قد تكون من الناس الذين يعدون الأيام والليالي انتظاراً لقدوم العطلة السنوية أو الفصلية للاسترخاء والاستراحة والتخلص من التعب الذي راكمه العمل المتواصل. لكن الأمر لا يكون كذلك بالنسبة لبعض الناس، إذ تجدهم ينظرون إلى الراحة والاسترخاء بنوع من الريبة والخشية والتوجس، وكأنها ستصيبهم بمكروه! ويحدث هذا الأمر أكثر عندما يصبح الناس قلقين ويسكنهم التوتر بمجرد توقفهم المؤقت عن العمل. وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يبدو غير منطقي للبعض، فإن هذا الصنف من الناس يشعر بهذا القلق حتى عندما يشغل وقت فراغه بممارسة أنشطة وهوايات مثل الرياضة والاستماع إلى الموسيقى. وتقول كريستينا لوبيرتو، باحثة متخصصة في علم النفس بجامعة سينسيناتي «كل شخص يشعر برهبة كلما اقتربت عطلته هو شخص قادر مبدئياً على الاسترخاء». وكانت كريستينا قد استخدمت استبياناً يعتمد على ما يُصطلح عليه «مؤشر الحساسية من الاسترخاء» من أجل قياس حجم الرهبة التي يستشعرونها، لكنها استنجت أن القلق ينتابهم بمجرد بدئهم بالاسترخاء. وبدلاً من استمتاعهم بما يقومون به وقت فراغهم، تبدأ نبضات قلوبهم في التسارع، وتزداد سرعات أنفاسهم، وتصبح عضلاتهم أكثر تقلصاً ويتولد لديهم شعور بالقلق والتوتر. ولا يكون لأنشطة الاسترخاء التي يقومون بها أي مفعول يُذكر عليهم، بل إنها تزيدهم شعوراً بالتوتر! ويقول الباحثون إن الشعور بالقلق عند اقتراب العطلة هو خوف من الراحة بحد ذاتها، أو خوف متنام من أن شيئاً قد يحدث خلال فترة العطلة. فمثلاً، قد يكره الناس الذين يتملكهم مثل هذا الخوف الحصول على تدليك يرح فقراتهم العضلية بسبب خشيتهم من الألم الذي قد يسببه الضغط على فقرات الرقبة والظهر والأكتاف خلال التدليك، أو بسبب خوفهم من أن ذلك قد يسبب لهم أعراضاً جانبية معينة غير متوقعة، فتجدهم متحفظين عن القيام بأي شيء غير مألوف في حياتهم. وقد يتوجس بعض الناس من أن تُستخدم خدمة ما لمساعدة جسده على الاسترخاء في تنويمه مغناطيسياً أو الولوج إلى مكنونات ذهنه. وقد يخشى بعض الناس الآثار الاجتماعية المحتملة لأنشطة الاسترخاء كأن يبدو الشخص أكثر خمولاً أو أقل قدرة على السيطرة، أو يشكك في قدرة الخدمة التي تقدم إليه على مساعدته فعلياً على الاسترخاء. ... المزيد