أعلنت السلطات الأوكرانية، أمس، أنها تتقدم في مواجهة المتمردين الانفصاليين في الشرق، الذين يخوضون معارك عنيفة مع الجيش، بعدما أفادت واشنطن عن انضمام مقاتلين من الشيشان إليهم، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن روسيا بدأت تسحب جنودها الذين حشدتهم على الحدود مع أوكرانيا، إلا أنه ندد في الوقت عينه بوصول مقاتلين شيشانيين مؤيدين لروسيا إلى شرق أوكرانيا. وغداة يوم أسود للقوات الأوكرانية التي خسرت مروحية للحرس الوطني أسقطها الانفصاليون الموالون لروسيا ما أدي إلى مقتل 12 عسكرياً، برر وزير الدفاع، ميخايلو كوفال، الهجوم الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ نحو شهرين على شرق البلاد، الذي تندد به موسكو باعتباره «عملية عقابية». وقال كوفال خلال مؤتمر صحافي «إن قواتنا المسلحة طهّرت كلياً جنوب منطقة دونيتسك وجزءاً من غربها وشمال منطقة لوغانسك من الانفصاليين»، وأضاف «لن نترك هذا العفن ينتشر في المناطق المجاورة، سنواصل عمليتنا لمكافحة الإرهاب طالما أن الحياة لم تعد إلى طبيعتها في المنطقة، وأن الهدوء لم يحلّ من جديد». وقتل أكثر من 200 شخص من جنود أوكرانيين وانفصاليين ومدنيين في عملية «مكافحة الإرهاب» التي أطلقتها السلطات الأوكرانية في 13 أبريل للتغلب على الحركة الانفصالية الموالية لروسيا، التي تتهم موسكو بالوقوف خلفها. وتسعى كييف لتفادي تكرار سيناريو «القرم» التي ضمتها روسيا في مارس خلال أسابيع قليلة ومن دون معارك حقيقية، ما دفع وزير الدفاع السابق إلى الاستقالة. غير أن الأزمة لاتزال مستمرة، وتواجه السلطات معارك تزداد حدة فيما تلوح بوادر نزاع حول الغاز مع روسيا التي تهدد بقطع إمداداتها، الثلاثاء المقبل، ما لم تقم أوكرانيا بتسديد مستحقات بقيمة تفوق خمسة مليارات دولار. من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن قلقه لوصول مقاتلين من الشيشان، الجمهورية ذات الغالبية الإسلامية في القوقاز الروسي، «مدربين في روسيا» إلى شرق أوكرانيا «لتأجيج الوضع وخوض المعارك». وأقر «رئيس الوزراء» الانفصالي في جمهورية دونيتسك المعلنة أحادياً، ألكسندر بوروداي، هذا الأسبوع، بوجود مقاتلين شيشانيين قدموا «للدفاع عن الشعب الروسي» فيما نفى الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، أن يكون أرسل عسكريين، من دون أن يستبعد إمكانية أن يكون شيشانيون توجهوا من تلقاء أنفسهم إلى أوكرانيا. ميدانياً، وقعت مواجهات، الليلة قبل الماضية، وهاجم نحو 300 انفصالي وحدة لحرس الحدود، تمكنت من صدهم. وفقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاتصال بفريق من أربعة مراقبين، هم دنماركي وأستوني وتركي وسويسري، منذ الاثنين الماضي، في دونيتسك. وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس، أنها فقدت الاتصال منذ مساء الخميس مع فريق ثانٍ لها من أربعة أشخاص في لوغانسك شرق أوكرانيا. وتريد روسيا تقديم مساعدات إنسانية إلى مناطق شرق أوكرانيا رداً على الطلبات الموجهة إليها من هناك، وفق ما أعلنت الخارجية الروسية، أمس، مشيرة إلى أن السلطات الأوكرانية لم تتجاوب مع اقتراحها. وتابعت أن السلطات الأوكرانية ردت بإرسال مذكرة «تنكر فيها تماماً اقتراحنا بتقديم مساعدة إنسانية»، وأعادت طرح «بطريقة ساخرة الوضع في القرم» شبه الجزيرة التي انضمت إلى روسيا في مارس الماضي. الامارات اليوم