تقترب أفغانستان من الدخول في أزمة جديدة تهدد العملية السياسية برمّتها بعد وقف المرشح للانتخابات الرئاسية الأفغانية، عبدالله عبدالله، تعاونه مع اللجنة الانتخابية التي تفرز أصوات الجولة الثانية من الانتخابات بسبب دورها في «عمليات تزوير» لصالح المرشح الثاني أشرف غني الذي يبدو أنه يتقدم النتائج ويقترب من الرئاسة، فيما اعتبرت الأممالمتحدة خطوة عبدالله بأنها «مفاجئة» وأبدت أسفها لهذا القرار. وطلب المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات، عبد الله عبد الله، تعليق العمل «فوراً» في فرز الأصوات بالدورة الثانية من الاقتراع. واستناداً إلى تقارير أولية تلقاها العاملون مع عبدالله تشير نتائج الانتخابات إلى تقدم منافسه أشرف عبدالغني بما يقرب من مليون صوت. وتستهدف الانتقادات التي أطلقها عبد الله وتلقي بظلالها على عملية انتخابية يفترض أنها تمثل العملية الانتقالية الديمقراطية الأولى في تاريخ البلاد، معسكر اشرف غني وكذلك الرئيس المنتهية ولايته حامد قرضاي واللجنة الانتخابية المستقلة. وقال عبد الله في مؤتمر صحافي في كابول: «نطلب الوقف الفوري لفرز الأصوات»، قبل أن يدق إسفيناً في هذه العملية عبر الإعلان أنه يعلّق تعاونه مع اللجنة الانتخابية المستقلة و«طلب من مراقبيه مغادرة مكاتب اللجنة». إلا ان التهديد لم يؤثر على عمل اللجنة الانتخابية المستقلة. ورد الناطق باسمها نور محمد نور أن «فرز الأصوات يتواصل بحضور مراقبين وطنيين ودوليين». وشدد عبد الله الذي حل في الطليعة مع نسبة 45% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في الخامس من ابريل الماضي، على ضرورة انتخاب رئيس بشكل «شرعي»، مستهدفاً بذلك اشرف غني (31.6% من الأصوات في الدورة الأولى)، المستفيد المفترض من أي عملية تزوير ضده. لكن معسكر غني المتكتم جداً حيال مسألة التزوير، لم يرد على التصريحات الأخيرة لعبد الله. وبين «الانتهاكات الفاضحة» في العملية الانتخابية والتي ندد بها عبد الله، جدل حول مسؤول كبير في اللجنة الانتخابية المستقلة هو امين سر اللجنة ضياء الحق عمر خيل، ويتهمه معسكر عبد الله بارتكاب مخالفة عندما نقل بطاقات اقتراع غير مستخدمة اثناء الدورة الثانية من الانتخابات. ويعتبر عبد الله أيضاً أن رقم السبعة ملايين ناخب من أصل حوالى 13,5 مليون مسجل، والذي أعلنته اللجنة الانتخابية في الدورة الثانية، مرتفع جداً، مما يشير برأيه إلى وجود أصوات غير مشروعة. في الأثناء، أعربت بعثة الأممالمتحدة في افغانستان عن «أسفها» للقرار «المفاجئ» لعبد الله بتعليق تعاونه مع اللجنة الانتخابية المستقلة، مضيفة أنها ستواصل من جهتها العمل مع المرشحين ومع اللجنة. البيان الاماراتية