وام أبوظبي أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حرص دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» على تعزيز أواصر التعاون والترابط الأخوي والتاريخي، وتطوير العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في كافة المجالات. وحضر سموه، أمس في مبنى المعمورة في أبوظبي، مراسم التوقيع على اتفاقية إطارية استراتيجية بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر». وأوضح سموه أن هذه الاتفاقية تشكل لبنة جديدة تنضم إلى الصرح المتنامي من العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشدد سموه على أهمية تكثيف التعاون وتضافر الجهود من أجل تعزيز الأمن والاستقرار ودعم العمل الخليجي المشترك، وتحقيق التنمية المستدامة لأبناء دول مجلس التعاون. وأثنى سموه على الجهود الهادفة لتعزيز التعاون بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وبين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وتمنى لهما النجاح والتوفيق في مساعيهما لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها. وقع الاتفاقية عن الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة هاشم بن عبدالله يماني، وعن الجانب الإماراتي وزير دولة رئيس مجلس إدارة «مصدر» سلطان بن أحمد سلطان الجابر. وحضر مراسم التوقيع رئيس جهاز الشؤون التنفيذية خلدون خليفة المبارك، وسفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة محمد بن عبدالرحمن البشر، والرئيس التنفيذي ل «مصدر» أحمد عبدالله بالهول، وعدد من موظفي «مصدر» و«مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة». وتهدف الاتفاقية إلى دراسة فرص التعاون في الأبحاث والتطوير المشترك في مشروعات الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء النظيفة، كما تدعو الاتفاقية إلى إنشاء لجنة توجيهية تضم أعضاء من الجانبين، لدراسة وتقييم جدوى كل مجال من مجالات التعاون المحتملة، وإعداد التوصيات المناسبة بشأنها. وأوضح يماني أن مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة تهدف إلى بناء قطاع جديد، تسهم عبره في تنويع مصادر الطاقة في المملكة العربية السعودية. وأضاف «يسرنا التوقيع على هذه الاتفاقية مع (مصدر) التي تعمل في هذا القطاع الناشئ منذ ما يزيد على ثماني سنوات، ونتطلع أن يسهم تضافر جهودنا في تسريع انتشار مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في منطقة الخليج ومختلف أنحاء العالم، لاسيما بعد أن أثبتت الطاقة المتجددة جدواها التجارية». من جانبه، أوضح الجابر «يسرنا إبرام هذه الاتفاقية بين مصدر ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، حيث كنا على تواصل في الفترة الماضية وجرى تبادل العديد من الزيارات، التي لمسنا عبرها تقارباً كبيراً في الأهداف التي نسعى لتحقيقها، وينبع هذا التقارب من امتلاكنا لرؤية مشتركة نابعة من الرؤية السديدة للقيادة الحكيمة في بلدينا الشقيقين، والهادفة إلى بناء مستقبل مستدام لأجيال الغد». وتابع «يأتي التوقيع على هذه الاتفاقية اليوم لوضع إطار رسمي يحدد أوجه التعاون المحتملة بما يسهم في تحقيق أهدافنا، ونتطلع إلى بناء علاقة تكاملية بين «مصدر» و«مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة» بما يقدم نموذجاً تحتذي به بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للتعاون في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، لاسيما أننا نمتلك ظروفاً متشابهة وأهدافاً متماثلة». وتابع الجابر أن هناك الكثير من مجالات التعاون بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، حيث يمتلك البلدان الشقيقان الكثير من العوامل المشتركة، فكلاهما من كبار مزودي الطاقة للعالم، وهما يسعيان إلى تعزيز هذه المكانة مع العمل في الوقت ذاته على مواكبة تنامي الطلب المحلي على الطاقة، والذي يأتي نتيجة النهضة الاقتصادية والاجتماعية والنمو السكاني الكبير، وضرورة توفير موارد إضافية من الطاقة لتحلية المياه. واعتبر أن الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة السبيل الأمثل لمواكبة هذا النمو، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، معبراً عن ثقته بأن التعاون مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة. وتشمل مجالات التعاون المحتملة العمل المباشر بين الطرفين في التطوير المشترك لمشروعات الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء وتحلية المياه، وفرص التطوير المشترك في قطاع التقنيات ذات الصلة بقطاع الطاقة المتجددة. كما تشمل مجالات التعاون الأبحاث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح وإدارة المياه، إضافة إلى بحث مجالات التعاون للتطوير المستقبلي للتخطيط العمراني عبر الخبرات المكتسبة من تطوير مدينة مصدر، ويشمل استخدام مواد البناء الخضراء للمدن المستدامة، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية. كما ستجري دراسة إمكانية تبادل الخبرات في مجالات التعليم والتوعية بالاستدامة. مبادرات مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة تسهم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، في الحفاظ على موارد النفط والغاز، وإطالة أمد استثمارها لتستفيد منها أجيال المستقبل. وتأسست المدينة في العام 2010 بهدف مساهمة الطاقة الذرية والطاقة المتجددة في تنويع واستدامة مصادر الطاقة، لتوليد الكهرباء وتحلية المياه في المملكة العربية السعودية، بالاعتماد على العلوم والأبحاث والصناعات المتقدمة وبما يسهم في الحفاظ على موارد النفط والغاز وإطالة أمد استثمارها لتستفيد منها أجيال المستقبل. وتشمل المبادرات مشروع قياس مصادر الطاقة المتجددة «أطلس»، وتقييم مصادر الطاقة المتجددة «الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة تحويل النفايات وطاقة باطن الأرض»، والذي يتكون من 74 محطة لقياس الإسقاط الشمسي العامودي والمنتشر والكلي، وكذلك 40 محطة لقياس سرعة واتجاه الرياح على ارتفاعات تصل إلى 100 متر موزعة بشكل دقيق ومدروس على مختلف مناطق المملكة، وذلك لبناء قاعدة بيانات يستفيد منها القائمون على تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة كافة في مجال الكهرباء وتحلية المياه وفي النواحي البحثية. كما أطلقت المدينة مبادرة معرض مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة، ويمثل هذا المعرض العلمي انطلاقة حقيقية وشيقة لتوعية المجتمع فيما يخص الطاقة الذرية والمتجددة، ويحتوي المعرض على عدد من المعروضات العلمية التفاعلية الميكانيكية والرقمية، التي تشجع الزائر على التفاعل معها مباشرة والتزود بالمعلومات المفيدة حول الطاقة الذرية والمتجددة، وكيفية الاستفادة من تطبيقاتها في حياتنا، ويتضمن المعرض كذلك عدداً من القاعات التعليمية التي توفر بيئة مناسبة لتقديم برامج علمية هادفة، وقاعات أخرى للعروض وملتقى للتحاور. توليد الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون تعمل «مصدر» على تنفيذ مجموعة من مشاريع توليد الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة والخارج، بالاعتماد على مختلف المصادر بما فيها الطاقة الشمسية بنوعيها الكهروضوئية والحرارية – وطاقة الرياح. وتم في مارس 2013 افتتاح محطة شمس1 للطاقة الشمسية المركزة في أبوظبي بقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميغاواط. وتعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، حيث تم تأسيسها في عام 2006 عبر «شركة مبادلة للتنمية» التي تركز على أن تحقق مشاريعها فوائد للمجتمع إلى جانب الجدوى الاقتصادية. وتهدف «مصدر» إلى المساهمة في تنويع مصادر الدخل، والانتقال إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، والمساهمة في بناء مزيج متنوع من مصادر الطاقة عبر بناء القدرات في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وتطوير وتطبيق الحلول والمشاريع عبر منهجية متكاملة تغطي كافة جوانب ومراحل سلسلة القيمة في القطاع. وتم تأسيس معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا ليكون بمثابة النواة لمبادرة «مصدر»، حيث يعد أول جامعة للدراسات العليا على مستوى المنطقة، قائمة على الأبحاث والتطوير في مجال الطاقة المتقدمة والاستدامة، وتم حتى الآن تخريج أربع دفعات من طلاب المعهد. وفي المملكة المتحدة شاركت «مصدر» في محطة مصفوفة لندن لطاقة الرياح البحرية، التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 630 ميغاواط. وفي إسبانيا شاركت مصدر في مجموعة من محطات الطاقة الشمسية المركزة بما فيها خيماسولار «20 ميغاواط» وفالي 1 وفالي 2 «50 ميغاواط لكل منهما». كما تستثمر «مصدر» في شركات التقنيات النظيفة، عبر صندوقين تبلغ قيمتهما 540 مليون دولار. وتعمل «مصدر» على بناء واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم في أبوظبي، لتوفر منصة تستضيف الشركات المتخصصة بالقطاع، وتسهل التطبيق العملي وإجراء الاختبارات على أحدث التقنيات النظيفة. وافتتح العديد من كبرى الشركات العالمية مقرات وفروعاً لها في مدينة مصدر بما في ذلك «سيمنز وجنرال إلكتريك» ومنظمة المعهد العالمي للنمو الأخضر وغيرها. جدير بالذكر أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آرينا»، وهي المنظمة الحكومية الدولية المعنية بتعزيز انتشار حلول ومشاريع الطاقة المتجددة، ستنتقل إلى مقرها الدائم في مدينة «مصدر» فور استكمال مبناها. الاماراتيةللاخبار العاجلة