال عدم وجود أمراض كالضغط والسكر أو 35 في حال وجود مثل هذه الأمراض.
وقال: هذه الحسبة نقوم بإجرائها من خلال قسمة وزن المريض بالكيلوجرام على الطول، كما أن الأشخاص الذين يتم اجراء هذه الجراحات لهم يتم أولا اخضاعهم لنظام غذائي معين قبل اجراء الجراحة بشهر تقريبا وليست هناك أوزان محددة هي التي تكون صالحة لاجراء هذه العمليات فكل الأوزان متاحة وقد أجرينا قبل شهور جراحة لقص المعدة لشخصين وزنهما 650 و450 كيلوجراما وقد تمت العمليتان بنجاح.
وقال: هناك معايير محددة لا بد أن تنطبق على الشخص المصاب بالسمنة منها ألا تقل كتلة الجسم الزائدة عن المعدل الطبيعي عن 35 % أي أنه إذا كان شخصا وزنه الحالي 120 كيلو والمفترض أن وزنه الطبيعي 80 كيلو فإنه تنطبق عليه شروط الوزن الملائم لإجراء الجراجة.
وأشار إلى أن هناك أنواعا لعمليات تصغير حجم المعدة منها عملية الحلقة او عملية ربط المعدة وهي ربط الجزء الأعلى من المعدة بحلقة لتحديد كمية الطعام في المعدة ليشعر الشخص بالشبع بعد تناول كميات بسيطة، ولا يستطيع تناول المزيد من الطعام، لذلك يضطر لاتباع نظام غذاء معين يقوم خلاله بتناول الطعام ببطء ويمضغ الطعام بشكل جيد بحيث لا يضغط على الحلقة حتى لا تحدث تعقيدات وأعراض غير مرغوب فيها كالتقيؤ أو الاضطراب في الحلقة وتعثر الطعام فيها ولكن عملية ربط المعدة أوشكت على الانقراض اليوم وهي غير مطلوبة إلا نادرا. وأضاف: بالنسبة لإجراء عمليات قص المعدة تصل نسبة الجزء الذي تتم إزالته إلى 70 و80% من طول المعدة ومن المهم جدا ان يكون الطبيب صاحب خبرة ومتمكنا من هذه العمليات، وقادرا على ايجاد حلول لأية مضاعفات يمكن ان تحدث.
وأوضح أن عملية قص المعدة تبدأ من عنق المعدة وحتى الجزء الاول من الامعاء الدقيقة (الاثنا عشر) بحيث يصبح شكل المعدة أشبه بالأمعاء الغليظة يمر منها الطعام دون أن يستقر فيها، الأمر الذي يحتم على الشخص التقليل من كمية الطعام، وعدم القدرة على تناول كميات كبيرة منه، وخلال عملية قص المعدة تتم ازالة القسم الذي يفرز الهورمون المسؤول عن الشهية للطعام مشيرا الى أن إزالة جزء كبير من المعدة لا يؤثر على عملية امتصاص المواد الغذائية.
د.طاهر شلتوت: مطلوب استشارة الطبيب النفسي قبل الجراحة
يقول د.طاهر شلتوت استشاري أول الطب النفسي بمؤسسة حمد: دائما هناك توافق وارتباط وثيق بين النفس والجسد أو طبيعة الشخصية وشكل الجسد وبالتالي فإن من يلجأ إلى عمليات قص المعدة يكون هدفه تغيير شكل الجسد وهذا بالطبع يكون له انعكاسات على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان لأنه يوجد في الدماغ مركز مسؤول عن تصور الإنسان عن الجسد وهذا المركز يربط بين شكل الجسد وتصور الإنسان عن نفسه ورضاه عن شكله وحجمه وبين حالته النفسية.
وأضاف: إذا حدث اختلال في هذا المركز فقد يؤدى ذلك إلى حدوث اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر وبهذا نستطيع أن نقول إن من يلجأ إلى هذا النوع من الجراحات يجب أن يخضعوا لتقييم نفسي قبل وبعد إجراء الجراحة حتي تسير الأمور بعد ذلك إلى العواقب المحمودة التي تم من أجلها إجراء العملية وهي توافق الحالة المزاجية مع الجسم وشكله وبالتالي ينعكس ذلك بشكل عام على صحة الفرد.
وأوضح أن مراجعة الإخصائي أو الطبيب النفسي أمر في غاية الأهمية حتى يستطيع الشخص الذي سيجري العملية الجراحية أن يتكيف مع واقعه الجديد بشكل ملائم بحيث يتم تقديم النصح والإرشاد اللازمين للتوافق أيضاً مع البيئة من حوله وكيفية الاندماج بالشكل الجديد في المجتمع وتقبل النظرة الجديدة التي سيراها في عيون الآخرين.
وتابع: مسألة مراجعة الطبيب النفسي ليست بالجديدة في هذا النوع من العمليات ولكن يتم تطبيقها كثيراً في دول الخارج بحيث يتم منح الشخص المراد إجراء الجراحة له التعليمات والإرشادات الطبية التي يتم من خلالها الوصول لأكبر قدر من التهيئة النفسية للجراحة.
جريدة الراية القطرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.