من هنادي وطفة مدريد - 18 - 6 (كونا) -- تشهد اسبانيا غدا تتويج الأمير فيليبي دي بورون ملكا باسم فيليبي السادس وذلك بعد تنحي والده الملك خوان كارلوس عن العرش مطلع الشهر الجاري لتكون تلك المرة الأولى التي تعيش فيها اسبانيا الديمقراطية تجربة مماثلة. ومن المتوقع أن يصادق الملك الاسباني خوان كارلوس الأول الذي قضى نحو 40 عاما على رأس الدولة الاسبانية في وقت لاحق اليوم على قانون تتويج الأمير فيليبي ملكا وفقا للدستور الاسباني وهو الذي يعد أول قانون من نوعه في العهد الديمقراطي لإسبانيا وذلك بعد مصادقة مجلسي البرلمان بأغلبية مطلقة. وستقام مراسم التنصيب في مبنى البرلمان الاسباني غدا بحضور نواب مجلسي البرلمان فيما سيقوم الملك الجديد فيليبي السادس عقب ذلك بجولة في مدريد ترافقه فيها الملكة ليتيثيا في بعض أهم شوارع مدريد وصولا الى القصر الملكي وسط إجراءات امنية مشددة. وقالت وزارة الداخلية الاسبانية انه تم رفع حالة التأهب الأمني في اسبانيا درجة واحدة من الدرجة الثانية الى الدرجة الثالثة وذلك لضمان الامن خلال مراسم التتويج التي سيتم خلالها فرض حظر جوي في سماء مدريد وتشديد الرقابة على مداخل المدينة. كما سيتم نشر 7000 شرطي وعنصر أمني في مدينة مدريد من بينهم 120 قناصا على الطرقات التي سيمر بها الملك وعقيلته فضلا عن نشر 330 طالبا في كلية الشرطة على هيئة طوق أمني على الطرقات. وبدأ الإعداد للأجندة الخارجية للملك فيليبي السادس الذي سيستهل جدول أعماله بزيارة الى المملكة المغربية للقاء الملك محمد السادس خلال شهر رمضان المبارك حيث كان وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل مارغايو زار المغرب يوم الاثنين الماضي للتحضير للزيارة التي سيتم خلالها مناقشة عدد من القضايا التي تهم البلدين الجارين. وكان ملك اسبانيا خوان كارلوس زار المغرب للمرة الأخيرة في يوليو من العام الماضي خلال شهر رمضان المبارك على رأس وفد من كبار رجال الاعمال ورؤساء المؤسسات الاسبانية بغية تعميق العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والاقتصادية والأمنية. ومن المتوقع ان يقوم الملك فيليبي السادس لاحقا بزيارة البرتغال وفرنسا قبل ان يتوجه الى الولاياتالمتحدةالامريكية للمشاركة في افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة والادلاء بكلمة أمام قادة وصانعي السياسيات في 193 بلدا ليكون ذلك بمثابة تقديمه على الساحة الدولية كرئيس الدولة الاسبانية ما سيتيح له أيضا عقد اجتماعات ثنائية مع قادات ورؤساء دول أخرى. وأمام الملك الجديد حدث مهم آخر هو (القمة الايبيرية-الامريكية) التي ستعقد في ولاية (فيراكروز) المكسيكية في ديسمبر المقبل ما يعد منصة مثالية للاجتماع بقادات أمريكا اللاتينية وزعمائها والدفاع عن مصالح اسبانيا في كافة المجالات ولاسيما الاقتصادية والتجارية. ويبلغ وريث العرش 46 عاما وهو متزوج من الصحفية السابقة ليتيثيا أورتيز وله ابنتان ليونور وصوفيا علما ان ليونور الكبرى البالغة من العمر ثماني سنوات ستبدأ اعتبارا من الغد التحضيرات والتأهيل العسكري اللازم باعتبارها وريثة العرش الاسباني على ان يكون لقبها (أميرة أستورياس). وكانت الشعبية الكبيرة التي يمتع بها الملك الاسباني خوان كارلوس الذي كان ساهم في تحقيق الانتقال الديمقراطي الاسباني في السبعينيات من القرن الماضي بعد فترة الحكم الديكتاتوري للجنرال فرانسيسكو فرانكو تعرضت لتراجع كبير خلال السنوات القليلة الماضية. وجاء ذلك بعد فضائح فساد طالت ابنته الاميرة كريستينا وزوجها إنياكي اوردانغارين وكذلك خروجه في رحلة ترفيهيه الى (بتسوانا) في ابريل عام 2012 تعرض خلالها لكسر في الحوض وذلك عندما كانت البلاد مازالت في اوج الازمة المالية ووسط المخاوف من خضوع اسبانيا لعملية انقاذ مالي أوروبية. وعانى الملك الاسباني البالغ من العمر 75 عاما من متاعب صحية وخضع لست عمليات جراحية في اقل من عامين لأكثر من عشر عمليات جراحية سابقة من بينها عملية استئصال ورم في الرئة عام 2010 فضلا عن عدد من الاصابات الاخرى دون خطورة تذكر. يذكر ان مجلس الوزراء الاسباني صادق يوم الجمعة الماضي على مشروع قرار يضمن للملك خوان كارلوس الاول وعقيلته الملكة صوفيا الاحتفاظ بلقب الملك والملكة طوال الحياة ويضمن لهما كافة الامتيازات وعلى رأسها الحصانة القضائية. ويرى محللون ان اعتلاء الأمير فيليبي العرش الاسباني سيعمل على استعادة العائلة الملكية الاسبانية لشعبيتها في وقت تطالب فيه أحزاب سياسية وشرائح مختلفة في المجتمع الاسباني بإجراء استفتاء شعبي حول استمرارية النظام الملكي البرلماني والاختيار بين الاستمرار به وبين النظام الجمهوري. (النهاية) ه ن د / أ م س وكالة الانباء الكويتية