استطاع البرنامج الذي وضعه اختصاصيو البرمجة الروس أن يقنع أكثر من 30% ممن تحدث معه أن مسامرهم فتى حقيقي وليس جهاز كمبيوتر وبالتالي هذه هي المرة الأولى التي يطبق فيها ما يسمى "اختبار تيورنغ " في العالم، والتي تعتبر خطوة هامة نحو خلق العقل الاصطناعي. جرت المسابقة بين أجهزة الكمبيوتر المتقدمة في بريطانيا، وشارك فيها 5 أجهزة كمبيوتر بالإضافة إلى أناس حقيقيين، أجاب كل منهم على أسئلة طرحت عليه وجرى تقييم الإجابات من لجنة حكام كبيرة، تحدث كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم مع العديد من المحاورين المخفيين وطرح عليهم أسئلة غير متوقعة، كاتبا عباراته على لوحة المفاتيح، ظهرت الأجوبة على شاشة الكمبيوتر، وكان على العضو في اللجنة أن يحدد من المتكلم معه في هذه اللحظة، هل هو جهاز كمبيوتر أم إنسان عادي؟، وأجابت أجهزة الكمبيوتر على الأسئلة بنفسها دون أي تدخل من مصمميها. سمى الفائز بالمسابقة فلاديمير فِسِلوف البرنامج الذي وضعه: "جينيا غوسمَن"، زاعما أنه صبي عمره 13 عاما من مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود، وبقصد الإقتراب من الواقع قدر الإمكان أوجد له صورة حياتية معينة فوالده يعمل طبيبا، وهو يقتني حيوانا صغيرا هو الكابياء الخنزيري، لم تذهب جهود المبرمج هباءا، فقد صدق 33% من الحكام أن جينيا طفل حقيقي، بينما يحتاج "اختبار تيورنغ" إلى 30% فقط. يسمى هذا الإختبار باسم ألان تيورنغ رائد علوم الحاسوب من بريطانيا وقرصان آلة التشفير الأسطورية "إنيغمه" لدى قيادة ألمانيا النازية، كان ألان قد كتب في مقالته عام 1950م. أنه مع تطور تكنولوجيا الكمبيوتر سيكون الدماغ الإلكتروني كاملا بحيث يؤمن 30% من محاوريه أهم أمام إنسان حي، واتُخذ هذا الرقم كشرط لاختبار تيورنغ، كان العالم يظن أن الإنسان سيبلغ هذا المستوى في عام 2000م. ولكن لم يتم التوصل إليه إلا اليوم. بطبيعة الحال لا تستطيع البرامج المقلدة للبشر كل ما يستطيع الإنسان، فجينيا ينتقل بالحديث إلى موضوع آخر عندما لا يعرف كيف يرد على السؤال، ولكن الناس العاديين يقومون بذلك أيضا. يرى خبير التقنيات المعلوماتية في صحيفة "نوفَيه غازيته" يوري ريفِتش أن مستقبلا كبيرا ينتظر هذه البرامج، فيقول: "إذا تم تعليم البرنامج بشكل مناسب يمكن الحصول على طبيب مختص بالتشخيص، على سبيل المثال، أو العثور على حل لمشكلة الترجمة الإلكترونية، التي لم تحل بشكل نهائي بعد". فلاديمير فيسيلوف تخرج من المدرسة النظرية الروسية لمسائل العقل الإصطناعي حيث ولد البرنامج الشهير عالميا "فاين ريدر" الذي يتعرف على النص المنسوخ على السكانر، أما اليوم فيعمل العلماء الروس على وضع برنامج السائق الإلكتروني، ومحلل عمل البورصة الإلكتروني، ويرون أن مستقبل العمل بهذه البرامج كبير جدا، ولكن من الصعب وضع برنامج عقل اصطناعي متكامل قبل ظهور جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر، آنذاك يتحقق حلم كتاب الخيال العلمي حيث يتشاور أبطالهم مع الأدمغة الإلكترونية عند ظهور مشكلة ما أثناء تحليقهم بين النجوم، وقد أصبحت الطريق العملاقة التي يجب اجتيازها أقصر قليلا اليوم بفضل الخطوة الكبيرة التي قام بها الفتى جينيا غوسمَن. صوت روسيا يافع نيوز