حملت التطورات المتسارعة في العراق، حلفاء رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الغربيين على إعلان تخليهم عنه ضمنياً، من خلال دعوة برلين إلى حكومة جامعة تمنع تفتيت البلاد، ومطالبة باريس بتشكيل حكومة وحدة "مع المالكي أو من دونه"، لكن التطور البارز كان على صعيد داخلي، تمثل في مطالبة المرجعية الدينية آية الله علي السيستاني بتشكيل "حكومة فاعلة تحظى بقبول وطني واسع، تتدارك الأخطاء السابقة، وتفتح آفاقا جديدة أمام جميع العراقيين لمستقبل أفضل"، ما يمكن قراءته أيضاً على أنه دعوة للمالكي لاعتزال المنصب . وأكد القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس أنه يؤيد شن ضربات محددة تستهدف المسلحين الذين يشنون هجمات في العراق الممزق بالحرب، وقد يتحولون إلى "جيش إرهابيين"، على حد تعبيره، غير أنه نبّه إلى الحاجة إلى تغيير جذري للسياسة في بغداد، يعكس التنوع الديني والإثني للعراق قبل أي تدخل أمريكي . وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا تدعو العراق إلى تشكيل حكومة وحدة "مع (رئيس الوزراء نوري المالكي) أو من دونه"، ووصف الوضع بأنه "بالغ الخطورة"، وانتقد المالكي لأنه لم يرفض التحالف مع العشائر السنية بل "لاحقها بطريقة غير مناسبة على الإطلاق" . وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إنه "يتعين الحيلولة دون انزلاق البلاد في حرب أهلية بين مجموعات مذهبية وعرقية"، وأضاف "حل المشكلة يكمن بوضوح في بغداد"، وأكد ضرورة تشكيل حكومة تراعي متطلبات أطياف الشعب العراقي كافة . ودعا السيستاني إلى تشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني و"تتدارك الأخطاء السابقة"، وقال أحمد الصافي ممثل السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء "من الضروري أن تتحاور الكتل السياسية الفائزة ليتمخض عن ذلك تشكيل حكومة فاعلة تحظى بقبول وطني واسع، تتدارك الأخطاء السابقة، وتفتح آفاقا جديدة أمام جميع العراقيين لمستقبل أفضل"، ودعا العراقيين من كل الطوائف إلى مقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، معتبراً أنه إذا لم يتم طرد هذه الجماعة المتطرفة من العراق "فسيندم الجميع غداً" . ميدانياً، أعلنت مصادر عسكرية وأمنية أن 34 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم الحدودية غربي العراق، وقتل 30 مسلحاً ينتمون إلى جماعة شيعية مسلحة تقاتل إلى جانب القوات الحكومية خلال اشتباكات مع مسلحين حاولوا اقتحام قضاء في محافظة ديالى (شرق)، وقتلت امرأة وأصيب أربعة آخرون بينهم طفل، عندما استهدفت مروحية عسكرية منازل في ناحية الضلوعية شمالي بغداد، وفي قضاء تلعفر (380 كلم شمال)، تواصلت الاشتباكات، حيث تحاول القوات الحكومية منع المسلحين من السيطرة على القضاء الاستراتيجي الواقع قرب الحدود التركية والسورية والذي تسكنه أعلبية من التركمان الشيعة، وأكدت مصادر عسكرية تمركز مسلحين تابعين لداعش في منطقة تضم بقايا أبنية تابعة لمنشأة لصناعة أسلحة كيماوية كان يطلق عليها "منشأة المثنى" إبان النظام السابق في العراق، على بعد حوالي 30 كلم غربي بلد (شمال)، كما تمركز مسلحون آخرون في منطقة النباعي التي تقع على بعد حوالي 15 كلم غرب الدجيل . وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران أرسلت "عدداً محدوداً من العناصر" إلى العراق لمساعدة حكومة المالكي، وتحدث المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي عن وجود "عناصر ثورية إيرانية" في العراق، ورفض توصيف حجم الوجود الإيراني، مكتفيا بالقول إن لدى واشنطن "مؤشرات مفادها أن هناك على الأقل بضعة عناصر، لكنني لم أطلع على معلومات حول قوات برية أو وحدات كبيرة" . الخليج الامارتية