طلب المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية الأفغانية عبدالله عبدالله، أمس الأربعاء وقف فرز الأصوات في الدورة الثانية من الاقتراع مشيراً إلى حصول تزوير . فيما أكد الرئيس المنتهية ولايته حامد قرضاي أن أفغانستان لن تسقط "أبداً" في فوضى على الطريقة العراقية بعد انسحاب قوات الأطلسي، معتبراً أيضاً أن عودة القاعدة إلى بلاده أمر مستحيل . وقال عبدالله إنه علق تعاونه مع اللجنة الانتخابية وطلب من مراقبيه مغادرة مكاتبهم، وطالب بالوقف الفوري لفرز الأصوات . واتهم معسكر عبدالله رئيس أمانة سر اللجنة ضياء الحق أمرخيل بارتكاب مخالفة عند نقل بطاقات اقتراع غير مستعملة خلال الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي السبت . وطلب عبدالله بإقالة أمرخيل من مهامه . وانتقد الرئيس المنتهية ولايته ومنافسه في الانتخابات أشرف غني . وقال عبدالله "الكل يعلم أن قرضاي ومع الأسف ليس حيادياً"، معتبراً أن صناديق الاقتراع تم حشوها عمداً عشية الدورة الثانية . وشدد على أنه "يتعين تشكيل لجنة مشتركة برئاسة الأممالمتحدة للإشراف على عملية الانتخابات" . وعمليات فرز الأصوات ستستغرق أسابيع . ويتوقع صدور النتائج الأولى في الثاني من يوليو/تموز على أن تعلن اللجنة الانتخابية المستقلة اسم الرئيس الجديد في 22 من الشهر نفسه، إذا لم يتسبب النظر في الطعون بتأخير ذلك الموعد . ورداً على سؤال لهيئة الاذاعة البريطانية "بي .بي .سي" عن إمكانية تعرض بلاده لفوضى مماثلة بعد رحيل قوات الحلف الاطلسي قال قرضاي "لن يحدث ذلك أبداً" مؤكداً أن تنظيم القاعدة ليس له أي وجود في أفغانستان . وأكد أنه كان على اتصال منتظم بحركة طالبان الأفغانية . وقال "هم على اتصال يومي معي" مضيفاً "هناك أيضاً تبادل للرسائل واللقاءات ورغبة في السلام" . واعتبر أن طالبان "ليست قادرة على تحقيق السلاح وحدها كما أن الأفغان والحكومة ليسوا قادرين على تحقيق السلام وحدهم" . من جهة أخرى، يقوم جنود أمريكيون في قاعدة متقدمة بجنوبي البلاد بتفكيك أكواخ خشبية وجمع العتاد وحزم أمتعتهم . من الثلاجات إلى صناديق الذخائر، ويقوم الجنود الذين تتولى بلادهم قيادة قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، بفرز أكوام من العتاد ليقرروا ما الذي سيأخذونه منها معهم وما سيتركونه للأفغان وما يجب التخلص منه . وقال الميجور روب وولفيندن الذي يساعد في الإشراف على الانسحاب من قاعدة باساب المتقدمة في ولاية قندهار (جنوب) "نحن لا ندمر المعدات ونتخلص منها فقط، بل نحاول قدر المستطاع إعادة تدويرها لكن بعضها غير صالح فعلاً للاستعمال" . وبينما كانت الجرافات تزيح سواتر ترابية، كان الجنود يتفحصون بدقة وتأن أكوام العتاد كأنهم يبحثون عن كنز . وفي "منطقة الفرز" هناك صناديق مملوءة بالخراطيم البلاستيكية وأجهزة اللاسلكي العسكرية وعبوات حبر للطابعات ونقالات وشباك للتمويه ومولدات كهربائية وكتيبات عسكرية . وهناك مستوعب للأغراض الشخصية مثل المراوح الكهربائية والطابعات وسماعات أجهزة الاستريو التي أرسلها أقارب الجنود لتسهيل حياتهم بعيداً عن موطنهم . وبالنسبة إلى الجنود الأمريكيين الذين لا يزالون في أفغانستان فإن فرص مشاركتهم في المعارك باتت ضئيلة وأغلبيتهم لم يعد أمامها سوى أعمال روتينية . ويتم الانسحاب بوتيرة أسرع وتم إرسال لواء أمريكي بكامله للإشراف على العملية الضخمة . فقد تم إخراج قرابة 40 ألف عربة تابعة لدول "ايساف" في العامين الماضيين، أغلبيتها براً عبر باكستان ومنها إلى السفن . ومن المتوقع أن تقارب تكلفة انسحاب القوات الأمريكية وحدها 6 مليارات دولار . كما تم تسليم أكثر من 400 قاعدة عسكرية إلى القوات الأفغانية، إلا أن الحكومة غير قادرة مادياً على إبقاء هذه القواعد على المستوى نفسه . (أ .ف .ب،د .ب .أ) الخليج الامارتية