محمد وردي (دبي) نظمت دار «كُتّاب» للنشر والتوزيع أمسيتين ثقافيتين، ناقشتا أربع روايات من إصداراتها الجديدة مساء أمس الأول في «كُتّاب كافيه مردف أبتاون» بدبي، بحضور جمهرة من الكتاب والمهتمين بالفن الروائي والاعلاميين. ناقشت الأمسية الأولى روايتي «النافذة التي أبصرت» للكاتبة إيمان اليوسف، و«ذات موعد» للكاتبة نجلاء سلطان العبدولي. وقدم الأمسية الشاعر طلال سالم، ملاحظاً أن الكاتبتين تقدمان نموذجين مختلفين من حيث الانشغالات الفنية، سواء على مستوى الموضوع أم على مستوى البنية الروائية والحبكة الأدبية وتكنيك السرد أو الأسلوب. ملاحظاً أن «ذات موعد» هي أولى بواكير العبدولي، في حين أن اليوسف سبق لها أن أصدرت مجموعة قصصية بعنوان «وجوه إنسان». وترك سالم للكاتبتين فرصة الحديث عن عمليهما. قالت إيمان اليوسف إن النافذة هي كيان وهمي لا وجود له في الواقع الروائي، بقدر ماهو حيز أو مجال للرؤية بغرض الاستبصار والاستكشاف في ما بعد النافذة، أي هي بمعنى من المعاني إنها نافذة لمكاشفة الذات وطرح الأسئلة التي تلح على الوعي الإنساني المعاصر، وبخاصة في المجتمعات العربية عموماً ومن ضمنها المجتمع الإماراتي. معتبرة أن اللعبة الروائية في «النافذة التي أبصرت» تقوم على سؤال الهُوية من خلال شخصية زينب، التي تتشكل شخصيتها على ثلاث مراحل، تبدأ من حلبجة في كردستان العراق، وتمر على تركيا، وتنتهي في كندا. وهي مراحل ثقافية بامتياز، تلعب دوراً هاماً بصياغة وعيها ورسم سلوكها الشخصي عموماً. من جهتها تحدثت نجلاء العبدولي عن تجربتها، معتبرة أنها محاولة روائية أولى، لمقاربة بعض القضايا التي تحتل حيزاً ليس بقليل من اهتمام المجتمع، وبخاصة المرأة الإماراتية، مثل موضوعات الفراغ العاطفي، ونزعات بعض النسوة للتشبه بالرجال، وبعض الشروخ التي تصيب النسيج الأسري في ظل التحولات التي يشهدها المجتمع الإماراتي على كل المستويات. مؤكدة أن الرواية هي عبارة عن مجموعة مواقف مرت بحياتها أو سمعت بها. وفي الأمسية الثانية جرت مناقشة روايتي «لا يحظى الجميع بنهاية سعيدة» للكاتب محمد خميس، وهي إصداره الروائي الثالث، بعد «مملكة سكابا» التي كتبها بالانجليزية، وصدرت في الولاياتالمتحدة، و«يوميات مشاغب» ومسرحية «موعد مع الشمس» ومجموعة قصصية بعنوان «زوجاتي» صدرت بالتزامن مع روايته الجديدة. كذلك ناقشت الأمسية الإصدار الروائي الأول للكاتبة لميس اليوسف بعنوان «حجر ورقة مقص». قدم الأمسية الناشر جمال الشحي أمين عام جائزة الإمارات للرواية، معتبراً أن الرواية الإماراتية تشهد طفرة غير عادية، حيث نشرت دار «كُتّاب» خلال عمرها القصير جداً، حوالى ستين عنواناً روائياً لكتاب جدد. ولاحظ الشحي أن رواية خميس نفذت طبعتها الأولى خلال شهر من إصدارها الأول. كذلك لاحظ الشحي أن لميس قدمت مسودتها الأولى بنحو 120 ألف كلمة. وقال محمد خميس إن روايته الجديدة كان قد كتبها قبل نحو عامين، ولم تكن واردة لديه فكرة نشرها، ولكنه خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة لمتابعة مشروع روائي جديد، اطلع على تصورات سياسية هي قريبة جداً من تصورات إبراهيم مطر بطل الرواية، بشأن مستقبل المنطقة بضوء مشاريع الحرب والتفتيت والنزعات التي تغذي التطرف والارهاب. وبشأن الملاحظات حول لغة الرواية، يقول الخميس إنه حرص على تقديم ابراهيم مطر كما هو في الواقع الاجتماعي، فهو ليس كاتباً وليس عالماً، وإنما هو إنسان عادي، يتحدث بلسان مجتمعه، ويتصرف بحيزه المكاني والانساني. تختلط عليه المشاعر في لحظات التحول القاسية التي يمر بها، فيبدو تارة وكأنه لا يفهم المرأة التي يحبها، وتارة أخرى يبدو جباناً وأنانياً، وفي معظم الأحيان هو ساخط على واقعه ومتذمر من أشياء كثيرة، لكنه في النهاية هو يعيش حياته بكل ما فيها من نزعات وتقلبات. من جهتها قالت لميس اليوسف، إنها كانت مترددة في التطرق إلى موضوعات مصنفة بحكم التابو، ولكنها كانت غير راضية عن التصور النمطي للمرأة الإماراتية، بينما هي في الواقع امرأة تعيش أنوثتها بانسجام، وتمتلك الحكمة والرصانة. الاتحاد الاماراتية