أعلنت المملكة العربية السعودية أن عدد المتوفين حتى الأن بسبب الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط الرئوية التى يسببها فيروس من نوع كورونا قد وصل إلى 282 شخصا. ويزيد هذا العدد عن العدد المتوقع سابقا بنحو 100 ضحية وذلك بعد مراجعة بيانات المستشفيات في المملكة منذ بدء انتشار الفيروس عام 2012. وكان نائب وزير الصحة السعودي قد أقيل من منصبه بعدما تعرض لهجوم شديد وانتقادات واسعة على خلفية أسلوبه في مواجهة انتشار الفيروس. وتم تأكيد وقوع إصابات بالفيروس والذي لا يوجد له علاج حتى الان في 12 دولة أخرى بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية. وقالت المملكة إن هناك 688 حالة إصابة بالفيروس على أراضيها لكن هذا العدد تقلص إلى 575 حالة إصابة بعد المراجعة الأخيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية "رغم أن المراجعة أدت إلى تأكيد حالات الإصابة التى ينبغي علاجها إلى أننا لازلنا نشاهد تراجعا في عدد حالات الإصابة الحديثة على مدار الأسابيع الأخيرة". ظهور الفيروس يقول علماء غربيون، إن ثقافة السعوديين المتمثلة في الريبة والعناد هي التي سمحت لمتلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط، الذي أصبح يعرف بفيروس كورونا، بالتسبب في وفاة الكثيرين في السعودية، وبانتشاره خلال المنطقة، ليبلغ ماليزيا، ولبنان، وأمريكا عبر بريطانيا. ويسبب الفيروس سعالا، وارتفاعا في درجة الحرارة، وأحيانا التهابا رئويا مميتا. ويقول الخبراء إنه كان يمكن وقف حالات العدوى والوفيات خلال الفترة التي انتشر فيها الفيروس قبل عامين، لو كانت السلطات السعودية أكثر انفتاحا على المساعدة الخارجية التي قدمها فريق المتخصصين الدوليين الذين يستخدمون أحدث الطرق التكنولوجية في إجراء الدراسات العلمية. وفي سبتمبر/أيلول 2012، وصلت رسالة بريد إلكتروني إلى معمل في شمال لندن من فريق من إخصائي الفيروسات في هولندا، أفزعت حتى بعض أهم محنكي العالم في علاج الفيروسات. وكانت الرسالة تحتوي على تفاصيل فيروس غامض عثر عليه في مريضين الأول قطري يرقد في العناية المركزة في بريطانيا، والثاني سعودي كان قد توفي في مستشفى بجدة بسبب التهاب رئوي وفشل كلوي. وكانت مشاركة المتخصصين في العالم للمعلومات أمرا مثمرا، فقد حددت خلال أيام هوية الفيروس، باعتباره أحد الفيروسات التي لم تشاهد في الإنسان من قبل، وحددت سلسلة جيناته، ونشرت النتائج حول العالم ليطلع عليها العلماء. ولكن هذا التعاون الدولي لم يستمر. دوافع وطبقا لما يقوله العلماء، فإن السعودية رفضت عروضا متكررة بالمساعدة، من بينها ما قدمه خبراء منظمة الصحة العالمية، وخبراء من هولندا، وبريطانيا. وكان نائب وزير الصحة السعودي، قد أبدى دهشته للانتقادات التى وجهت للوزارة واصفا ما فعلته الوزارة منذ ظهور المرض بأنه "ليس سوى التعاون". وأشار إلى أن العلماء لا يزالون يكافحون لفهم فيروسات مميتة أخرى، بعد التعرف عليها، مشككا في دوافع بعض المنتقدين. ويقول العلماء إن ما يبدو جليا بشأن فيروس كورونا - الذي يعد أحد التهديدات الوبائية المحتملة - هو أن العالم لا يعرف عنه إلا قليلا، بالرغم من مرور عامين على ظهوره. وتقع المسؤولية الأساسية - بحسب المراقبين - على كاهل وزارة الصحة السعودية التي ينبغي - طبقا للقواعد الدولية - أن تبلغ منظمة الصحة العالمية بما لديها من حالات. الإبل وتشير الأدلة حتى الآن إلى الإبل مصدرا محتملا لانتقال العدوى إلى الإنسان. لكن ليس لدى العلماء أي فكرة عن كيفية انتقال العدوى، وهل تم ذلك أول مرة عن طريق أكل لحوم الجمال، أو شرب ألبانها، أو بالتعرض لدمائها أو أي سائل آخر منها، أو لقربهم منها وهي تعطس أو تكح. وكان علي محمد زكي، الخبير المصري في علم الأحياء المجهرية الذي كان يعمل في مستشفى سليمان الفقيه في جدة، هو أول من عثر على أول حالة اصابة بالمرض، ونشر نتائج التحليل المعملي في موقع علمي دولي. وطرد زكي من عمله خلال أسبوع بعد إعلانه عن الفيروس الجديد، وعاد إلى مصر ليعمل في كلية الطب بجامعة عين شمس. ويقول بعض العلماء الذين عملوا مع الخبراء السعوديين في بداية انتشار المرض، وحتى قبل أن تحدد هويته، إن السلطات السعودية، خاصة نائب وزير الصحة ميميش، كانوا يريدون تحكما أكثر في مجريات الأمور. ريتاج نيوز