شهد مسرح سانت جيمس بالعاصمة البريطانية لندن، أول من أمس، انطلاقة المؤتمر العالمي الخامس لخيول السباق العربية، والذي يقام برعاية مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة من 28 لغاية 30 الجاري. وشهد افتتاح المؤتمر حضوراً عالمياً كثيفاً، تقدمه عبدالرحمن المطيوعي سفير الدولة لدى بريطانيا، كما حضرته نورة السويدي رئيسة لجنة رياضة المرأة الإماراتية، مديرة الاتحاد النسائي العام، لارا صوايا المدير التنفيذي لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، رئيسة لجنة السباقات في الاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية «إفهار»، وسامي البوعينين رئيس الاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية الأصيلة «إيفار»، إلى جانب وفود 32 دولة مشاركة في الحدث. وأشاد السفير المطيوعي، بدعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة للمؤتمر، وقال: بلا شك هذه التظاهرة هي الأهم في العالم من أجل دعم الخيول العربية، وخاصة وأن المبادرة الأولى بدأت في الإمارات من خلال رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تهدف إلى وضع الخيل في مركز مرموق في العالم. وقال: من دواعي سرورنا أن يقام المؤتمر في بريطانيا التي تعتبر أفضل الأماكن، لذا يمثل دعما لبريطانيا ولصناعة الخيول العربية، إلى جانب مشاركة الفتيات في سباق القدرة والسباق السريع «فلات»، وفي ختام حديثه تمنى التوفيق للجميع. من جانبه، قال سامي البوعينين، أنه قبل 10 سنوات كانت الدول المشاركة من الهواة، ولكن اليوم تبدل الحال وأصبحت هذه الدول الآن تمتلك منظمات بفضل دعم مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية التي أدت إلى إنشاء مجلس موحد، ولهذا وصلنا إلى هذا المستوى المرموق، بفضل جهود لارا صوايا. ونيابة عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أشاد نبيل الزرعوني بجهود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مرحباً بالوفود في لندن، ومتمنياً للجميع التوفيق والنجاح. وأكد ياسر مبروك، ممثل هيئة الإمارات لسباق الخيل، أن مبادرة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لجمع كل العاملين في هذا المجال هي للعالم أجمع، وندرك أن هذه المبادرة العالمية قطعت شوطاً كبيراً ونحن جزء منها. كما رحبت جيني هاينز ممثلة منظمة الخيول العربية في بريطانيا، بالوفود في المؤتمر الذي يقام للعام الخامس على التوالي، وأصبح لدينا الخبرة للاستمرار، بعد أن تحسنت سباقات الخيول العربية وجوائزها. الجلسة الأولى دارت الجلسة الأولى حول تربية وتوليد الخيول، وأشرف على هذه الجلسة المذيع البريطاني الشهير ديريك طومسون، وتحدث فيها الشيخ حامد آل حامد من كبار مربي ومنتجي الخيول في الإمارات، وسالم مرهون القريني من سلطنة عمان، وممدوح البراك من السعودية، وبيل سميث من بريطانيا، ورينييه كوخ من فرنسا، وليندا أوترمان من هولندا.. وميشيل مورغان من أميركا، ريتشارد لانكستر من بريطانيا، وجان بيير دوبرو من فرنسا. وتحدث المشاركون عن المعوقات في التربية والتوليد، ومنها معوقات مرتبطة بالجواد والموروثات الجينية، إضافة إلى البيئة والمناخ المحيط، فلهما أيضاً تأثير في التربية، إضافة إلى نوع التغذية. المربون الجدد كما تحدث الشيخ حامد آل حامد عن تجربته في تربية الخيول التي امتدت ل20 عاماً وعن عشقه للخيل، مؤكداً أنه يجب تقديم النصائح والإرشادات إلى المربين الجدد، وكذلك التعلم من خبراتنا والاستفادة من المزارع الكبيرة مثل الأصايل والوثبة وشادويل كأفضل طريقة لمربي الخيول، كما نوه إلى أن التغذية مهمة جداً للخيل. وأضاف: أن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان يوفر الأراضي المجانية للمربين، كما أن الحكومة تقدم الدعم الكبير بالنسبة إلى التغذية بنسبة 50 %، لذا يجب على الهيئات المعنية بتربية الخيول دعم المربين الجدد. وخلص المؤتمرون إلى أهمية تقديم النصائح للمربين، وتحسين النوعيات من خلال اختيار الفحل الجيد والفرس الجيدة واختيار السلالات الجيدة، والاستفادة من خبرات الآخرين، إلى جانب المشورة، وإيجاد الدعم ونسيان الماضي بالاستعانة بالأنسال المختلفة واستعمال الأساليب الحديثة، وكذلك متابعة المربي للخيل مع المدرب وتركيز الجهود، إضافة إلى وضع برامج لمكافأة صغار المربين من خلال المبادرات وتدريب الشباب وزيادة السباقات، وتقديم الخبرات للدول النامية في مجال تربية الخيول العربية. وبشأن التخصيب وتأصيل الخيول، كانت أغلبية آراء المتحدثين أن الفرس هي الأهم بنسبة 70% والفحل بنسبة 30%، فيما عارض البعض مؤكدين أنهما يتساويان بنسبة 50% لكل منهما. وبشأن التخصيب الاصطناعي، اتفق الجميع على أنه يوفر الوقت للوصول إلى أفضل الفحول في العالم، مع رأي آخر بأنه أمر مقبول، ولكن يجب توخي الحذر وعدم تخطي الحدود لأنه يمكن أن يؤثر في التجارة الحرة في هذا المجال، وكان هناك بعض الآراء تعتقد بأن اللقاح الطبيعي يعد الأفضل ويجب أن تكون هناك آلية معينة لمبدأ التكافؤ في التخصيب. نقل مباشر تقوم قناة أبوظبي الرياضية، بنقل وقائع المؤتمر على الهواء مباشرة، ويشرف عليه المخرج عبدالكريم شلبي، ومن إعداد محمد سالم وتقديم الزملاء سعود الرئيسي ومسعود محمد، وعبر موقع مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان «لايف ستريم». هذا ويشهد اليوم الثاني للمؤتمر العالمي لخيول السباق العربية في أولى جلساته ندوة تحمل عنوان الإعلام، وتتضمن الجلسة الثالثة ندوة عن البحوث ووزن الفرسان، فيما تختص الجلسة الثالثة بالمرأة في السباقات، ويشارك فيها مجموعة من الخبراء والمختصين. نقاش مثمر في جلسة السباقات والتدريب شهدت الجلسة الثانية بعنوان السباقات والتدريب والتي أدارها بات بوكلي، نقاشاً مثمراً ومعلومات مفيدة قدمها المتحدثون فيصل الرحماني «الإمارات»، جان بيير توتين «فرنسا»، ياسر مبروك «السودان / الإمارات»، كارين فان دين بوس «هولندا»، آرنست أورتيل «جنوب إفريقيا»، محمد الهاشمي «سلطنة عمان»، سوزانا سانتسون «ألمانيا». وقدم ياسر مبروك ممثل هيئة الإمارات لسباق الخيل، نبذة تاريخية عن بداية انطلاقة سباقات الخيل في الإمارات ومسيرة تطورها وكيف كانت معاناة البداية، وأكد خلال حديثه أن السباقات حالياً تعتبر الأرفع والأبرز في العالم، بعد أن توافرت لها كل مقومات النجاح وأبرزها المنشآت الحديثة وأفضل المدربين، وكذلك مشاركة أبرز فرسان العالم في سباقاتها، إضافة إلى تنظيم كأس دبي العالمي الذي يقام في مضمار ميدان العالمي الأغنى والأغلى في العالم. مزاد وتحدث فيصل الرحماني عن تجربته في تنظيم المزادات في الإمارات، حيث ينظم 5 مزادات تكون بداية الموسم وفي ختامه، كما يقوم بإدارة مزادات خاصة في شهري أبريل وسبتمبر سنوياً، وأضاف أنه في عام 2001 قام ببيع أكثر من 5 آلاف جواد وأعلن أنه في خلال السنوات الخمس الماضية حدث تدهور في السوق، مشيداً في الوقت ذاته بدور المهرجان في الترويج لنوعية الخيول العربية في السباقات. تطور وأوضح محمد الهاشمي من سلطنة عُمان، الدور المهم الذي قام به جلالة السلطان قابوس من أجل إعلاء شان الخيول العربية، حيث أهدى سموه 200 خيل عربي أصيل إلى المواطنين بغرض تربيتها والحفاظ على سلالاتها وانتشارها، وأضاف قائلاً: إن السلطان قابوس يملك رؤية للتطوير قبل 25 عاماً وأن نتاج ذلك أن السلطنة جاهزة حالياً لانطلاقة السباقات الدولية، موضحاً أن جميع الأعمال الخاصة بالسباقات في الوقت الجاري، يديرها عمانيون بما في ذلك التدريب وقيادة للخيول. وتحدثت كارين فان دين بوس التي اختيرت كأفضل مدربة للخيول العربية بالموسم الماضي عن تجربتها في التدريب والتي استمرت لفترة 25 عاماً، وكذلك عن اهتمامها بالتدريب بما يرضي الملاك، وأعلنت أنها تقوم بنفسها بشراء الخيول. في حين، أعرب المدرب الفرنسي جان بيير توتين عن سعادته بالإشراف على خيول سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وأضاف أن فترة التدريب تمتد ثلاث سنوات للخيول الناشئة، يعود جزء منها إلى الإمارات والجزء الآخر يبقى في فرنسا. وأوضح: أن الهدف من تدريب تلك الخيول هو تجهيزها، من أجل المشاركة في السباقات الكبرى في أوروبا والإمارات، مبيناً أن بدايته كانت في سباقات الحواجز وليس الخيول العربية، وبعد إشرافه عليها كانت المسألة هواية، ولكن بعد دخول خيول الشرق الأوسط في المنافسات أصبحت المسألة أكثر جدية. تجربة كما تحدثت سوزانا سانتسون عن تجربتها في التدريب والإدارة وعن أهمية اختيار أفضل الخيول وعن القواعد المهمة في التدريب، في حين تحدث المدرب آرنست أورتيل عن تجربة في التدريب في الإمارات، وإشرافه على تدريب 56 خيلاً مملوكة لصاحب السمو رئيس الدولة، مشيداً في الوقت ذاته بدور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في تحسين النسل في الأعوام الماضية وفي تربية الخيول وتدريبها وإعداد المضامير. وبين أورتيل، أن مهمة تدريب الخيول العربية الأصيلة هي الأصعب مقارنة بالخيول المهجنة، على اعتبار أن لديها شخصية قوية بالوراثة، وأضاف: يجب التعامل معها بطريقة منفصلة كما يجب التعرف إلى خصائص الجواد ومعرفة قدراته ومؤهلاته في مختلف المسافات. البيان الاماراتية