يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة اليوم (الأحد) لبحث تداعيات الوضع في العراق ومخاطره، والتعرف إلى مواقف العواصم المعنية، كما أجرى وزير الخارجية الروسي سيرفي لافروف محادثات في السعودية تناولت الوضع العراقي أيضاً، فيما ذكرت وسائل إعلام عراقية أمس، أن مسلحين من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، استولوا على ثلاث بلدات غربي العراق، وقال موقع "السومرية نيوز" المستقل نقلا عن مسؤول أمني إن "مسلحين من "داعش" انتشروا في راوة وعانه بعد انسحاب الجيش والشرطة منهما"، وأضاف أن "هؤلاء المسلحين سيطروا على مراكز الشرطة في البلدتين، من دون اشتباكات"، وأن "داعش" سيطر بالكامل على بلدة القائم القريبة من الحدود العراقية مع سوريا بعد معارك مع قوات الأمن . وقال شهود عيان إن المسلحين الذين خاضوا اشتباكات ضارية مع القوات الحكومية في القائم قتل فيها 34 عنصراً من هذه القوات، قاموا باقتحام الدوائر الرسمية في المدينة وسرقوا أغلب محتوياتها ودمروا ما تبقى منها . وقتل 17 مسلحاً في اشتباكات وقعت بين تنظيمي "داعش" و"جيش رجال الطريقة النقشبندية" السني المتطرف في الحويجة غربي كركوك، وقال مصدر أمني إن "اشتباكات وقعت مساء (الجمعة) إثر رفض عناصر "النقشبندية" تسليم أسلحتهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أصدر تعليمات بهذا الخصوص وفرض على الجماعات المسلحة الأخرى مبايعته" . وقال سمير الشويلي المستشار الإعلامي لرئيس جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق إن الجيش العراقي لا يزال مسيطراً على القائم، وقال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا إن القوات لم تنسحب كليًا من القائم، مؤكدا أنها تمكنت من قتل 124 مسلحاً في عمليات متفرقة بمناطق أخرى . وأعلن مصدر طبي عراقي في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (180 كلم شمال)، وصول 84 جثة، وقال إن "دائرة الطب العدلي في مدينة تكريت استلمت 84 جثة تعود غالبيتها لعناصر من الجيش والشرطة إضافة إلى مدنيين قتلوا جراء أعمال العنف في تكريت" . على صعيد دولي، يعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم (الأحد)، إلى المنطقة، على أمل تخطي الانقسامات الطائفية في العراق، بعد فشل مساعي الحكومة الأمريكية لدى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، وقرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال كيري إلى الشرق الأوسط وأوروبا في جولة يجري خلالها مشاورات تتناول الأزمة العراقية، وقال "ليست هناك قوة نار أمريكية ستكون قادرة على إبقاء البلد موحدا"، وأضاف "قلت هذا بوضوح لنوري المالكي ولكل المسؤولين الآخرين" . وكان الرئيس الأمريكي ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند أكدا ضرورة إيجاد حل سياسي دائم على أساس حكومة وحدة وطنية، واتفقا على تنسيق جهودهما من اجل التوصل إلى هذه الأهداف . وأجرى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة مباحثات "مطولة ومعمقة" حول سورياوالعراق، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن المحادثات مع لافروف شملت أزمة العراق، واتفق الطرفان على "أهمية تركيز الجهود على ضمان أمن العراق وسلامته الإقليمية، وتحقيق وحدته الوطنية، بين مختلف مكونات الشعب بما يضمن المساواة في الحقوق والواجبات على حد سواء" . وأعاد المسؤول السعودي تأكيد موقف بلاده التي تشدد على "الشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكل أبناء الشعب العراقي بمختلف فئاتهم من دون تمييز أو إقصاء عنصري أو طائفي"، كما جدد رفض "أي تدخل خارجي في هذه المرحلة"، مشيراً إلى أن ذلك "من شأنه تكريس الأزمة، وتعميق الاحتقان الطائفي السائد بها نتيجة لحالة الإقصاء المذهبي التي يعيشها" . وشدد لافروف في ما يخص توجيه "ضربات أمريكية على مواقع الإرهابيين في العراق" على ضرورة ألا تخالف هذه الأعمال الشرعية الدولية وأن تكون بالتوافق مع الحكومة العراقية . الخليج الامارتية