أصبح شعار الصرخة الحوثي شائعا على جدران مدينة صنعاء بعد أن خرج الحوثيين من الظلال، حيث سيطروا فعليا على معظم المناطق التي مزقها الصراع في شمال اليمن ووسعوا وجودهم في العاصمة اليمنية نفسها.. وأعلنت جماعة الحوثي الشيعية المدعومة من طهران صراحة رفضها الكامل للعملية السياسية الجارية في اليمن, مؤكدة بذلك ما كان صرح به الرئيس عبد ربه منصور هادي مؤخراً من أن "الحوثيين لن يشاركوا في مؤتمر الحوار الوطني، وأن قرار عدم مشاركتهم صدر من طهران"، على حد قوله. وعبرت الجماعة عن رفضها المطلق للقرارات التي أصدرها الرئيس هادي لإعادة هيكلة القوات المسلحة وإنهاء الانقسام في الجيش وإقالة عدد من أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح. . الصرخة في صنعاء: تقول تقارير غربية إن المتمردين الحوثيين أصبحوا أكثر بروزا في شمال اليمن مما جعل معظم اليمنيين مضطربين في الآونة الأخيرة، فيما امتلكت جماعة الحوثي الجرأة لإلصاق شعار الصرخة المتضمن عبارات الموت على الجدران في العاصمة صنعاء وتعز وذمار إضافة إلى المحافظات التي تسيطر عليها أو على عدد من مناطقها كصعدة وحجة وعمران والجوف وهذا الشعار يقول: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام). وقال دبلوماسي غربي: "لقد رأينا الجهود الإيرانية تستفيد من الاضطرابات السياسية لبناء وجودا لهم باليمن بطريقة لن تكون داعمة لإنجاح حل القضايا الداخلية للبلاد"، وفقا لمجلة نيوزويك الأمريكية التي نقلت ذلك عنه. . طموحات انفصالية: وأكدت مجلة بريطانية أن الحوثيين يعملون كوكلاء لقوى أجنبية غير مُرحب بها، خصوصا إيران، مشيرة الى أن للحوثيين طموحات انفصالية، حيث يريدون إنشاء "دولة طائفية داخل دولة"، تماما مثل حزب الله في لبنان. واستدلت بما يؤكد توجهات الحوثية الانفصالية وعمالتهم لقوى أجنبية هي قناة تلفزيونية مؤيدة للحوثيين (المسيرة) التي تبث من ضاحية شيعية جنوبي العاصمة اللبنانيةبيروت بحسب مجلة إيكونوميست البريطانية. ويعزو الكثير من السياسيين صعود الحوثيين إلى تدخل طهران، فطالما كانوا مُتهمين بتلقي الأسلحة والأموال من جمهورية إيران. . يستغلون المشاعر المعادية لأمريكا: وأصبح المتردين الشيعية بنظر واشنطن يستغلون المشاعر المعادية لأمريكا لمصلحتهم الخاصة. وكشف تقرير حقوقي أعدته مؤسسة " وثاق لدعم التوجيه المدني " في اكتوبر الماضي عن 8794 حالة انتهاك ارتكبت من قبل جماعة الحوثي بمحافظة صعدة بحق المواطنين المدنيين منذ 2004 حتى 2011م، من بين القتلى 59 طفلاً و48 امرأة، مشدداً التقرير على ضرورة الضغط على جماعة الحوثي لتسليم أسلحتها المتوسطة والثقيلة. . إعدام أكثر من 600 شخص: وأشار إلى أن جماعة الحوثي اعدمت 124 شخصاً في كشر حجة و531 في صعدة بينهم 12 من أسرة واحدة وتهجير أكثر من 1400 من المدنيين وتدمير ( 497 ) منزلاً بعضها أحالتها ركام وطالب الدولة ببسط نفوذها على محافظة صعدة والمحافظات التي خرجت عن سيطرتها، ودعا إلى الضغط على جماعة الحوثي لتقديم اعتذار للمواطنين الذين تضرروا من عنفها. . تهديدا للمصالح الأمريكية: وعلى الرغم من أن جذور الصراع هي على ما يبدو مناورات سياسية محلية، إلا أن كثيرين يعتبرون التوترات نتيجة لتدخل إيراني في اليمن، تضيف صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية: "يمكنك أن ترى أيدي إيران في نمو الحوثيين، إن هذا يمثل تهديدا لليمن، وتهديدا للسعودية وتهديدا للمصالح الأمريكية"، جاء ذلك على لسان أحد السياسيين اليمنيين للصحيفة الأميركية. * يهاجمون قرارات هادي: وأشار بيان صادر عن مكتب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الجمعة الماضية إلى أن أي قرارات تبقي رموز النظام الذين تلطخت أيديهم بدماء أبناء الشعب اليمني في الجنوب أو الشمال هي قرارات لا تخدم الشعب اليمني، مؤكداً على أن الجماعة ستستمر في طريق الثورة حتى إسقاط النظام بالكامل. وقال البيان إن هيكلة الجيش ليست سوى عملية أمريكية لتطويع الجيش أكثر وإخضاعه للنفوذ الأمريكي واستخدامه لصالح الولاياتالمتحدة. وبالتزامن مع بيان زعيمهم خرجت مظاهرة في مدينة صعدة "شمال البلاد"، والتي تعد معقل الحوثيين، وذلك للتعبير عن رفض القرارات الرئاسية وإعلان التحدي لكل ما تقوم به القيادة الانتقالية وحكومة الوفاق الوطني، وهو ما رأى فيه مراقبون تصعيداً يؤشر إلى أن جماعة الحوثي تقرع طبول حرب سابعة مع الجيش اليمني. وكان الحوثيون وجهوا مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري رسالة للجنة التحضيرية للحوار الوطني اشترطوا فيها مشاركة الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي يتزعم فصيلاً للحراك مدعوماً من إيران وينادي بفك ارتبط الجنوب عن الشمال, كما اشترطوا لدخول الحوار إقالة اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع والعميد أحمد علي عبدالله صالح، قائد الحرس الجمهوري وهي شروط تعجيزية كانت تعبر ضمنياً عن رفض الدخول في الحوار. وكان أبناء محافظة صعدة المناهضون للحوثيين نظموا مؤخراً مسيرة أمام منزل الرئيس هادي شارك فيها الآلاف من النازحين الذين شردهم مسلحو جماعة الحوثي. أبناء صعدة مهمشون: ومن جهته قال أمين عام رابطة أبناء محافظة صعدة وحرف سفيان الدكتور عمر مجلي ل"العربية.نت" إن أبناء صعدة مهمشون من قبل الدولة، ويعانون من ظروف صعبة بسبب ممارسات يقوم بها الحوثي، تتمثل في قتل وإرهاب الناس ونهب ممتلكاتهم واحتلال مزارعهم. وأكد الدكتور مجلي أن الحوثيين لا يمثلون سوى 5% من سكان محافظة صعدة البالغ تعدادها نحو مليون نسمة. وقبل أيام طالب رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) اللواء علي حسن الأحمدي إيران بالكف عن تدريب وتمويل المتمردين الحوثيين، مؤكداً على أن إيران انتهزت الفرصة لتوسيع الصراع للعب دور معين، وأن "صنعاء لديها أدلة واضحة على وجودهم وتدخلهم، واعتقلت عدداً من الأشخاص يعملون في هذا المخطط الإيراني". وفي وقت سابق قال رئيس الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين أحمد الكحلاني إن أكثر من 365 ألف شخص شرّدتهم جماعة الحوثي من محافظة صعدة ومناطق مجاورة أخرى، مشيراً إلى أن هذا العدد يشمل فقط المسجلين لدى الوحدة التنفيذية، والذين تقدم لهم مساعدات غذائية, وإن هناك الكثير من النازحين غير مسجلين لدى الوحدة ويصعب تحديد رقم دقيق بشأن أعدادهم. وكانت جماعة الحوثي خاضت ست حروب مع الجيش اليمني خلال الفترة من 2004 إلى 2010م. وقبل عدة أشهر دشن ناشطون حقوقيون يمنيون حملة مليونية لمحاكمة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجماعته جراء ما قالوا إنها جرائم ارتكبها وأنصاره ضد المواطنين الأبرياء في محافظات صعدة وحجة والجوف شمال البلاد، ومساعيه لخلق بؤر توتر على الحدود اليمنية السعودية.