بدأ أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في الرياض، أمس، أعمال الدورة ال131 للمجلس الوزاري الخليجي، بمشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وبرئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وذلك في مقر الأمانة العامة للمجلس بالرياض، حيث دعت الكويت، رئيس الدورة الحالية للمجلس، إيران إلى ترجمة توجهاتها إلى «واقع إيجابي»، لإزالة أسباب التوتر بين دول المنطقة. وتفصيلاً، رفع وزير الخارجية الكويتي، رئيس اجتماع أعمال الدورة، في كلمة افتتح بها أعمال الدورة، التهنئة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بمناسبة الذكرى 33 لقيام المجلس، حيث قدم الشعب الخليجي، قادة ومواطنين، منذ قيام المجلس أروع الأمثلة في التلاحم والترابط المتين، وتم تحقيق إنجازات كبيرة على جميع الصعد، مؤكداً تطلع شعوب الخليج لفترات مقبلة تحمل في طياتها المزيد من الرقي والرفاهية. وأكد على الرؤية الخليجية حول تفاقم الأوضاع في سورية التي تستلزم من المجتمع الدولي التدخل السريع والفعال بجميع مؤسساته العدلية والإنسانية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة والرادعة لحماية المواطنين العزل والحفاظ على حياتهم، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الأماكن المحاصرة وفي عموم الأراضي السورية وخارجها. وفي الشأن الفلسطيني، أوضح وزير الخارجية الكويتي، أن السياسات الخارجية لدول المجلس تضع ضمن أولوياتها كل ما من شأنه دعم قضية الشعب الفلسطيني بوصفها القضية المحورية الأولى للأمة العربية، وضرورة إيجاد حل شامل وعادل يضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية بموجب حدود يونيو 1967. كما نوه بنجاح الانتخابات المصرية التي يتطلع الجميع لأن تسهم في تعزيز مكانة مصر إقليمياً ودولياً، واستعادة دورها الاستراتيجي في المنطقة. وأثنى الشيخ صباح الخالد الصباح، على ما تمخض عن الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن المنعقد أواخر ابريل الماضي في لندن من آلية عمل جديدة للمجموعة، بما يعزز من دورها في حشد الدعم الدولي لليمن. وقال «ولا يسعني في هذا الشأن إلا أن أشيد بجهود المملكة العربية السعودية والرئاسة المشتركة لهذا الاجتماع المهم، الذي تم خلاله تجديد الالتزام بدعم اليمن وتحقيق أهدافه في التنمية والاستقرار». وأضاف «كما تم التأكيد على أن ما تم التوصل إليه من آلية عمل جديدة سيدعم مجموعة اصدقاء اليمن، لاسيما أنها تغطي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبما يسهم في تحسين الخدمات العامة وخلق فرص العمل وترسيخ العدالة ومكافحة الفساد ودعم التنمية المستدامة في اليمن والاستفادة من الخبرات المتوافرة لدى الدول الأعضاء في المجموعة والمنظمات الدولية المعنية». وشدد الشيخ الصباح على مواقف دول المجلس تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأهمية معالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات الثنائية بين دول المجلس وإيران في ما يخص الملف النووي الإيراني، حيث تتطلع دول المجلس إلى ترجمة التوجهات الإيرانية إلى واقع إيجابي في علاقاتها بدول المجلس، سعياً إلى إزالة أسباب التوتر بين دول المنطقة الحيوية من العالم. وشدد على «أهمية معالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات» بين دول المجلس وإيران. وبعد انتهاء كلمة وزير الخارجية الكويتي بدأت الجلسة المغلقة للاجتماع الوزاري لأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون، حيث يناقش المجلس عدداً من الموضوعات التي تتعلق بتعزيز العمل الخليجي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، إضافة إلى تنسيق المواقف تجاه التطورات الإقليمية والدولية التي تهم دول المجلس. يذكر أن الشيخ صباح رافق أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في زيارة رسمية لإيران وصفت بأنها «تاريخية»، وستسهم في الامن والاستقرار في منطقة الخليج. وتبدي دول مجلس التعاون الخليجي قلقها إزاء التدخلات المنسوبة إلى طهران في سورية والعراق والبحرين. وتدقق أيضاً في التقارب بين إيران والقوى الكبرى التي ستستأنف مفاوضاتها في فيينا في 16 يونيو، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده «مستعدة لتوسيع علاقاتها مع كل دول مجلس التعاون الخليجي». وفي مقابلة الجمعة الماضية مع صحيفة «الحياة»، أعلن مساعد وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، أن بلاده «على استعداد ايضاً للاضطلاع بدور» الوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية. وأوضح ان تقارباً بين الخصمين الإقليميين «قد يكون له تأثير كبير في حل العديد من المشكلات الاقليمية». وبحسب الجارالله، فإن هذه الزيارة «التاريخية» قد تؤدي إلى تعاون إيراني أكثر ايجابية وواقعية حول القضايا المتعلقة بالخليج، وسيكون لها في المقابل تأثير إيجابي في مستقبل وأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أعلن في 13 مايو الماضي، أن بلاده مستعدة «للتفاوض» مع جارها الإيراني لتحسين العلاقات الثنائية، ووجهت الرياض دعوة إلى وزير الخارجية الإيراني في إطار اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المتوقع عقده في جدة في 18 و19 يونيو الجاري، لكن جواد ظريف أعلن أنه لا يستطيع المشاركة بسبب المحادثات بين طهران والغرب في فيينا 16 من الشهر الجاري. الامارات اليوم