فوق قطعة أرض ترابية قرب طريق سريع شمال العراق، يراقب فيصل ابنه البالغ من العمر ثلاثة أسابيع وهو يبكي في خيمة أصبحت منزلًا لعائلته. وبينما ترتفع درجات الحرارة مع مرور ساعات النهار، لتتخطى الأربعين درجة مئوية، لا يملك فيصل سوى أن ينتظر تحت الشمس الحارقة وصول المساعدات إليه: مروحة وفراش. ووصل فيصل مع عائلته إلى مخيم كلك قبل أيام هرباً من المعارك الضارية في قضاء تلعفر الاستراتيجي قرب مدينة الموصل، التي يسيطر عليها مسلحون متطرفون منذ نحو أسبوعين. ويقول وقد غطت الوحول قدميه «غادرنا بعدما وصلوا، أنا سني، لكنني كنت أدرك أنه سيكون هناك قتال وقتل ولم أكن أريد أن أتورط بأي من الأمرين». وبالقرب من الحاجز يقف مئات الرجال النازحين في صفوف ينتظرون دورهم لتقديم طلب دخول إلى الإقليم، وقد أتى بعضهم من الموصل، وبعضهم الآخر من المخيم أو من مناطق قريبة في نينوى. ويروي كثيرون كيفية تمكنهم من الهروب من المسلحين، إلا أن آخرين يتحدثون عن فرحة اعترتهم لدى رؤيتهم هؤلاء المقاتلين وهم يدخلون مناطقهم. وتقول أم عبد الله إن «المسلحين في الموصل أناس شرفاء ويعاملون السكان بطريقة جيدة، لم نغادر بسبب هؤلاء بل بسبب الحكومة التي تقوم بعمليات قصف وقد قطعت الكهرباء والمياه في الموصل». وتضيف المرأة «في الواقع أنا سعيدة لأنهم سيطروا على الموصل، اعتبرهم متمردين وليس مسلحين، وأظن أنهم سيجعلون المدينة أفضل». ... المزيد الاتحاد الاماراتية