دارت أمس معارك طاحنة بين قوات الحكومة العراقية والمسلحين الذين يقودهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المعروف اختصارا باسم «داعش» حول مصفاة بيجي النفطية، ومطار تلعفر، شمالي البلاد. ويحاصر المسلحون مصفاة بيجي - وهي أكبر مصفاة للنفط في العراق - ويقولون إنهم يسيطرون على أغلب أجزاء مطار تلعفر. وقتل 30 مسلحا ينتمون إلى جماعة شيعية مسلحة تقاتل إلى جانب القوات الحكومية العراقية خلال اشتباكات مع مسلحين حاولوا أمس اقتحام قضاء في محافظة ديالى شرق العراق، حسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «30 مقاتلا من جماعة عصائب أهل الحق قتلوا خلال تصديهم لمسلحين حاولوا من دون أن ينجحوا دخول قضاء المقدادية». ويقع قضاء المقدادية شمال مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) مركز محافظة ديالى. 34 قتيلا من الجيش في القائم من جانبه أعلن ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي وضابط برتبة مقدم في الشرطة الجمعة أن 34 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم الحدودية الواقعة غرب البلاد. وأكد قائمقام مدينة القائم (340 كيلومترا شمال غرب بغداد) فرحان فرحان لوكالة الصحافة الفرنسية وقوع الاشتباكات، التي بدأت في ساعة متأخرة من مساء الخميس وتواصلت حتى منتصف الجمعة. وكان مسلحو «داعش» في العراق قد سيطروا أمس الأول على مصنع سابق لإنتاج الأسلحة الكيميائية يعود إلى نظام صدام حسين، حسب وزارة الخارجية الأمريكية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي في بيان لها «بلغنا أن الدولة الإسلامية في العراق والشام احتلت مجمع المثنى»، مستبعدة إمكانية استخدامهم المصنع لإنتاج أسلحة كيميائية بسبب تقادم المواد التي ربما كانت باقية في المصنع. كيري إلى العراق وتأتي هذه المعارك عقب تصريحات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأنه يعتزم إرسال 300 مستشار عسكري لمساعدة القوات العراقية في حربها ضد المسلحين. ولكن أوباما أوضح أن بلاده لن ترسل قوات مقاتلة إلى العراق. ويتوقع أن يسافر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى العراق للضغط من أجل تشكيل حكومة أوسع تمثيلا، على أمل أن يساعد هذا في تخفيف التوتر الطائفي. وحض المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني -الذي يمثل المرجعية الشيعية العليا في العراق- على التعجيل بتشكيل حكومة عراقية جديدة وفعالة. وجاء في بيان صادر عنه تلاه ممثله في النجف خلال خطبة الجمعة إن الحكومة العراقية المرتقبة ينبغي أن «تفتح آفاقا جديدة» باتجاه مستقبل أفضل لجميع العراقيين. ورغم أن دعوة السيستاني موجهة إلى السياسيين العراقيين في أعقاب الانتخابات الأخيرة، فإن العديدين سينظرون إليها على أنها انتقاد لرئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي.