ومشكلتنا الأساسية هي الكيان الاسرائيلي اكد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله محسن الأراكي أن الأمة الإسلامية تملك من الثروة ما يجعلها القوة الاقتصادية الأولى في العالم، منبها من مخاطر الفتنة الطائفية التي تقودها الجماعات التكفيرية على العالم أجمع. طهران (الميادين) وقال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ الدكتور محسن الأراكي لاحظ تنامياً في حركات التقريب بين المذاهب، وأن تأثيرها في العالم العربي بدأ يؤتي ثماره بوعي الكثير من النخب والعامة لأهمية الوحدة الإسلامية. وقال إنه يجري تأسيس جامعة للتقريب بين المذاهب وفيها طلاب وأساتذة من المذاهب المختلفة يدرّس فيها الفكر الإسلامي بأبعاده ومذاهبه كلها. وتحدث الأراكي في حوار مع الميادين عن مجمع التقريب ودوره، فقال إنه "يقوم بنشاطاته التقريبية في ثلاثة مجالات: الأول هو التوعية العامة، وتعميم الخطاب التقريبي، وهذا يعني أن نلفت نظر المسلمين شعوبا وقادة ونخبا وعامة، إلى أن مؤامرة التكفير والفتنة الطائفية مؤامرة لا تضر جماعة معينة، وإنما تضر المسلمين كافة، ونحن نحذر من أنه إذا اتسعت حدة هذه الفتنة، فإنها نار سوف تلتهم حتى الشعوب غير المسلمة، ذلك أن العالم اليوم أصبح مترابطا لا يمكن فصل بعضه عن بعض. الثاني هو الدعوة إلى التلاقي، وتهيئة الفرص المناسبة للقاء بين الفرقاء وقادة المذاهب المختلفة، وهي لقاءات تحمل مشاريع تقريبية كالمشاريع السابقة التي قدمت خلال مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران العام المنصرم مشاريع عدة منها مشروع تأسيس لجنة المساعي الحميدة، ومشروع تأسيس اتحاد النساء المسلمات، ومشروع تأسيس اتحاد التجار المسلمين، مشروع اتحاد علماء المقاومة والتقريب، ونحن نسعى إلى تنفيذ هذه المشاريع. المجال الثالث هو تنفيذ مشاريع تقريبية كثيرة منها: "تأسيس جامعة المذاهب الإسلامية، وفروع لها في إيران، والجامعة تأسست قبل عشر سنوات، وبدأ الآن تأسيس فروع لها داخل إيران وسنوسع هذا المشروع في مختلف البلاد الإسلامية. الجامعة تستضيف طلابا وأساتذة من مختلف المذاهب الإسلامية، وهم يدرسون كل المذاهب الإسلامية وعلوم الإسلام. وقد شرعنا بتأسيس كراسٍ للعلم الإسلامي المقارن في حوزة قم الإسلامية، وهذا العلم يشمل كل العلوم الإسلامية التي توجد فيها مناح مختلفة كالفقهي والكلام وأصول الفقه والحديث وغيرها من الفروع الإسلامية". ويأمل آية الله الأراكي أن "يتربى العالم الإسلامي وهو منفتح على المذاهب الأخرى، وحتى تزول الأرضية التي من خلالها وعلى أساسها يحاول التكفيريون أن يبثوا الفرقة بين المسلمين". ويؤكد أن "هناك مؤسسات وحدوية وتقريبية بدأت تؤسس هنا وهناك، وأن أكثر الدول الإسلامية بدأت تستضيف مؤتمرات التقريب والوحدة، كباكستان والعراق ولبنان وتركيا وماليزيا وأندونيسيا وكثير من العالم الاسلامي كما أن الإعلام الإسلامي الذي كان تفريقياً، بدأ يميل إلى الدعوة للتقرب". وتجري في العالم مشاريع الإتحادات الإسلامية العالمية التي ستجمع النخب من مختلف الصنوف، ويعتقد الآراكي أنه بالإمكان عبر الاتحادات "تشكيل النواة الأساسية لمشروع التقريب بين المذاهب والأمم الإسلامية، فمن خلال اتحاد التجار يمكن أن تنبثق مشاريع ضخمة كالبنك الإسلامي الواحد، والسوق الإسلامية المشتركة والعملة الإسلامية المشتركة، ومشاريع اقتصادية كثيرة نحن نرى أن مشروع التقريب لا يتم إلا من خلال هذه المشاريع الميدانية سواء على مستوى الاقتصاد والثقافة والفنون والعروض التشكيلية". وقال: "لا شك أن الفتنة التي أثارها الأعداء كانت وراءها المؤسسات الاستخبارية المعادية للمسلمين كالمؤسسة الصهيونية وغيرها، وهذه المؤسسات الصهيونة والأخرى المتحالفة معها، هي التي تدعم التيارات التكفيرية أحيانا بصورة مباشرة، وأحيانا أخرى بصورة غير مباشرة، ومشروع التقريب سيحشر هذه التيارات في الزاوية". وفي ضوء تولي الأخوان المسلمين السلطة في غير دولة عربية وبروز مصطلح "الصحوة الإسلامية"، قال آية الله الآراكي إن "الصحوة الإسلامية لا تعني حزبا معينا، ولا تيارا معينا، بل أن الأمة الإسلامية بدأت تغير حالتها بالفعل. الشعوب الإسلامية تمتلك إمكانات انسانية ضخمة جدا، وقال إن علماءنا من إيران وكل الدول الإسلامية، يعملون في الجامعات الغربية، والعقول التي تنتج العلم في الجامعات الغربية كثير منها هي عقول شعوبنا، لكن هذه العقول لا تجد الأرضية الخصبة في بلداننا لكي تنتج هذا العلم، فلجأت إلى الغرب وإلى الأوطان الأخرى. عندنا طاقات انسانية أولا، واقتصادية هائلة وهذا يؤكد الحاجة إلى التغيير. الأمة الإسلامية وشعوب المنطقة تمتلك من الثروة ما يجعلها هي القوة الاقتصادية الأولى في العالم اليوم. والجغرافيا الاستراتيجية التي نمتلكها نحن المسلمون، لا تمتلك أي أمة مثيلا لها. نحن قلب العالم البشري استراتيجيا، والنقطة التي يلتقي فيها الغرب والشرق والشمال والجنوب". ثم انتقل الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى مخاطر التهويد الذي يحضّر للقدس والأراضي العربية المحتلة، فرأى أن "مشكلتنا الأساس في عالمنا اليوم هي الدولة الصهيونية. ما الذي يجعل السعودية على سبيل المثال تقف على خلاف مع الجمهورية الإسلامية؟ ما الذي يجعل مصر تختلف مع السودان؟ نجد أن هناك يداً تعمل من أجل إثارة الفرقة وتعميقها وإلهاب الخلاف، من الممكن لو بحثنا جيدا أن نلمس آثار الدعم الصهيوني لهذه الحالة. ولذلك فإن الدولة الصهيونية كما كان الإمام الخميني يؤكد، ليست خطرا على فلسطين فحسب، بل على البشرية كلها". وأكد آية الله الأراكي أن "لا مجال لنا لأن نستسلم أمام كل ما يريده الكيان الاسرائيلي . صحيح أنه قد تتوفق في بعض الخطوات التي يقوم بها، لكن وعلى طول الخط وفي المسار العام سيكون النصر للمسلمين". وقال: "نحن نعيش اليوم حرب وصراع الإرادات، وأثبتت المقاومة الإسلامية في منطقتنا، سواء في لبنان، أم في فلسطين، أم في غيرهما من بلدان العالم الإسلامي، أنها مقاومة صابرة ثابتة قوية لايزعزعها شيء والنصر لهذه المقاومة الصابرة التي لا تنحسر أمام ضغط العدو، ونرى أن المستقبل للمقاومة الإسلامية، وهذا ما تدل عليه البشائر التي نلمحها في الأفق الذي نراقبه سياسيا وعسكريا في منطقتنا". /2819/ وكالة الانباء الايرانية